شهدت العاصمة بيساو في غينيا بيساو حالة من التوتر الأمني الحاد بعد إطلاق رصاص بالقرب من القصر الرئاسي، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط من إجراء الانتخابات الرئاسية، وسط مخاوف من محاولة انقلاب محتملة تهدد استقرار الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. إنقلاب غينيا بيساو وأفادت مصادر صحفية ل "الفجر"، بأن رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو تم اعتقاله داخل مكتبه بالقصر الرئاسي، إلى جانب رئيس أركان القوات المسلحة، ونائب رئيس الأركان، ووزير الداخلية، في أعقاب التوترات الأمنية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وأوضحت المصادر أن هناك مجموعة من الضباط في غينيا بيساو، أطلقت على نفسها اسم "القيادة العسكرية العليا لاستعادة النظام"، سيطرتها على مقاليد الحكم في البلاد "حتى إشعار آخر". تشير هذه الأحداث إلى هشاشة المشهد السياسي في غينيا بيساو، التي تشهد تاريخيًا محاولات انقلابية متكررة منذ الاستقلال في عام 1974، ما يعقد مسار التنمية ويعرقل جهود تعزيز الديمقراطية واستقرار مؤسسات الدولة. وقد طالبت السلطات المحلية والدولية بالهدوء وضبط النفس من جميع الأطراف لتفادي أي تصعيد إضافي. معلومات عن الرئيس عمر سيسوكو إمبالو ولد عمر سيسوكو إمبالو عام 1970 في مدينة بيساو، وهو سياسي وخبير مالي معروف بخبرته في إدارة الأزمات الاقتصادية والتنمية الوطنية. تولى رئاسة غينيا بيساو في يناير 2020 بعد انتخابات رئاسية شهدت منافسة شديدة، ويُعرف عنه تركيزه على الاستقرار السياسي والإصلاحات الاقتصادية ومحاربة الفساد. قبل رئاسته، شغل إمبالو عدة مناصب في القطاع المالي والبنوك الدولية، وعُرف بسياسته التوافقية وسعيه لتقوية مؤسسات الدولة. ومع ذلك، تواجه رئاسته تحديات مستمرة بسبب الانقسامات السياسية والصراعات العسكرية المتكررة التي تشهدها البلاد. الوضع الحالي تتابع السلطات الإقليمية والدولية التطورات عن كثب، مع تعزيز القوات الأمنية وجودها حول المؤسسات الحيوية، وسط دعوات إلى الحل السياسي والحوار لتجنب أي أزمة أكبر. ويعد ما يحدث مؤشرًا على التحديات الكبيرة التي تواجه غينيا بيساو في تحقيق استقرار سياسي طويل الأمد.