قدّمت الولاياتالمتحدة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يقضي برفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية السوري أنس خطاب، وذلك قبل أيام من زيارة مرتقبة للرئيس السوري إلى واشنطن ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل؛ ولم يتضح بعد موعد طرح مشروع القرار للتصويت داخل مجلس الأمن. شروط إقرار القرار وإمكانية تمريره وبحسب القواعد المنظمة لعمل مجلس الأمن، يحتاج القرار إلى تأييد تسعة أعضاء على الأقل، بشرط ألا تستخدم الدول الخمس دائمة العضوية "روسيا، الصين، الولاياتالمتحدة، فرنسا وبريطانيا" حق النقض (الفيتو). دبلوماسي ألماني: الشرع لا يسعى لإعادة بناء الماضي بل لتأسيس سوريا الجديدة الخارجية السورية: الرئيس الشرع سيزور البيت الأبيض في أوائل نوفمبر وكانت الولاياتالمتحدة قد دفعت خلال الأشهر الماضية نحو تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، في إطار مراجعة شاملة لسياساتها تجاه دمشق. استثناءات سابقة سمحت بسفر الشرع وأشارت تقارير أممية إلى أن لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن منحت الشرع عدة استثناءات للسفر خلال العام الحالي، ما يعني أن الزيارة المقبلة للبيت الأبيض يمكن أن تتم حتى في حال عدم تمرير القرار الجديد. وتأتي هذه التحركات في ظل ما تراه واشنطن "تقدمًا جيدًا" في المطالب المرتبطة برفع العقوبات بموجب الترتيبات السياسية الجديدة في سوريا. البيت الأبيض يعلن موعد اللقاء الثنائي وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس ترامب سيستقبل نظيره السوري يوم الاثنين المقبل، مشيرة إلى أن الشرع سيعقد أيضًا لقاءات في الكونجرس. وأكدت أن الإدارة الأمريكية ترى فرصة جديدة للسلام في ظل القيادة السورية الحالية، وأن الحديث عن تفاصيل رفع العقوبات سيترك للرئيس الأمريكي خلال اللقاء المرتقب. انضمام سوريا للتحالف الدولي ضد داعش ضمن جدول الزيارة وذكرت مصادر دبلوماسية أن زيارة الشرع إلى واشنطن والمقررة بين 8 و11 نوفمبر ستشهد توقيع سوريا على الانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش، في خطوة تُعد تحولًا كبيرًا في مسار العلاقات بين دمشقوواشنطن بعد سنوات من التوتر والعقوبات. دمشق: الزيارة حدث غير مسبوق وتحمل دلالات سياسية من جانبه، وصف مندوب سوريا الدائم لدى الأممالمتحدة، إبراهيم علبي، زيارة الشرع للبيت الأبيض بأنها "حدث غير مسبوق" ونقلة نوعية في المسار الدبلوماسي السوري. وأشار إلى أن إبقاء ملف سوريا نشطًا داخل الأممالمتحدة والضغط على إسرائيل يعزز من موقف دمشق التفاوضي، مؤكدًا أن بلاده تسعى لإغلاق ملف جنوبسوريا بطريقة تحفظ كرامة أهل السويداء. مواقف دبلوماسية ورسائل حول الجولان وشدد المندوب السوري على تمسك دمشق باتفاق 1974 باعتباره الأساس لأي محادثات أمنية مقبلة، مجددًا التأكيد أن الجولان أرض عربية سورية "غير قابلة للمساومة". وأوضح أن سوريا باتت تمتلك قرارها وتستعيد دورها في صياغة القرارات المتعلقة بها بدعم من المجتمع الدولي، في ظل انفتاح متزايد من الدول للتفاوض مع دمشق مباشرة.