"خنقها بالقميص ودفنها حية".. مفاجأة صادمة للجميع في منطقة منشأة القناطر شمالي محافظة الجيزة، عندما علموا أن "عبداللطيف عبدالرحيم عبدالعزيز أبوسويد"، قتل زوجته "منى محبوب" 32 عامًا، وأخفى جثتها في خزان صرف صحي، بمنزلهم ظنًا منه أنه قد يفلت من العقاب وينجو من فعلته، بل وكان في طريقه للإبلاغ عن تغيبها. الرجل ذا القوام الطويل النحيف، والبشرة السمراء، بعد قتل زوجته "منى"، ذهب بأطفاله الثلاثة إلى أهل زوجته، وأبلغهم أنهما تشاجرا فتركت الزوجة المنزل. وانتقلت محررة الفجر إلى منطقة منشأة القناطر حيث تحدثت مع أهل الضحية والجيران، الذين كشفوا تفاصيل يوم الجريمة البشعة. "طلع خاين" "كان فيه مشاكل بينهم على طول على المصاريف وطلبات البيت، وهي كانت طيبة، وبتديله فلوس وجابتله عربية، لكن هو طلع خاين"، بهذه العبارات استهل صابر محمد علي محبوب، شقيق القتيلة "منى"، رواية قصة أخته، مشيرا إلى أنها أنجبت منه ولد وبنتين (جنى 11 عامًا، محمد 8 سنوات،روان 5 سنوات)، وزوجها في يوم الجريمة أحضر الأطفال عند جدتهم. "ضربها بالشومة ودفنها حية" يواصل شقيق الضحية روايته، ويقول إنه في يوم الجريمة تشاجر معها، وضربها على رأسها بغطاء حلة، وليس هذا فحسب، ولكنه خانها، حيث ضربها بالشومة في رأسها، فأغمى عليها، وأحضر فأسا وحفر حفرة وأسقطها في خزان الصرف الصحي، من رأسها، و"دفنها حية لأن كانت لسة فيها الروح". شقيق الضحية يتهم آخرين واتهم شقيق الضحية أخوة المتهم وأبناء عمومته بالتورط في هذه الجريمة، موضحا أن "هي كانت وزنها تقيل وميقدرش يحطها في خزان الصرف الصحي لوحده، ووضعها في الخزان، وغطى الحفرة بالأسمنت، وفرش عليها حصيرة، وقالنا سابتني نايم وطلعت ومش عارفها فين، وفضلنا 3 أيام ندور عليها ومش عارفين طريقها فين، وجه يدور معانا، وقتل القتيل ومشى في جنازته". محاولة للهرب يضيف شقيق الضحية، أنهم ذهبوا إلى القسم وحرروا محضرا ضد زوجها، وبعدها طلب أخوة الضحية من المتهم الحضور إليهم لمناقشته، ولكنه هرب من هذه الجلسة بمساعدة ابن عمه الذي حضر معه، مشددا على أنهم كانوا يحبونه، ويعيدون زوجته إليه في كل مشاجرة تحدث بينهما. "نطالب بحقها والقصاص" ولفت إلى أن المتهم سافر، ولكن تم ضبطه وفقا للمحضر الذي حررناه ضده، واعترف بكل التفاصيل، مطالبا بالحصول على حق شقيقته و"وميروحش هدر، ومن قتل يقتل، وهو ده اللي بنطلبه من الله ومن الرئيس، لأن والدتها سنها كبير وتعبانة جدا، ولما طلعناها من الخزان كان جسمها متورم وأزرق". "خنقها بالقميص عشان الورث" والتقت الفجر بإحدى جيران الضحية، حيث تروي تفاصيل ما حدث وتقول: "حصلت مشاجرة بينهم عشان الورث بتاع أهلها لأنها عندها أرض، وعندها شقة وبيت، وطلب منها تكتب له الحاجات دي فرفضت، وانتظر حتى نامت، وضربها بشومة على رأسها، فاستفاقت ومسكت فيه وخنقها بالقميص بتاعه، وبعدها فتح غطاء خزان الصرف وحطها في الطرنش، وراح لأهلها قالهم إنه بيدور عليها ومش لاقيها، لكنهم قالوله هنعمل فيك محضر في النقطة، فراح سلم نفسه في القسم، واعترف بضربها وخنقها، ودفنها في البلاعة". "مش بتاع مشاكل" تضيف الجارة في حديثها إلى "الفجر"، أن القتيلة كانت ذات أخلاق جيدة وبنت أصول، وليس من السهل خداعها، وزوجها كان يبدو أنه طيب و"مش بتاع مشاكل"، وجميع من في القرية في حالة ذهول مما فعله، وفوجئوا بالجريمة، مطالبة بالعدالة والحصول على حق الضحية خاصة أن والدة الضحية كبيرة السن، وتبلغ من العمر 90 سنة، معقبة: "هي جابت له عربية، ومكانش حيلته حاجة". الزوج: "مرضيتش تديني حقي" "متسلطة ومرضيتش تديني حقي".. وكشف أحد الجيران، أن المتهم قال له إنه قتل زوجته لأنها متسلطة ورفضت أن تعطيه حقه. طفل وابنتين وحياة طبيعية وتقول إحدى الجارات، هم جيراننا منذ زمن، ويومهم الطبيعي، أن يخرج الزوج في السادسة صباحا، يعمل على سيارة نصف نقل اشترتها له زوجته، ثم يعود في الظهيرة يرتاح قليلا، مثل عادة البلد، والزوجة تكون موجودة في المنزل لا تخرج، وتراعي أطفالها وممكن تطلع مع العيال شوية يشموا هواء ثم يرجعوا مرة تاني، أو تتحدث مع الجيران قليلا، موضحة أنهما لديهما ثلاثة أطفال، أكبرهم "جنا" في الصف الخامس الابتدائي"، ثم "محمد" 8 سنوات، ثم روان عمرها 5 سنوات فقط. حضور "فرح" انتهى بجريمة "راحوا يحضروا فرح".. بهذه العبارة يلتقط أحد الجيران طرف الحديث، ليروي ل"الفجر" تفاصيل يوم الجريمة، قائلا: "يوم الجريمة، راحوا يحضروا فرح، وخرجوا من البيت الساعة خمسة أو ستة المغرب، وعادوا وهم سعداء، وفوجئنا في الساعة الخامسة فجرا، حضرت الشرطة وعلمنا أن الرجل أخذ أطفاله الثلاثة وذهب بهم إلى جدتهم (أم والدتهم) وقال لها: (خدي العيال عشان أنا بدور على بنتك، أصل إحنا اتخانقنا، وهي سابت البيت من 3 أيام، ومش عارفها فين)، وبعد قليل اتصلت به أختها وسألته عما حدث، فقال لها نفس ما قاله لوالده زوجته". "راح يبلغ عن غيابها" يسرح الرجل قليلًا بخياله، ليستعيد تفاصيل اليوم ويضيف: بعد ذلك قال الزوج لأهل زوجته أنه سوف يذهب إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن اختفاء الضحية، ولكن أهلها اتهموه بأنه قتلها، وبالفعل اعترف بقتلها أمام رجال الأمن. "الشرطة وجدت الجثة في الطرنش" "إزاي بيقول إنها متغيبة من 3 أيام، وإحنا كنا شايفينها معاه بالليل يوم وقوع الجريمة"، تبدأ جارة أخرى في رواية ما تعرفه عن الجريمة بهذه العبارة، ثم تضيف: "الشرطة عندما جاءت وعاينوا المكان، وجدوا الأسمنت الذي غطى به الجثة ما زال طريا، لافتة إلى أن منزلهم حوالي نصف قيراط أرض، وعبارة عن غرفتين وصالة، يوجد بها "طرنش" (خزان صرف صحي) والزوج كسر البلاط، وحفر "الطرنش"، باستخدام "فأس" و"كوريك" و"أجنة"، ووسع فتحة "الطرنش" لأن السيدة سمينة، والفتحة أضيق من جسدها، ثم غطى الفتحة مرة أخرى بالأسمنت باستخدم "ماسترين"، ثم وضع فوقها حصيرة ليخفي معالم الجريمة". "الشرطة تتحفظ على أدوات الجريمة" وتابعت الجارة، أن الشرطة عندما جاءت أيضا تحفظت على أدوات الجريمة، ومنها "الشومة" التي ضربها بها، والزوج في اعترافاته قال إنه تشاجر مع زوجته، وضربها ب"شومة"، مضيفة أنه عندما وجد الدم يسيل من رأسها لم يعرف ماذا يفعل، فوضعها في خزان الصرف الصحي، وغطاها بالأسمنت، ووضع حصيرة فوق هذه المنطقة. الجارة: كانوا دائما في شجار وتؤكد: "السيدة ورثت مبلغا كبيرا من المال من أهلها، واشترت لزوجها سيارة، وشقة في منطقة أخرى تقوم بتأجيرها، وكانوا دائما يتشاجرون، ونسمع أصواتهم العالية، وكانت شجاراتهم كلها حول طلبات البيت، مثل لية مجبتش هدوم العيال أو طلبات البيت، هو بالفعل ينفق على المنزل، ولكنها هي من اشترت له الشقة والسيارة". حبس المتهم والتحقيقات تكشف تفاصيل الواقعة كانت النيابة أمرت بحبس عامل متهم بقتل زوجته ودفن جثتها داخل خزان فى المنزل، بإحدى قرى منشأة القناطر بسبب خلافات بينهما، 4 أيام على ذمة التحقيقات. وباشرت النيابة العامة، بشمال الجيزة، التحقيق في مقتل زوجة على يد زوجها ودفن جثتها داخل خزان بالقرب من منزله بمنشأة القناطر. وأمرت النيابة، بانتداب الطب الشرعي، لتشريح جثة المجني عليها، للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها. كانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة تلقت بلاغا بمقتل ربة منزل على يد زوجها بمركز شرطة منشأة القناطر، انتقل ضباط القسم إلى مكان البلاغ وتم الاستماع إلى أقوال شهود عيان من جيران المجني عليها، وبالفحص تبين أن زوجها وراء ارتكاب الواقعة. وتبين أنه ارتكب الواقعة بسبب خلافات أسرية، وأرشد المتهم لضباط الشرطة عن مكان دفن الجثة.