استطلاع شارك فيه حلمي النمنم وفريدة الشوباشى وجمال بخيت ويوسف القعيد يمر العالم بأزمة كبيرة وهى مواجهة فيروس كورونا، ويمكث المواطنون فى منازلهم فترات طويلة حفاظًا على حياتهم من الجائحة، فحرصت العديد من المؤسسات على توفير منتجاتها من خلال توصيلها للمنازل أو إتاحتها عبر الإنترنت، وقامت العديد من دور النشر بتوفير أغلب إصداراتها pdf حتى يستطيع القارئ أن يستفاد منها دون الحاجة للخروج من المنزل. ولمساعدة القراء حرصت «الفجر» على تقديم نصائح لكبار المثقفين بشأن أهم الكتب التى يمكن أن تخفف من ضغط العزل المنزلى ويستفاد منها القارئ وتقلل من التفكير فى مخاطر المرض والبعد عن الطاقة السلبية. رشح وزير الثقافة الأسبق حلمى النمنم، مجموعة من الكتب والروايات التى يمكن أن يستفيد منها المصريون أثناء العزل المنزلى ومنها أعمال نجيب محفوظ وعلى الأخص رواية «الحرافيش» وتحكى عشر قصص لأجيال عائلة سكنت حارة مصرية، غير محددة الزمان ولا المكان بدقة، وتتحدث عن فلسفة الحكم وتعاقب الحكام ودور الشعوب. ورشح أيضا «أحلام فترة النقاهة» لنفس الكاتب ويتضمن 150 حلمًا، عبارة عن نصوص أحلام وشذرات من أحلام أضيف إليها أحلام متخيلة، وفى أصداء السيرة الذاتية لم يلزم «محفوظ» نفسه بحدود نوع أدبى واحد، وكتاب «الأيام» لطه حسين الذى يعد طرازا فريدا من السير الذاتية، ويمهد لإحاطة القارئ بدنيا الكاتب والروافد الفكرية والثقافية التى شكلت مذهبه ومنهجه. وأكد «النمنم» أنه استمتع كثيرًا بآخر رواية قرأها منذ يوم وهى «فى بلد الأنقياء» لكنزى مراد تتحدث عن باكستان وتشرح الأزمة بين أزمة باكستان والهند، وكيف انتشر التشدد فى باكستان ومن يقرأها يفهم ملامح سياسية عديدة على مستوى العالم ككل لأن بها تفاصيل غاية فى الأهمية ومسلية فى الوقت نفسه. وطلب وزير الثقافة الأسبق من الجمهور أن يعود مرة أخرى لقراءة مؤلفات المؤرخ العبقرى عبد الرحمن الجبرتى للتعرف على تاريخ بلدهم وفهمه جيدًا، مضيفًا: «خلال هذه الأيام ووقت الفراغ يعد فرصة جيدة لتثقيف ذاتنا فنحن فى الأيام العادية نقرأ الكتب المسلية أما الآن مع اتساع وقت الفراغ أصبح من المهم هو التثقيف والعودة للتاريخ خاصة أن حكايات الجبرتى مفيدة للغاية ومشوقة». وأضافت فريدة الشوباشى، الكاتبة والإعلامية، أن تلك الفترة يفضل أن تنصح الجمهور بقراءة كل ما هو قديم وثرى كأعمال الراحل يوسف إدريس ومنها «الحرام» والتى صور فيها حياة عمال التراحيل وهم فئة مهمشة من طبقة الكادحين فى المجتمع القروى المصرى، و«أرخص ليالى»، وثلاثية نجيب محفوظ، وكتابها الشخصى «حبيبى الذى كان» والذى يقدم مجموعة قصصية عن الحب، وتضم أربع عشرة قصة قصيرة رومانسية، و«التجليات» لجمال الغيطانى مقسم إلى ثلاثة فصول الأول فصل الميلاد والغربة، والثانى الاغتراب والضنا والقربى والحزن، والثالث الوداد والفوت والوداع. وأعربت «الشوباشى» عن إعجابها أيضًا بكتاب «الزينى بركات» لنفس الكاتب وعالجت ظاهرة القمع والخوف واتكأت على أسبابها وبينت مظاهرها المرعبة فى الحياة العربية، مضيفة: «أنصح القارئ الذى يحب أن يقرأ فى مجال السياسة أن يتوجه لكتب محمد حسنين هيكل، فهو من أبرز الصحفيين بمصر والوطن العربى، والمصدر الذى أثق فى كتاباته السياسية، وكتب أمين هويدى وزير دفاع جمال عبد الناصر، وكان رئيسًا سابقًا للمخابرات ومعلوماته السياسية عظيمة». وتابعت: «من أقرب الكتب لقلبى وأرشحها بقوة كتاب السلام الضائع فى كامب ديفيد لوزير الخارجية الأسبق محمد إبراهيم كامل وانتقد فيه كل اتفاقات كامب ديفيد لكونها لم تشر بصراحة إلى انسحاب إسرائيلى من قطاع غزة والضفة الغربية ولعدم تضمينها حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره». وأوضح الشاعر جمال بخيت، أن كتاب «بنتكلم مصرى» لسامى حرج الذى يعد بحثًا تطبيقيًا حول تأثير اللغة المصرية فى اللغة العربية وكيف كانت اللغة المصرية رافدا لألفاظ كثيرة فى اللغة العربية، من أهم الكتب الممتعة التى يمكن الاستفادة منها، وكتاب «عن الحرية أتحدث» ل«زكى نجيب محمود» ويتحدث عن الحرية والقيم وأهمية الشعور بالآخرين، وكتاب مترجم «نظام التفاهة» ل«آلان دونو» ربط فيه بين السياسة والاقتصاد قائلًا «فاز التافهون بالمعركة وسيطروا على عالمنا وباتوا يحكمونه» ليوضح أن هناك اختفاء واضحًا للقيم وأعتقد «بخيت» أنه مناسب لما نعيشه الآن من تخبط فى قيم الأخلاق. وبدأ الكاتب يوسف القعيد، بترشيح المجموعة القصصية «ألف ليلة وليلة» ل «عبدالله بن المقفع»، و«حضن العمر» ل«فتحية العسال» ويتناول الكتاب السيرة الذاتية لها من الألف حتى الياء. وأضاف القعيد كتابى «ألف ليلة وليلة»، و«من حكايات جدتى» سهير القلماوى، إلى قائمة الكتب التى تشجع الجمهور على القراءة من خلال الحكايات الأدبية البسيطة التى تذكرنا بالعادات والقيم المنسية، ورواية «زينب» لمحمد حسين هيكل، أول رواية مصرية حديثة، والتى تصوّر الحياة فى الريف المصرى والعلاقات الزوجية والرومانسية التقليدية بين الرجل والمرأة والتفاعلات بين عمال القطن وأصحاب المزارع، و«الأيام» بأجزائه الثلاثة لطه حسين، و«أنا» لعباس محمود العقاد فهو من أمتع السير الذاتية التى قد تقرأها طوال عمرك، و«دماء وطين» و«قنديل أم هاشم» ل«يحيى حقى» ودواوين العظيم أحمد شوقى خاصة النصوص المسرحية الخاصة بالطفل. ورأى القعيد أننا فى حاجة لقراءة الكتب التراثية التى تعيدنا لتراثنا وثقافتنا العظيمة ورشح دواوين صلاح جاهين وصلاح عبد الصبور، وروايات نجيب محفوظ ويوسف إدريس، كتابات محمد عبدالحليم عبدالله.