قال الدكتور حاتم سليمان، استشاري طب الحالات الحرجة بمستشفى هيرفيلد بلندن، إن التحور الأخير لفيروس كورونا في الهند يمثل تحديًا كبيرًا ليس فقط للهند، ولكن لجميع دول العالم نظرًا لسرعته على الانتشار وكونه أكثر فتكًا من السلالات الأخرى. وأضاف "سليمان" في اتصال هاتفي ببرنامج "هذا الصباح" المذاع على فضائية "اكسترا نيوز" اليوم الجمعة أن الهند تمثل أكبر بؤرة حاليًا لفيروس كورونا منذ انتشار الموجة الأولى له وحتى الآن كونها تضم ما يقرب من مليار ونصف إنسان. وأشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد أي مقارنة علمية بين السلالة الهندية وغيرها من السلالات، ولكن ما ثبت أنها تسبب مضاعفات كبيرة، موضحًا أن عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية كانت السبب في التحورات التي شهدها الفيروس والتي بدأت بالتحورات المزدوجة ثم التحورات الثلاثية إذا لم يتم السيطرة على الفيروس وهذا ما حدث في الهند. وأوضح أن هذه التحورات قد تكون مقاومة للقاحات نوعًا ما، ولكن هذا لا يمنع من قدرة اللقاحات على تقليل فرصة حدوث الحالات الحرجة، مستطردًا "حاليًا في بريطانيا تم تلقيح ما يقرب من نصف أعداد البالغين ووصلت البلاد إلى أقل مستوى للإصابات منذ أغسطس الماضي وهناك خطة تسير وفقها الدولة من أجل إعادة فتح البلاد في 17 مايو الجاري والسماح للمواطنين بالالتقاء في الأماكن المغلقة". وفي ذات السياق كشف الدكتور محمد الحاج، باحث في العلاج المناعي، عن أسباب خطورة السلالة الهندية لفيروس كورونا، مؤكدًا أن التحول والطفرات هو أمر طبيعي ومعتاد في الفيروسات. وقال "الحاج" في اتصال هاتفي على فضائية "اكسترا نيوز" إن السبب الذي جعل السلالة الهندية أسرع في الانتشار هي أن التحول حدث في ثلاث مواقع للفيروس. وأضاف أن هذه التحورات كانت السبب في جعل الفيروس أسرع انتشارًا وقد يكون مقاوم نوعًا ما للقاحات، مستطردًا "هذه مشكلة حقيقة وهذا ما سبب ضغطًا على المنظومة الصحية في الهند وهدرًا في الموارد الطبية". وأكد على أن القضاء على الفيروس لن يحدث إلا بتطبيق العزل العام والقيام بتلقيح من 70 إلى 80% من المواطنين في أي بلد من أجل تحقيق مناعة القطيع ومن ثم القيام بتخفيف الإجراءات الاحترازية وهذا لن يتحقق قبل 21 مايو المقبل.