أعلنت الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء حالة التأهب في لواء الشمال، وذلك خشية تطور أحداث العنف التي تشهدها قرية طوبا الزنغرية القريبة من مدينتي طبريا وصفد وامتدادها إلى خارج القرية، وذلك احتجاجاً على إحراق مسجد النور في القرية ليلة الأحد/الاثنين، كما أوصى المفتش العام للشرطة بالتأهب في النقاط الحساسة وأماكن العبادة في شتى أرجاء البلاد. اتهام للمستوطنين وأثارت عملية إحراق المسجد سخطاً كبيراً في أوساط الأهالي والقيادات العربية في أراضي 48، ولاقت استنكاراً كبيراً وردود فعل صاخبة ومسيرات احتجاجية في القرية. وجاء الإعلان عن رفع حالة التأهب في صفوف الشرطة للحفاظ على النظام العام وأماكن العبادة الدينية، وفق ما جاء في بيان لها، خاصة بعد المواجهات بين أهالي القرية والشرطة التي بدأت صباح الاثنين واستمرت طيلة الليلة الماضية. وكذلك، عقب قيام مجهولين الليلة الماضية بإحراق بناية المجلس البلدي في القرية ومبنى المركز الجماهيري ومبنى إحدى العيادات في البلدة. ورغم أن هوية من قاموا بإحراق المسجد لم تتضح بعد، إلا أن فلسطينيي 48 وجّهوا إصبع الاتهام لمستوطنين إسرائيليين خاصة بعد العثور على كتابات تدل على ذلك، وتشير إلى أن من قاموا بهذه الفعلة هم جماعة تقوم بعمليات تطلق عليها اسم “دفع الثمن” وتستهدف من خلالها أماكن فلسطينية، بدأت في الضفة الغربية ووصلت إلى أراضي 48 من خلال الاعتداء على المسجد. وتقوم الشرطة الإسرائيلية بالتحقيق في الحادث في محاولة للتوصل إلى الجناة، وفي المقابل أصدرت أمر حظر نشر تفاصيل التحقيقات. وجاء في بيان عمّمه الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية في منطقة الشمال يودا ممان على وسائل الإعلام أن “العشرات من أبناء الشبيبة في بلدة طوبا حاولوا الليلة الماضية إغلاق مدخل البلدة والطريق المؤدية إلى قرية هناسي المجاورة على خلفية إحراق مسجد النور”. وقام الشبان بإحراق الإطارات على الشارع الرئيسي وداخل الأحياء السكنية وإلقاء الحجارة باتجاه أفراد الشرطة كتعبير عن احتجاجهم وغضبهم. تنديد من عرب 48 وندّدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل، وهي الهيئة الأعلى لفلسطينيي 48، بشدة بإحراق مسجد النور في قرية طوبا، وقالت في بيان لها إن “هذا الحادث هو انعكاس لنهج المؤسسة الإسرائيلية التي تغذي العنصرية في الشارع الإسرائيلي، بل تقوم هي نفسها بشرعنتها وتطبيقها وحث الناس عليها. هذا الاعتداء السافر على بيت من بيوت الله سبحانه وتعالى يأتي في ظل استفحال الفاشية ضد الجماهير العربية في هذه البلاد عامة، ومنها التحريض الذي شهدته مدينة صفد ضد الطلاب العرب الدارسين في كليتها وضد العرب عامة خاصة من قبل الحاخامات، وما الكلمات التي كتبت باللغة العبرية على المسجد وهي كلمات كتلك التي تكتب عادة في أي عمل سافر مشابه في الضفة الغربية إلا دليل على هوية مرتكبي هذه الجريمة. إن هذا الانزلاق الخطير له مدلولات سلبية وسيكون له انعكاسات سلبية تتحمل مسؤوليتها المؤسسة الإسرائيلية”. وتشهد قرية طوبا منذ صباح اليوم الثلاثاء إضراباً عاماً وشاملاً في مختلف مناحي الحياة، وسط تخوفات الأهالي من تطورات خطيرة ممكنة.