بينما يلهث العالم وراء أي أمل جديد ينجيه من براثن الموت بفيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، الذي أصاب أكثر من سبعة ملايين ونصف المليون شخص، وقتل نحو 480 ألف آخرين حول العالم، ظهرت ومضة ضوء في روسيا من خلال عقار أعلنت عنه السلطات الصحية في موسكو، مؤكدة إيجابية النتائج التي حققها، إنه "أفيفافير". قبل ساعات، أعلن صندوق الاستثمار الروسي المباشر ومجموعة "خيم رار"، للبحث والاستثمار في مجال الصناعات الصيدلانية عن تسليم المستشفيات الروسية الدفعة الأولى من عقّار افيفافير لعلاج فيروس كورونا، ما يضفي على الإعلان الروسي جدية حقيقية، فهل من أمل حقيقي ينجي البشرية خلف هذا الإعلان؟ هذا ما نستعرضه لكم في السطور التالية. وضع فيروس كورونا المستجد الدول العظمى في العالم في مأزق شديد، بعدما ضربها بقوة، وكانت منها روسيا، التي أصاب فيها أكثر من نصف مليون شخص، وقتل نحو سبعة آلاف آخرين، وأصبحت في المركز الثالث على لائحة الدول ضحايا الفيروس القاتل، لتسخر هذه الدول -ومنها موسكو- كل إمكانياتها العلمية في سباق محموم لإيجاد علاج، وكان من بين الطرق التي لجأت إليها البحث في سجلات عقاقيرها القديمة، لتجربها على القاتل الغامض، وتكتشف مدى فعاليتها. طريقة عمل العقار "أفيفافير"، كان واحدا من الأدوية التي خضعت للتجربة، ورغم كونه تم تطويره في البداية لعلاج التهاب المفاصل الروماتيزمي، إلا أنه استطاع التصدي للعدو الجديد الذي يهدد البشرية، نظرا لأنه يحتوي على مثبط للبروتين مما يسمح له باحتواء الاستجابة المناعية للجسم، ويساعد على تجنب عاصفة السيتوكين التي يسببها كورونا في الحالات الشديدة. ما فائدة العقار؟ سرعان ما زفت روسيا الخبر للعالم كله، بعد نجاح تجاربها، وصادقت وزارة الصحة الروسية على استخدام عقار "أفيفافير" كأول دواء روسي مضاد لفيروس كورونا المستجد والذي يقلل فترة العلاج من 14 يوما إلى 4 أيام إضافة إلى أن النتائج الأولية لاختبار العقار الجديد أظهرت فعاليته على المصابين بفيروس كورونا بنسبة 90 في المائة. العقار الذي تم اللجوء إليه نتيجة لحالة طارئة، أوصت وزارة الصحة الروسية، بإعطائه للمرضى المصابين بحالات خطيرة، خاصة عندما تحدث عاصفة السيتوكين الالتهاب المبالغ فيه الذي يضر بالأنسجة والأعضاء وخاصة أنسجة الرئة. ما بين أفيفافير.. وهيدروكسي كلوروكين إلى ذلك، قال الدكتور أحمد سعد، استشاري أمراض الباطنة بموسكو، إن الدواء الروسي "أفيفافير" لعلاج فيروس كورونا مختلف عن "الهيدروكسي كلوروكين"، حيث أنه يستهدف الفيروس نفسه، ويمنع تكاثر ونمو الفيروس داخل الجسم. وأشار "سعد"، خلال اتصال هاتفي مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج "الحكاية" المذاع عبر فضائية "إم بي سي مصر"، مساء السبت، إلى أن 90% ممن تم تجربة الدواء عليهم أثبتت التحاليل أنه تم نتائجهم سلبية بعد 5 أيام فقط، معلقا: "بعد 5 أيام بينتهي تماما". دواء وليس بروتوكول علاج وأضاف استشاري أمراض الباطنة بموسكو، أنه تم طرح الدواء في المستشفيات، وسيطرح في الصيدليات، موضحا أنه دواء لفيروس كورونا، وليس بروتكول علاجي. الممنوعون من تناوله وكشف أنه ممنوع إعطاء العقار للحوامل أو المرضعات، أو من يفكروا في الإنجاب، لافتا إلى أن الدواء حصل على رخصة مؤقتة حتى ظهور دواء أفضل.
