قال الدكتور رياض درقاوي، أخصائي في الطب المخبري والمناعة بباريس، إن أغلب الدول الأوروبية تشهد انخفاض في مستوى الإصابات اليومية لفيروس كورونا، على عكس المنحنى التصاعدي للإصابات في الهند والذي يتخذ منحنى مرتفع يصل إلى 400 ألف حالة جديدة يوميًا وفقًا للأرقام المعلنة والتي قد تكون أقل بكثير من الأرقام الحقيقية على الأرض. وأضاف "درقاوي" في اتصال هاتفي على فضائية "اكسترا نيوز" اليوم السبت أن اللقاح مهم ولكنه ليس العامل الوحيد للوقاية من الفيروس والأهم هو تطبيق الإجراءات الاحترازية والالتزام بالتباعد الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الدول ذات الكثافة السكانية المرتفعة مثل الهند أو البرازيل يكون معدل الإصابات بها أعلى نتيجة للكثافة السكانية. وأكد أنه لن يتم الوصول إلى مناعة القطيع قبل تطعيم عدد كبير من سكان أي مجتمع وهو ما سيعمل على انخفاض المسار الفيروسي وتقليل فرص انتقاله من شخص إلى آخر، لافتًا إلى أن اللقاحات مهمة لأنها تعمل على تحفيز الجهاز المناعي ليكون جاهزًا للرد ويعمل على تقليل فرص انتقال العدوى من إنسان للآخر ويصبح حتى الإصابة عبارة عن زكام عادي وبالتالي لا يمنع الحياة أو النشاط الاقتصادي في أي مجتمع. وبسؤاله عما إذا كان هناك ضرر يقع على الشخص إذا حصل على لقاحين مختلفين أشار أخصائي في الطب المخبري والمناعة بباريس، إلى أنه من الناحية النظرية لا يحدث شيء خطير، مستشهدًا بما حدث في فرنسا عندما قامت وزارة الصحة بعد إعطاء الجرعة الأولى من لقاح استرازينيكا باستبداله بلقاح فايزر لن هم أقل من سن ال55 عامًا وهذا كان اجتهادًا شخصيًا وليس بناء على دراسة سريرية واضحة، وحتى الآن الأمور تسير بصورة طبيعية. وفي ذات السياق كشف الدكتور محمد الحاج، باحث في العلاج المناعي، عن أسباب خطورة السلالة الهندية لفيروس كورونا، مؤكدًا أن التحول والطفرات هو أمر طبيعي ومعتاد في الفيروسات. وقال "الحاج" في اتصال هاتفي على فضائية "اكسترا نيوز" إن السبب الذي جعل السلالة الهندية أسرع في الانتشار هي أن التحول حدث في ثلاث مواقع للفيروس. وأضاف أن هذه التحورات كانت السبب في جعل الفيروس أسرع انتشارًا وقد يكون مقاوم نوعًا ما للقاحات، مستطردًا "هذه مشكلة حقيقة وهذا ما سبب ضغطًا على المنظومة الصحية في الهند وهدرًا في الموارد الطبية". وأكد على أن القضاء على الفيروس لن يحدث إلا بتطبيق العزل العام والقيام بتلقيح من 70 إلى 80% من المواطنين في أي بلد من أجل تحقيق مناعة القطيع ومن ثم القيام بتخفيف الإجراءات الاحترازية وهذا لن يتحقق قبل 21 مايو المقبل.