سيطرت حالة من الغضب على الرأي العام العربي والعالمي، بسبب ما تتبعه حكومة نتنياهو تجاه القضية الفلسطينية والحرب الحالية في قطاع غزة، واذدادت حدة ذلك الغضب عقب التصريحات التي أدلى بها وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، والذي أكد فيها أن إسرائيل ستتجه إلى إلقاء قنبلة نووية في غزة، لإنهاء الحرب. وكان وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو قد صرح بأن إسرائيل تخطط إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة، قائلاَ: "من يرفع راية حماس لا يجوز له أن يستمر في الحياة على الأرض". وأكدت تصريحات إلياهو أن اسرائيل تسعى إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة، حتى لا يبقى القطاع على وجه الأرض، ومن ثم إعادة إقامة المستوطنات بها، حيث قال إلياهو:" لا مكان لقطاع غزة ولا ينبغي أن يكون هناك وجود لشمال القطاع". الدول العربية تدين تصريحات وزير التراث الإسرائيلي أثارت تلك التصريحات غضب شديد لدى الشعوب العربية، والتي استنكرتها وأدانتها بشكل صريح، وكان من أول تلك الدول مصر والتي أدانت تصريحات وزير التراث الإسرائيلي، واصفة تلك التصريحات بأنها دليل على مدى الانحراف والتطرف الذي وصل إليه صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية. وأدانت دولة الإمارات تصريحات وزيرالتراث الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه التصريحات تعد انتهاكًا للقانون الدولي، وتحريضًا على ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب، كما أنه يثير قلقًا بالغًا بشأن وجود نية لارتكاب جريمة إبادة جماعية. واستنكرت المملكة العربية السعودية التصريحات الصادرة عن وزير التراث الإسرائيلي، حيث قال بيان صادر عن وزارة الخارجية: "المملكة تدين بأشد العبارات التصريحات المتطرفة الصادرة من وزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بشأن إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة المحاصر"، حيث اعتبر البيان أن تلك التصريحات تصف مدى الوحشية التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية. أعربت الأردن عن استيائها من تصريحات وزير التراث الإسرائيلي، حيث اعتبرتها دعوة للإبادة الجماعية وجريمة كراهية لا يمكن السكوت عنها، مطالبة المجتمع الدولي بضرورة التصدي لمثل تلك الخطط قبل تنفيذها. إيقاف وزير التراث الإسرائيلي عقب تلك التصريحات،وبعد الادانات والاستنكارات التي وجهت للحكومة الإسرائيلية، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إيقاف وزير التراث عميحاي إلياهو عن عمله، ومنعه من حضور اجتماعات الحكومة لحين صدور قرار منه بالإلغاء، ولكن بقي السؤال هل ستتجه إسرائيل إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة؟. خبير سياسي يكشف حقيقة اتجاه إسرئيل ل إلقاء قنبلة نووية على غزة يرى الدكتور رمضان قرني الخبير السياسي، أن كافة المؤشرات سواء داخل إسرائيل أو المحيط الإقليمي والبيئي أو ما يتعلق بالمحيط الدولي ستكون ضد فكرة اللجوء إلى خيار إلقاء قنبلة نووية على غزة، مشيرًا إلى أن كل التصريحات التي وردت في هذا الشأن هي من قبيل التصعيد السياسي والاعلامي تجاه الفلسطينيين في غزة، خاصة بعدما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي سكان غزة ب "الحيوانات البشرية". وأشار الدكتور رمضان قرني في تصريحات خاصة ل "الفجر" إلى أن معطيات الداخل الإسرائيلي والمواقف الدولية وخاصة الغربية تكشف استبعاد لجوء حكومة بينامين نتنياهو إلى استخدام السلاح النووي في التعامل مع غزة، وذلك لعدة اعتبارات، من أهمها الاعتبار البيولوجي أو البيئي، حيث أن القرب الجغرافي بين حدود غزة وإسرائيل عامل حاسم يحول بين استخدام القنبلة النووية، لأنها قد تطول إسرائيل بدرجة كبيرة وبشكل مؤكد. ولفت قرني إلى أن الاعتبار الثاني الذي يحول بين استخدام السلاح النووي فيغزة، هو وجود أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، مؤكدًا أن إلقاء قنبلة نووية على غزة سيطول الجميع بما فيهم الأسرى، ما يجعل حكومة نتنياهو في مأزق كبير مع الرأي العام الإسرائيلي الذي يطالب بعودة الأسرى بشكل ملح، ما يجعل نتنياهو يخسر دعم الرأي العام الذي حصل عليه خلال فترة الحرب الحالية ضد غزة. واعتبر رمضان قرني موقف الرأي العام الدولي والغربي عائقًا أمام استخدام السلاح النووي في غزة، خاصة الدعم الذي يحصل عليه من أمريكا وأوروبا، وبالتالي فاللجوء إلى استخدام القنبلة النووية في قطاع غزة، والذي يعني صراحةً القضاء على اهل غزة سيضع الحلفاء الغربيين في مأزق شديد خاصةً وأن ذلك التفكير يمثل جرائم حرب. سياسي: "أمر القاء قنبلة نووية على غزة سينقلب على إسرائيل" ويعتقد الدكتور طارق البرديسي خبير العلاقات الدولية أن تهديديات استخدام القنبلة النووية لا يمكن تنفيذها بشكل فعلي، مؤكدًا أن تصريحات وزير التراث الإسرائيلي بنيت على أساس غير صحيح، ودون مشورة سياسية، وهدفها هو فقد التصعيد السياسي وإظهار القوة الإسرائيلية أمام العالم. وأوضح البرديسي في حديثه ل "الفجر" أن التهديدات الإسرائيلية ب إلقاء قنبلة نووية على غزة إذا تمت فإنها تأثيرها على الجانب الإسرائيلي سيكون أقوى منه على أهل غزة، مشيرًا إلى أن تنفيذ تلك المخططات سينقلب عليها، ويمكن ان يصيب سكانها خاصةً بسبب القرب الجغرافي بينها وبين غزة، كما أن استخدام السلاح النووي سيعمل على توتر علاقات إسرائيل مع حلفائها في أمريكا وأوروبا، هذا فضلًا عن تأثيره على الرأي العام الإسرائيلي والذي يمكن أن ينقلب على حكومة نتنياهو خاصةً في ظل وجود أسرى لهم في غزة.