في مشهد يعكس هشاشة أوضاع اللاجئين الأوكرانيين في الولاياتالمتحدة، سادت حالة من الارتباك والقلق بين آلاف المقيمين الأوكرانيين بعد تلقيهم رسائل إلكترونية من وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، تفيد بإنهاء وضع إقامتهم القانونية وضرورة مغادرتهم البلاد فورًا. لكنّ مسؤولي الوزارة أكدوا لاحقًا أن تلك الرسائل أُرسلت "عن طريق الخطأ"، دون إعطاء تفاصيل كافية أو تطمينات حقيقية. رسائل إلكترونية تنذر بالترحيل حسب ما نشرته مجلة "بوليتيكو"، فقد أكدت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي، تريشيا ماكلوجلين، أن وضع الإفراج المشروط المؤقت للاجئين الأوكرانيين ما زال قائمًا، ولم يُلغَ رسميًا حتى الآن. لكن الرسائل التي تلقاها عدد غير معلوم من اللاجئين تسببت في ذعر واسع، لا سيما أنها جاءت في وقت حساس يتزامن مع تغييرات محتملة في السياسة الأمريكية تجاه برامج الهجرة. إدارة ترامب: الخطأ غير مقصود الرسائل الخاطئة التي أثارت الذعر لم تكن سوى نتاج خلل إداري، وفق ما أوضح أحد المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، مؤكدًا أن أي قرار رسمي بإنهاء البرنامج لم يُتخذ بعد. إلا أن غياب بيان واضح أو تفسير مفصل زاد من مخاوف اللاجئين، ودفع العديد من أعضاء الكونجرس إلى تلقي اتصالات متكررة من ناخبيهم للاستفسار عن مستقبل أوضاعهم القانونية. تغيير في سياسة الإفراج المشروط منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، أظهرت إدارته نهجًا متشددًا تجاه برامج الإفراج المشروط الإنسانية التي أُقرت في عهد الرئيس السابق جو بايدن. فوفقًا لمجلة "بوليتيكو"، فإن ترامب وجّه وزارة الأمن الداخلي بإلغاء جميع برامج الإفراج الشامل، كجزء من حزمة أوامر تنفيذية شملت أيضًا تعليق برنامج "متحدون من أجل أوكرانيا" الذي أتاح للمستفيدين الحصول على تصاريح إقامة وعمل لمدة عامين. مخاوف من مصير مشابه لفنزويليين وكوبيين لم تقتصر خطوات الإدارة الجديدة على اللاجئين الأوكرانيين، إذ سبق وأن أمرت بإنهاء الإفراج المشروط لنحو 530 ألف مهاجر من فنزويلا وكوبا وهايتي، في خطوة تؤشر إلى توجه أشمل لسحب الوضع القانوني من قرابة مليوني شخص دخلوا البلاد عبر برامج إنسانية خلال السنوات الماضية. أوكرانيون على أعتاب المجهول رغم تصريح ترامب الأخير بأنه "لا يسعى إلى إيذاء أي أحد"، فإن الغموض ما زال يحيط بمصير اللاجئين الأوكرانيين، الذين يقدّر عددهم بنحو 240 ألفًا ممن فروا من الحرب مع روسيا، ولجأوا إلى الولاياتالمتحدة منذ عام 2022. وقال الرئيس في تصريحاته الأخيرة من المكتب البيضاوي: "سأتخذ القرار قريبًا"، وهو ما أثار مزيدًا من القلق بين الجاليات الأوكرانية ومناصريهم داخل الكونجرس. القلق يتصاعد والخيارات محدودة التكهنات حول مصير اللاجئين تزايدت مع غياب رؤية واضحة من الإدارة الجديدة حول ملفات الهجرة واللجوء. وبات واضحًا أن الخطوات المقبلة قد تعيد تشكيل مصير عشرات الآلاف من الأسر التي استقرت مؤقتًا في أمريكا هربًا من جحيم الحرب، لتجد نفسها الآن على حافة الترحيل السريع، دون بديل آمن في الأفق. أزمة إنسانية وقرارات سياسية المشهد الحالي يعكس التوتر القائم بين التعاطف الإنساني والسياسات التنفيذية الصارمة، حيث يجد اللاجئون أنفسهم عالقين بين قرارات متضاربة، ورسائل إلكترونية خاطئة، ومصير غير معلوم. وفي الوقت الذي تسعى فيه بعض الدوائر داخل الكونجرس لوقف هذا المسار، فإن الواقع يؤكد أن مستقبل اللاجئين الأوكرانيين في أمريكا لا يزال معلقًا بقرارات سياسية لم تُحسم بعد.