قدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، خطة أمريكية تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وإعادة تنظيم الحكم بعيدًا عن حماس، وذلك خلال اجتماع ضم عددًا من القادة العرب والمسلمين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وتعد هذه الخطوة هي الأولى منذ تولي ترامب السلطة في يناير الماضي، إذ لم يسبق تقديم خطة شاملة بهذا الشكل لإنهاء الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في غزة. ووفقًا لمصادر مطلعة نقلها موقع أكسيوس، فقد لاقت المبادرة الأمريكية ردود فعل إيجابية من القادة العرب والمسلمين، الذين أعربوا عن استعدادهم لدعم الخطوط العريضة للخطة والمشاركة في تنفيذ مراحلها بعد انتهاء العمليات العسكرية، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بشروط وضمانات واضحة قبل الانخراط الكامل. بنود بارزة في الخطة الأمريكية تتضمن المبادئ الرئيسة للخطة، التي قدمها ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مجموعة من الإجراءات العملية التي تم تطويرها خلال الأشهر الستة الماضية، بناءً على أفكار سبق أن وضعها جاريد كوشنر وصياغات تحديثية مستوحاة من خبرات توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق. وتشمل أبرز هذه البنود: * الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس في غزة. * وقف إطلاق النار بشكل دائم لضمان استقرار الوضع الأمني. * انسحاب تدريجي وكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع. * إنشاء آلية حكم جديدة في غزة دون حماس، لضمان إدارة مستقرة وفعالة. * تشكيل قوة أمنية مشتركة تشمل فلسطينيين وجنودًا من دول عربية وإسلامية. * توفير تمويل عربي وإسلامي للإدارة الجديدة وإعادة الإعمار في القطاع. * منح بعض الصلاحيات للسلطة الفلسطينية لضمان مشاركة محلية في الحكم. وأكدت المصادر أن الرئيس الأمريكي طلب من القادة العرب دعم مبادئ الخطة والمشاركة في تطبيقها، مع الالتزام بدور فاعل في مرحلة ما بعد الحرب لضمان نجاحها واستقرار القطاع. شروط القادة العرب لدعم الخطة رغم الترحيب بالخطة، وضع القادة العرب والمسلمون مجموعة من الشروط قبل دعم المبادرة الأمريكية، لضمان حماية مصالح الفلسطينيين واستقرار المنطقة، وتضمنت: شروط القادة العرب لدعم الخطة * منع إسرائيل من ضم أي أجزاء من الضفة الغربية أو غزة. * الحصول على التزام إسرائيلي بعدم احتلال أي مناطق جديدة في القطاع. * التوقف عن بناء مستوطنات في غزة أو تقويض الوضع القائم في المسجد الأقصى. * زيادة المساعدات الإنسانية والإغاثية لغزة فورًا لضمان استقرار السكان المحليين. وشدد ترامب على أنه لن يسمح بإجراء أي ضم لأجزاء من الضفة الغربية، ما يعكس التزام الإدارة الأمريكية بالحفاظ على التوازن السياسي والأمني في المنطقة. خطوات التنفيذ والمتابعة عقد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبي ومبعوث ترامب للشرق الأوسط اجتماع متابعة مع وزراء الخارجية في السعودية ومصر وقطر والإمارات والأردن، بهدف تحويل المبادئ إلى خطة تفصيلية قابلة للتطبيق. وفي الوقت ذاته، أُبلغت الحكومة الإسرائيلية، بما فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالمبادئ الأمريكية، وقد ناقش وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر هذه الخطة مع صهر ترامب جاريد كوشنر في الأسابيع الأخيرة. وأكد المسؤولون العرب أن الخطة تحتاج إلى تحسينات بمساهمة الدول العربية، مع التأكيد على أن الخطوة التالية تشمل مناقشة المبادئ مع نتنياهو في البيت الأبيض لضمان دعم الجانب الإسرائيلي ومتابعة التزاماتهم. التفاؤل والتحفظات وصف القادة العرب الاجتماع بأنه إيجابي، مؤكدين أن الخطة الأمريكية تعكس جدية الإدارة في إنهاء الحرب، وأنهم ملتزمون بالمشاركة في مرحلة ما بعد الحرب لضمان إعادة إعمار غزة وتحقيق استقرار القطاع. وأوضح مسؤول عربي أن المشاركين شعروا لأول مرة بوجود خطة واضحة على الطاولة، معتبرًا أن اللقاء أعاد الأمل في إمكانية التوصل إلى حل عملي ومستدام للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في غزة. وعلى الرغم من التفاؤل، لفت مسؤولون إلى أن التنفيذ الفعلي يعتمد على التزام جميع الأطراف، خصوصًا الجانب الإسرائيلي، مع ضمان تقديم الدعم المالي والسياسي من الدول العربية والإسلامية للمرحلة المقبلة.