تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الاثنين عددا من القضايا الداخلية والخارجية. ففي مقاله بصحيفة الشروق ، رأى الكاتب فهمي هويدي أن الوضع السوري تحول إلى مشكلة تتعقد يوما بعد يوم حتى يبدو كأننا أصبحنا إزاء حالة مرضية متأخرة يستعصى علاجها ، إلا إذا حدثت معجزة لم تخطر على بال أحد. وقال الكاتب "إذا كان استمرار النظام مشكلة فإن سقوطه مشكلة أيضا ، ذلك لأننا لانتمنى أن يقترن السقوط بحرب أهلية بين العلويين القابضين على السلطة وبين الأغلبية السنية التي ضاقت ذرعا بذلك الوضع وعانت منه ، وليس ذلك هو أسوأ الاحتمالات لأن من شأن سقوط نظام دمشق أن يوجه ضربة موجعة إلى حزب الله في لبنان وأن يقطع الجسور مع إيران التي اختارت أن تصطف إلى جانب النظام وتدعمه بجميع السبل". وأضاف الكاتب "إذا ما تم إضعاف حزب الله وقطع العلاقات مع طهران ، فإن الطريق يغدو مفتوحا أمام إسرائيل لكي توجه ضربتها العسكرية إلى المشروع النووي الإيراني". وتابع "إذا صح ذلك التحليل فإن الأفق يكاد يبدو مسدودا أمام احتمالات حل المعضلة السورية ، ويبقى بعد ذلك خيار آمن وحيد يجنبها كل تلك المخاطر ، هو أن يقوم الرئيس بشار الأسد بعملية "استشهادية" يضحي فيها بمنصبه ويسلم السلطة إلى المعارضة بصورة سلمية" وفي عموده (من قريب) قال الكاتب سلامة أحمد سلامة رئيس تحرير صحيفة (الشروق) "أي عملية سلام يتحدث عنها الأمريكيون؟ لقد كانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووعوده بسياسات عادلة في المنطقة ، هى أكبر خدعة تاريخية وقع فيها الفلسطينيون والعرب ، وقد بات في حكم المؤكد أن أوباما لن ينجح في اجتياز المرحلة المقبلة لإعادة انتخابه لمنصب الرئاسة ، ولن يكمل فترته الرئاسية بدورتيها . وهو ما يدركه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تماما ويعمل على أساسه لكسب الوقت إلى أن يأتي الجمهوريون إلى البيت الأبيض". وقال الكاتب "ليس من المؤكد إن كان الخيار الفلسطيني باللجوء إلى مجلس الأمن والأممالمتحدة سوف يسفر عن نتائج إيجابية ؟ وما إذا كانت الإجراءات العقابية التي هددت أمريكا باتخاذها ضد الفلسطينيين ستفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية .. حيث بدأت إسرائيل في اتخاذ إجراءات مشددة لمحاصرة القدس ومواجهة أعمال عنف متوقعة حين يتم تجويع الشعب الفلسطيني". وأضاف إن التحرك الفلسطيني لقى صدمته الأولى في رفض حكومة حماس في غزة له التى اعتبرت أن اللجوء إلى الأممالمتحدة ضربة موجهة لنضال الشعب الفلسطيني ، بعد أن ثبت أنه لا جدوى في الوسائل السلمية في استعادة الحقوق الفلسطينية .. ولكن أي جدوى من كل ما قام به الفلسطينيون حتى الآن وفي مقاله بجريدة "المصري اليوم" ، دعا الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الليبيين إلى إدراك أن التحديات لاتزال كبيرة وتحتاج إلى عمل وتضحيات أكبر لإعادة بناء ما خربه العقيد معمر القذافي وللمحافظة على وحدة التراب الليبي. وقال "ألاحظ أن اهتمام الطرف الليبي بتطوير العلاقة مع مصر هو الأبرز في تلك اللحظة، وأن الدبلوماسية المصرية لاتزال تفتقر إلى رؤية واضحة توجه حركتها، وإلى جسارة واعية ومبادرة ومسئولة تضبط إيقاعها .. ولأن مصر في حاجة إلى ليبيا قدر حاجة ليبيا إليها - خصوصا في مرحلة بدأ فيها الثعالب يتدفقون لمزاحمة الذئاب المتواجدين هناك بالفعل - فتبدو اللحظة مواتية تماما للبدء في بناء علاقة استراتيجية متينة لفائدة الدولتين والشعبين". وأعرب الكاتب عن أمله أن يرى قريبا سيلا لا ينقطع من الوفود الرسمية والشعبية للتدفق على ليبيا، لا لكي يزاحموا الآخرين في الحصول على عقد هنا أو لإبرام صفقة هناك، لكن لإجراء حوار رسمي وشعبي حول كيفية بناء علاقة استراتيجية في المستقبل تبنى على التكافؤ والندية وتستجيب لطموحات البلدين. كما أبدى أمله أن يشمل هذا التنسيق الاستراتيجي قريبا السودان أيضا، بشماله وجنوبه. وأعرب الكاتب جلال دويدار في عموده (خواطر) بجريدة (الأخبار) عن أمله أن تتسم التصريحات الصحفية الرسمية وغير الرسمية وكذلك المعالجة الإعلامية بالحرص الشديد خاصة فيما يتعلق باتهام بعض الدول العربية بتمويل أعمال الفوضى والإرهاب .. وقال "يجب ألا تصدر مثل هذه الاتهامات دون أن يكون قد تم إجراء تحقيقات دقيقة منعا للاضرار بالعلاقات المصرية - العربية المتوترة أصلا نتيجة التطورات والأحداث المصاحبة لثورة 25 يناير. وأكد الكاتب ضرورة أن يكون لدينا الوعي الكافي بأن هناك قوى متربصة تتركز كل أهدافها في تفتيت الأمة العربية والإسلامية وغرس بذور الخلاف والشقاق بينها. وأشار إلى أنه على نفس المنوال فإن على الدول العربية الشقيقة مراعاة دقة وحساسية المرحلة الحالية التي تمر بها مصر وهو ما يحتم عليها الابتعاد تماما عن ما قد يؤدي إلى الاثارة والتأثير السلبي على العلاقات الأخوية. وقال "من حق أية دولة عربية أن يكون لها رأيها ليس فيما يجري على أرض مصر وإنما في كل بلاد الدنيا .. ولكن لا يجب أن يتعدى هذا الرأي المساس بأمن مصر واستقرارها". وتحدث الكاتب محمد بركات فى مقاله بجريدة الأخبار تحت عنوان (لغة لا يعرفها العرب) عن التوجه الفلسطينى للأمم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 ، فقال "إنه فى حالة موافقة مجلس الأمن على المطلب الفلسطينى - وهذا افتراض جدلى - يصبح العالم أمام مسئولية دولية مختلفة وهى انتقال الاحتلال الإسرائيلي للأراضى الفلسطينية من دائرة احتلاله لأراض متنازع عليها إلى احتلاله لأراضى دولة معترف بها وعضو كامل العضوية بالمنظمة الدولية " . واعتبر بركات أن هذه المسئولية الجديدة للمجتمع الدولى وراء إصرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على هذه الخطوة رغم كل ما يحيط بها من واقع عربى مشغول بذاته وواقع دولى معقد وموقف أمريكى منحاز لإسرائيل وغير قادر ولا راغب فى دعم القضية الفلسطينية . ورأى أن العقبة الكبرى أمام الرغبة والأمل بالحق الفلسطينى هى الموقف الأمريكى ، بالغ الانحياز للمحتل الإسرائيلى ، والذى هدد باستخدام "الفيتو" لمنع موافقة مجلس الأمن على المطلب الفلسطينى رغم ما أعلنه أوباما منذ عام أمام الأممالمتحدة بأنه يريد ويأمل أن يرى فلسطين عضوا بالأممالمتحدة خلال عام . وأكد بركات أن أمريكا لم تتراجع فقط عن وعدها للفلسطينيين ولكنها تراجعت عن كل وعودها للعرب والمسلمين بالسعى لحل القضية الفلسطينية على أساس إقامة الدولتين . وأضاف أن " هذا ليس غريبا فى عالم لا يعرف ولا يعترف بغير القوة .. وهى اللغة