استئصال رحم ومبيض من رجل بقنا

تمكن فريق طبي، بمحافظة قنا، من استئصال رحم من رجل متزوج، تسبب في تأخر الانجاب، لعدم تكوين حيوانات منوية.
وساعد الفريق الطبي برئاسة الدكتور عبد الرازق حسن، استشاري جراحة المسالك البولية، كل من الدكتور بيشوي صبري، والدكتور شنودة نبيل، وفني التمريض كريم علي، وقام بتخدير الحالة إخصائي التخدير، دكتور بسادة خلف، في استئصال رحم من ذكر عمره 25 سنة متزوج من 3 سنوات ولم يحدث حمل مع عدم وجود حيوانات منوية في تحليل السائل المنوي، علما بأن نسب الهرمونات طبيعية والمريض لديه عضو ذكري مكتمل طبيعي الشكل والحجم ولا يعاني من ضعف انتصاب والخصية اليسرى طبيعية وفي كيس الصفن، ومشكلته الوحيدة هي خصية يمنى معلقة طبقا لتقارير الاشعة موجودة في بداية القناة الأربية.
وتابع الفريق الطبي، أن المريض طلب اجراء جراحة لانزال الخصية المعلقة، وقام الدكتور عبد الرازق حسن استشاري جراحة المسالك البولية بقنا، بأجراء الفتح الجراحي وعند فحصه للخصية اشتبه في شكل الخصية ونسيجها انها تشبه نسيج المبيض في النساء فقام بعمل استكشاف للبطن وتبين وجود رحم ضامر ثنائي القرن (Bicornuate Uterus) متصل بيه من الناحية اليمني قناة فالوب مرتبط في نهايتها المبيض الايمن Right Ovotestis والناحية اليسرى متصل بيها الخصية اليسرى Left Ovotestis.
وقام الفريق الطبي باستئصال الرحم وذلك لأنه عرضة لحدوث اورام خبيثة، كما انه يوجد احتمالية حدوث تجمعات نزفية بداخله مثل دم الدورة الشهرية في حالة انخفاض نسب الهرمونات الذكرية بعد الشيخوخة.
كما قام الفريق بأخذ عينات من كل من المبيض والخصية وارسالهم لتحليل الباثولوجي وقد أرسل الرحم المستأصل ايضا للتحليل لمعرفة حدوث تغيرات خبيثة في بطانة الرحم من عدمها، مع عمل تنميط نووي Karyotyping لمعرفة نوع جيناته إذا كان XX ام XY.
وأوضح الفريق الطبي أن المرض نفسه اسمه Persistent Mullerian duct syndrome (PMDS) باللغة العربية: بقاء المكونات الاولية لتكوين الاعضاء التناسلية الانثوية، وهو مرض نادر جدا ولا يوجد احصائيات حقيقية لأعداد المصابين له لصعوبة تشخيصه ولكن نسب الحالات المكتشفة هي 34 حالة على مستوى العالم كله منذ عام 2012 حتى الان و230 منذ عام 1964.
وتابع الفريق ان تلك النسب تبين مدى ندرة تلك الحالة حيث انها ترجح احصائيا حدوثها كل 15 مليون شخص اي حوالي 7 اشخاص على مستوى مصر كلها، ويحدث ذلك المرض كعيب خلقي عند الولادة نتيجة لحدوث طفرات في جينات الجنين مثل جين AMH وجين AMHR2.
وأكد الفريق الطبي أن المكونات الاولية لكل الجهاز التناسلي الذكري والانثوي يكونوا موجدين في الاجنة سواء الذكور أو الاناث اثناء تكوينها وتحت تأثير الهرمونات في الذكور يحدث ضمور للمكونات الاولية للجهاز التناسلي الانثوي ويتبقى الذكرية التي تتحور للأعضاء التناسلية الذكرية (والعكس في الاناث).
وتابع أنه في حالة حدوث تلك الطفرة فان المكونات الانثوية لا يحدث لها ضمور وتستمر في البقاء والتحور مكونة اعضاء تناسلية انثوية بجانب الاعضاء التناسلية الذكرية ليتكون شخص ذكر بأعضاء تناسلية ذكرية كاملة وكامل الرجولة مع وجود اعضاء تناسلية انثوية مثل الرحم والمبايض وقناة فالوب وتكون شكوته الوحيدة هي عدم القدرة على الانجاب او وجود خصية معلقة مثل هذا المريض.