لفتت صحيفة الديلي تلغراف الإنتباه الى المخاطر الأمنية التي تواجهها ليبيا بعد انتصار الثورة وسقوط نظام العقيد معمر القذافي. ومن تلك المخاطر ما شاهده مراسل الصحيفة في طرابلس ريتشارد سبنسر من أسلحة متروكة في العراء وبدون حراسة. وشاهد المراسل عشرات آلاف الصناديق المليئة بالألغام الأرضية والقنابل اليدوية والمتفجرات، متروكة بدون حراسة في مخازن أنشئت بشكل ارتجالي. وحاول أحد القياديين في قوات المعارضة، الجنرال عمر الحريري، التقليل من أهمية الموضوع في رده على استفسار مراسل الديلي تلغراف، بالقول ان ليبيا "في حالة حرب". ومع أن القذافي هدد بالاستمرار في القتال، ممايزيد من مخاطر وجود هذه الأسلحة على قارعة الطريق، إلا أن المسلحين المناوئين له يقولون إن "ليبيا ليست العراق". وقال مواطن ليبي اسمه محمد أحمد لمراسل الصحيفة إن الأهالي شاهدوا قوات خميس القذافي تحضر تلك الأسلحة وتضعها في مكانها. وقال أمين مستودع من أنصار القذافي إن لديهم 15 مليون قطعة سلاح خفيفة من نوع "كلاشنيكوف" و"بيريتا". وعبر مسؤولون غربيون عن خوفهم من تهريب الأسلحة عبر الصحراء الى مجموعات مسلحة في دول افريقية، بعضها موال للقذافي وتنشط في شمال وغرب افريقيا. وقال محمد أحمد إن القوات المناهضة للقذافي حضرت للمواقع وعاينته وتركت فيه أحد الحراس، لكن لم يكن هناك حارس حين زار مراسل الصحيفة الموقع. ويقول المراسل ان إشارة التحذير الوحيدة التي رآها حول الموقع كانت عبارة "انتبه ألغام" مكتوبة باللغة العربية. وفي مجمع مجاور تركت أبوابه بدون حراسة شاهد المراسل مئات الصناديق التي تحوي قذائف مضادة للدبابات وقذائف ار بي جي، بدون حراسة أيضا. وقال الجنرال الحريري "ترك القذافي أسلحة وألغاما ولكن لدينا المهندسون المتخصصون القادرون على الكشف عن مكان وجودها". وكان ممثل الاتحاد الأوروبي في ليبيا أغوستينو ميوزو قد حذر من أنه بينما يسيطر الثوار على الحدود الشرقية لليبيا وسيسيطرون على المنافذ البحرية قريبا فإن الحدود الجنوبية والغربية ما زالت مفتوحة للمهربين. وأكد أن السيطرة على الأسلحة هي من أهم أولويات الحكومة الجديدة بعد البحث عن القذافي. وفي تعليقه على ما وجدته صحيفة الديلي تلغراف قال "لا أستغرب أن يكون القذافي قد أغرق البلاد بالأسلحة، وربما تكون أجهزة الاستخبارات وحدها قادرة على تقدير عدد قطع الأسلحة الموجودة في ليبيا".