أكدت الدكتورة دينا أبو الخير أن ثقافة الاعتذار أصبحت غائبة لدى كثير من الناس بسبب الخوف من الهجوم أو التقليل من شأن المعتذر، موضحة أن الشخص المخطئ كثيرًا ما يتجنب الاعتذار خشية أن يتحول الموقف إلى محاسبة أو عقاب أو تذكير مستمر بالأخطاء السابقة. وقالت "دينا أبو الخير" خلال تقديم برنامج "وللنساء نصيب" المذاع على قناة "صدى البلد"، مساء الثلاثاء، إن هذا السلوك يدفع البعض إلى الإنكار أو المكابرة بدلًا من الاعتراف بالخطأ، مشيرة إلى أن الاعتذار في حقيقته دليل وعي ونضج، وليس ضعفًا كما يظن البعض. غياب ثقافة الاعتذار بين الزوجين وأضافت أن استقبال الاعتذار بروح العفو والصفح، مؤكدة أن رفض الاعتذار أو تحويله إلى أداة للضغط يؤدي إلى تعقيد العلاقات الإنسانية، سواء داخل الأسرة أو خارجها، ويغلق باب الإصلاح. وأوضحت أن غياب ثقافة الاعتذار بين الزوجين يعد من أكثر الأسباب المؤدية إلى الفتور والتباعد، لافتة إلى أن التراكمات الصغيرة غير المعالجة قد تتحول إلى أزمات كبيرة تهدد استقرار الأسرة. وأشارت إلى أن المجتمع اعتاد تحميل الزوج مسؤولية المبادرة دائمًا بالاعتذار، بينما تندر حالات اعتذار الزوجة، محذرة من خطورة العناد والكبرياء في مثل هذه المواقف، لأن التنازل أحيانًا يكون حفاظًا على البيت والأسرة وليس هزيمة شخصية. التفاضل بين الناس وأكدت الداعية أن القرآن الكريم وضع قاعدة إنسانية خالدة تحكم علاقة البشر بعضهم ببعض، مشددة على أن التفاضل الحقيقي بين الناس لا يكون باللون أو المال أو الجاه، وإنما بالتقوى والعمل الصالح، مستشهدة بقوله تعالى: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم». وقالت إن ظن الإنسان بأنه أفضل من غيره هو بداية السقوط في ميزان القيم والأخلاق، مؤكدة أن الله وحده هو الأعلم بما في القلوب، وأن ستر الله الجميل على عباده نعمة عظيمة قد تزول إذا تسلل الكِبر إلى النفس. وشددت على أن التفاخر بالمال أو الجمال أو العلم أو أي صورة من صور التميز الدنيوي يمثل خطرًا حقيقيًا على الإنسان، لأن الكِبر من أعظم الذنوب، لافتة إلى أن النصوص الشرعية حذرت منه تحذيرًا شديدًا، وبينت عاقبته يوم القيامة، حيث يُحشر المتكبرون في صورة مهينة، جزاءً لما وقر في قلوبهم من تعالٍ واستعلاء.