نجح فريق طبي بمحافظة قنا، اليوم، من استئصال رحم من شاب عمره 25 عاما، متزوج منذ 3 سنوات، فى حالة مرضية نادرة تم اكتشافها لنحو 34 حالة على مستوى العالم حتى الان. أعضاء الفريق الطبي، اوضحوا إن المريض لديه عضو ذكري مكتمل طبيعي الشكل والحجم ولا يعاني من ضعف انتصاب، و نسب الهرمونات طبيعية، والخصية اليسرى طبيعية وفي كيس الصفن، مشكلته الوحيدة هي خصية يمنى معلقة طبقا لتقارير الأشعة موجودة في بداية القناة الأربية. وأشارو إلى أن المريض طلب إجراء جراحة لإنزال الخصية المعلقة، وقام الدكتور عبد الرازق حسن استشاري جراحة المسالك البولية بقنا، بإجراء الفتح الجراحي وعند فحصه للخصية اشتبه في شكل الخصية ونسيجها أنها تشبه نسيج المبيض في النساء فقام بعمل استكشاف للبطن وتبين وجود رحم ضامر ثنائي القرن (Bicornuate Uterus) ومتصل به من الناحية اليمني قناة فالوب مرتبط في نهايتها المبيض الأيمن Right Ovotestis والناحية اليسرى متصل بها الخصية اليسرى. وقام الدكتور عبد الرازق، باستئصال الرحم، مضيفاًالى انه عرضة لحدوث أورام خبيثة كما أنه يوجد احتمالية حدوث تجمعات نزفية بداخله مثل دم الدورة الشهرية، في حالة انخفاض نسب الهرمونات الذكورية بعد الشيخوخة. كما قام بأخذ عينات من كل من المبيض والخصية وإرسالهم لتحليل الباثولوجي، وقد أرسل الرحم المستأصل أيضا للتحليل لمعرفة حدوث تغيرات خبيثة في بطانة الرحم من عدمها مع عمل تنميط نووي. Karyotyping لمعرفة نوع جيناته إذا كان XX أم XY وذكر د. «صبري»، أن المرض نفسه اسمه Persistent Mullerian duct syndrome .(PMDS) باللغة العربية: بقاء المكونات الأولية لتكوين الأعضاء التناسلية الأنثوية وأشار إلى ان هذه الحالة تعد من الأمراض النادرة جداً مضيفاً إلى انه لا يوجد إحصائيات حقيقية لأعداد المصابين به لصعوبة تشخيصه ولكن نسب الحالات المكتشفة هي 34 حالة على مستوى العالم كله منذ عام 2012 حتى الآن و230 حالة منذ عام 1964، وتلك النسب تبين مدى ندرة تلك الحالة حيث أنها ترجح إحصائيا حدوثها كل 15 مليون شخص أي حوالي 7 أشخاص على مستوى مصر كلها. من جانبة اوضح الفريق الطبى، الى ان هذا المرض يحدث كعيب خلقي عند الولادة نتيجة لحدوث طفرات في جينات الجنين مثل جين AMH وجين AMHR2، حيث أن المكونات الأولية لكل الجهاز التناسلي الذكري والأنثوي يكونوا موجدين في الأجنة سواء الذكور أو الإناث أثناء تكوينها وتحت تأثير الهرمونات في الذكور يحدث ضمور للمكونات الأولية للجهاز التناسلي الأنثوي ويتبقى الذكرية التي تتحور للأعضاء التناسلية الذكرية (والعكس في الإناث) ولكن في حالة حدوث تلك الطفرة فإن المكونات الأنثوية لا يحدث لها ضمور وتستمر في البقاء والتحور مكونة أعضاء تناسلية أنثوية بجانب الأعضاء التناسلية الذكرية ليتكون شخص ذكر بأعضاء تناسلية ذكرية كاملة كامل الرجولة مع وجود أعضاء تناسلية أنثوية مثل الرحم والمبايض وقناة فالوب وتكون شكوته الوحيدة هي عدم القدرة على الإنجاب أو وجود خصية معلقة مثل هذا المريض. الجدير بالذكر الى ان من قام بتلك الجراحة الدكتور عبد الرازق حسن، استشاري جراحة المسالك البولية وذلك في مركزه الطبي الخاص به، بمساعده كلاً من الدكتور بيشوي صبري والدكتور شنودة نبيل .