" عينه وحشة"..أكيد محسود، عبارات نسمعها في تفاصيل حياتنا اليومية، يتكرر الحديث عن "الحسد" بين الناس، غالبًا بصيغة التحذير أو التبرير. لكن من منظور مسيحي، الحسد ليس مجرد شعور بشري عابر، خطية تهدد سلام القلب ونقاوة النفس، وتتناقض تمامًا مع جوهر الإيمان الذي يقوم على المحبة والغفران. فقال الاب بولس حنا كاهن كنيسة السيدة العذراء بالمطرية، لا يوجد فى الفكر المسيحى الحسد أو ما يسمى من اهل العالم " ضربة عين " أو فلان عينه وحشه فالسيد المسيح يطمئن اولاده بآيات كثيرة مذكورة فى الكتاب المقدس ةتابع فى تصريحات خاصة ل " الفجر"، الانجيل ذكر ام الحسد كخطية موجودة ولكن ليست بالمعنى المفهوم للناس الحسد فى الفك المسيحى يتطور إلى خطية الغيرة الحاسد هو يشعر بالضيقة أو الغيرة بسبب خير أو نعمة يتمتع بها شخص آخر ويتمنى زوال هذه النعمة عنه، ولكن الحسد كشعور موجود مثل، الحسد يظهر في الكتاب المقدس كواحدة من أقدم الخطايا. فقد كان دافع قايين الأول لقتل أخيه هابيل، وهو السبب في عداوة إخوة يوسف له، وهو الذي حرّك الكتبة والفريسيين ضد السيد المسيح.، ما الحسد الموجود فى صلوات الكنيسة هو حسد الشيطان، اثناء صلاة القداس الالهى يقراء الكاهن صلاة الصلح ويقول الموت الذى دحل إلى العالم بجسد ابليس. وتابع، ايضا فى صلاة الشكر كل تجربة وكل فعل الشيطان ومؤامرات الناس الاشرار، فلا بد من الصلاة لنزعالحسد ليس خوفا من ضربة العين بينما نصلى لكى يمنع الله الشرور والمؤمرات. البابا شنودة الثالث يوضح: الحسد موجود.. لكن "ضربة العين" وهم وخرافة في أحد الأسئلة التي وردت إلى قداسة البابا شنودة الثالث، في كتابه الشهير "سنوات مع أسئلة الناس"، سُئل قداسته عن موقف الإيمان المسيحي من الحسد، وما إذا كانت له تأثيرات فعلية، كما يشاع بين الناس عن "العين" التي تُصيب وتضر. وجاء رد قداسة البابا واضحًا ومحددًا، حيث قال: "الحسد كشعور موجود." كما فى قصص الكتاب المقدس، وهذا ما يتوافق مع ما تردده الكنيسة في ختام صلاة الشكر: "كل حسد وكل تجربة وكل فعل الشيطان... انزعه عنا." لكن في الوقت نفسه، فرّق البابا شنودة بوضوح بين الحسد كخطيئة داخلية قلبية، وبين ما يُعرف شعبيًا ب "ضربة العين"، مؤكدًا أن الكنيسة لا تؤمن بهذه الأخيرة."نعم، الحسد موجود، ولكن لا نؤمن بما يُعرف ب(ضربة العين)." وأوضح قداسته أن بعض الناس يعتقدون بوجود أشخاص يمكن لحسدهم أن يُصيب الآخرين بأذى مباشر سواء في صحتهم أو رزقهم أو حياتهم الاجتماعية وهذا، حسب البابا، مجرد وسوسة وخرافة لا أساس لها من التعليم المسيحي، وأضاف أن هذا النوع من الخوف من "العين" يدفع البعض إلى إخفاء البركة أو تجنب الحديث عن النعمة خوفًا من "شر الحسّاد"، وهو أمر غير صحي روحيًا، ويجعل الإنسان يعيش في قلق دائم لا يليق بالمؤمن. وأكد البابا شنودة أن الحسد لا يؤذي من يُحسد، بل يعود بالضرر النفسي والروحي على من يحسد، قائلًا: "إننا نرى العكس، فالحاسد هو الذي يعيش في تعاسة وشقاء، يتعب نفسه، ويُشقي قلبه." ودعّم قداسته كلامه ببيت الشعر المعروف: "اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله، فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله." فالحسد يسرق سلام الإنسان، ويُبعده عن الفرح الحقيقي. أما المسيحية، فتدعونا لنعيش بروح المحبة التي تفرح لفرح الآخرين، وتبارك الخير حتى إن لم يكن لنا. فكل عطية هي من الله، وكل نجاح للآخر هو دعوة للشكر، لا للغيرة