تصدّر اسم الفنان الكوميدي الراحل طلعت زكريا محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع ذكرى ميلاده، ليعود الجدل من جديد حول مسيرته الفنية التي لم تُختصر يومًا في الكوميديا فقط، رغم ارتباط اسمه في أذهان الجمهور بالضحكة السريعة وخفة الظل. ورغم رحيله، ما زال طلعت زكريا حاضرًا بقوة في ذاكرة المشاهد العربي، بملامحه المميزة وتعليقاته العفوية وأدائه الذي صنع حالة خاصة يصعب تكرارها. فالرجل الذي أضحك الملايين، أخفى خلف ابتسامته وجهًا فنيًا أكثر عمقًا وجدية، لم ينتبه له كثيرون. وجه درامي لا يعرفه كثيرون قبل أن تستقر صورته كنجم كوميدي، قدّم طلعت زكريا أدوارًا درامية لافتة، أبرزها مشاركته في مسلسل الحرافيش: عاشور الناجي عام 1998، إلى جانب نور الشريف وإلهام شاهين وأحمد بدير، ومن إخراج وائل عبد الله. وفي هذا العمل، كشف زكريا عن قدرة تمثيلية مختلفة تمامًا، وأثبت أنه ممثل قادر على التعامل مع الشخصيات المركبة بعيدًا عن الإفيهات والضحك. موهبة متعددة الأوجه لم تتوقف إبداعات طلعت زكريا عند التمثيل فقط، بل امتدت إلى الكتابة والتأليف، حيث ترك بصمة واضحة في عدد من الأعمال الفنية، من بينها مسرحية خلوصي حارس خصوصي بطولة سمير غانم، وفيلم الفيلم في المنديل الذي شارك في بطولته، إلى جانب مسلسل مستر شو بطولة أحمد بدير وهالة فاخر. وبلغ عدد الأعمال التي قام بتأليفها سبعة أعمال، شكّلت جانبًا مهمًا من رحلته الإبداعية، وأكدت أنه فنان شامل لا يكتفي بالوقوف أمام الكاميرا. فنان لا يُختصر في ضحكة عودة اسم طلعت زكريا إلى الواجهة في ذكرى ميلاده ليست مجرد حنين، بل إعادة تقييم لفنان ظُلِم أحيانًا بحصره في إطار الكوميديا فقط، بينما كان يمتلك أدوات ممثل درامي ومؤلف واعٍ بالشارع والناس وهمومهم. رحل طلعت زكريا تاركًا تاريخًا فنيًا ثريًا، لا يحمل فقط بصمته الكوميدية التي أضحكت الأجيال، بل أيضًا شهادة على تنوّع مواهبه بين التمثيل الجاد والتأليف المبدع، ليظل اسمه حاضرًا في ذاكرة الفن كفنان شامل لا يُنسى.