إعلان المرشح الرئاسي الديموقراطي جوزيف بايدن عن اختياره السيناتورة عن ولاية كاليفورنيا كمالا هاريس لتخوض معه السباق الرئاسي كمرشحة لمنصب نائب الرئيس، جاء استكمالا لفترة الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما واستغلالا لشعبيته الكبيرة وخبرتها السياسية والقانونية. والآن وبعد أن أعلنت القنوات الأمريكية فوز بايدت، باتت هاريس التي كانت كلمة السر في فوز بايدن بالرئاسة، عبر دعمه والدعوة لانتخابه والحشد للتصويت له، ويرى العديد من المراقبين والمحللين السياسيين أنها قد تكون الرئيسة الفعلية للولايات المتحدة بخبرتها وعمرها الذي لم يتجاوز الستين، في حين أن بايدن بلغ 87 عاما، ليكون اكبر رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة. واختيار بايدن لهاريس قائم على أساس، فهي تتمتع بشعبية كبيرة ولها شخصية قوية وجذابة وقد رشحت نفسها للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديموقراطي سابقا لكنها انسحبت وأيدت بايدن. وتشبه سيرة كمالا إلى حد ما سيرة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما، فهي إبنة مهاجرين حيث هاجرت والدتها التاميلية من الهند وهاجر والدها الأفريقي من جامايكا، وبالتالي هي نموذج للتنوع العرقي والثقافي حيث إنها نصف افريقية ونصف آسيوية وهي لاتينية أيضا كما انها متزوجة من محام يهودي. ووالدة هاريس عالمة متخصصة بسرطان الثدي وهاجرت من الهند الى أمريكا، ووالدها استاذ اقتصاد هاجر من جامايكا الى أمريكا وتعرف هناك على والدة كمالا وتزوجها ثم تطلقا. وكانت ثمرة زواج هذين المهاجرين كمالا واختها، ودرست وعملت بجد ووصلت لمناصب المدعي العام في بلدة صغيرة ثم مدينة كبرى ثم ولاية ثم عضوة مجلس شيوخ. وكمالا حاصلة على الدكتوراة في القانون وعملت مدعية عامة في مدينة سان فرانسيسكو وولاية كاليفورنيا ثم انتخبت كسيناتورة عن كاليفورنيا عن الحزب الديموقراطي. وتولت هاريس منصب المدعي العام في المقاطعة، وفي عام 2003، وأصبحت المدعي العام الأعلى لسان فرانسيسكو، قبل أن يتم انتخابها كأول امرأة وأول شخص أسود يعمل كمدعٍ عام لولاية كاليفورنيا، وأكبر محام ومسؤول عن إنفاذ القانون في أكثر الولاياتالأمريكية كثافة. وخلال فترتي توليها منصب المدعي العام، اكتسبت هاريس سمعة جيدة باعتبارها واحدة من النجوم الصاعدة في الحزب الديمقراطي، واستخدمت ذلك لانتخابها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2017. ومنذ انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي، حظيت هاريس بتأييد في أوساط التقدميين لاستجوابها اللاذع لمرشح المحكمة العليا آنذاك بريت كافانو، والمدعي العام ويليام بار، في جلسات الاستماع الرئيسية في مجلس الشيوخ. وتطلعت كمالا إلى البيت الأبيض، عندما أطلقت حملة ترشحها لمنصب الرئيس في بداية العام الماضي، بحضور حشد زاد عدده عن 20 ألف شخص في أوكلاند، كاليفورنيا، وقوبل عرضها لعام 2020 بحماس أولي. وفيما يخص الشرق الاوسط، فهي مؤيدة بلا تحفظ لإسرائيل وقد طالبت سابقا بالانسحاب المسؤول، وطالبت بانهاء الحرب في اليمن. وفي الملف السوري انتقدت انتهاكات النظام السوري ورفضت انسحاب ترامب من سوريا. وبشأن إيران، فقد ساندت الاتفاقية النووية ورفضت انسحاب ترامب منها وأعلنت انها تؤيد العودة لهذه الاتفاقية. ويرى المحلل السياسي والمختص بالشأن الأمريكي المقيم بواشنطن، رياض محمد، أن هناك انسجام كبير بين أفكار هاريس وبايدن، بشكل عام في السياسة الخارجية وفي شؤون الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن فترة بايدن ستكون ولاية أوباما الثالثة. وأوضح أن اختيار بايدن هاريس جاء ليخدم عدة أجندات مهمة، فهي أولا سيدة. وثانيا سوداء (وهذا مهم الآن بعد احتجاجات جورج فلويد)، وثالثا متزوجة من يهودي وداعمة بقوة لإسرائيل. في حين ان نائب ترامب يمثل ما يعاكس كل ذلك. فهو رجل ابيض ومحافظ (وان كان داعما لإسرائيل أيضا).