يجمع مراقبون على أن طهران هي الطرف الذي لجأت إليه عناصر إخوانية وحوثية للتقارب فيما بينهما على الأرض، وذلك برعاية قطرية تركية. ويرى متابعون للشأن اليمني في إفادة خاصة لمراسل "اليمن العربي" - أن وفوداً إخوانية كانت ولا زالت تتواصل مع إيران فيما يتحرك الحوثيون بوفود أخرة مروراً بالدوحةوتركيا. وتأتي هذه التحركات المشبوهة التي ترعاها قطروتركياوإيران للتقريب بين الحوثيين والإخوان في وقت تنعكس هذه التفاهمات على ما يجري على الأرض. ويهدف التدخل القطريالإيراني إلى الرد على نجاح الرباعي العربي المقاطع للدوحة، أي محاولة تخريب المشهد اليمني ومنع استقراره لفائدة الشرعية اليمنية المدعومة عربيا، ردا على نجاح المقاطعة ووضع قطر في الزاوية والاتجاه لنسيان أزمتها. وخلال الأشر الماضية دشنت مليشيا الحوثي عبر وفودها التحركات الأخيرة إلى طهران ، مرورا بالدوحة حيث أحيطت زيارات بسرية شديدة. ودخلت تركيا على خط الأزمة اليمنية وبشكل واضح من خلال استقبالها لعدد من الوفود الحوثية وتشجيع بعض قيادات الإخوان المتواجدة على أراضيها للالتقاء مع الحوثيين، وحثهم على البحث عن قواسم مشتركة على قاعدة العداء لدول التحالف العربي. وقامت الدوحة بدور كبير خلال الفترة الأخيرة لإحياء نسخة ميتة من الحراك الجنوبي لا تحظى بأي شعبية في الشارع اليمني، إضافة إلى دورها البارز في محاولة تطبيع الأوضاع بين قيادات حزب المؤتمر في صنعاء والحوثيين عقب مقتل صالح. وسبق للدوحة القيام بالتواصل مع العديد من قيادات المؤتمر وشيوخ القبائل للاستمرار في حالة الشراكة مع الحوثيين، ودفعها باتجاه عقد اجتماع لحزب المؤتمر في صنعاء بعد وقت وجيز من مقتل رئيس الحزب وأمينه العام. وعملت الدوحة من أجل تحقيق ذلك على استثمار علاقاتها القديمة في اليمن وضخ الأموال من خلال ضابط ارتباط قطري يتواجد في صنعاء بشكل دائم. وبالتزامن مع التحركات التي تهدف إلى تحشيد القوى اليمنية في الداخل ضد التحالف العربي والحكومة الشرعية، شرعت قطر عبر الجناح المقرب لها داخل جماعة الإخوان اليمنية في بث الشائعات الإعلامية داخل صفوف الشرعية ومحاولة خلق حالة تباين وهمية بين أطرف التحالف العربي، ودفع عدد من المحسوبين عليها أو من تمكنت من إغرائهم بالمال لإطلاق تصريحات معادية للتحالف العربي من داخل الحكومة الشرعية نفسها. ويرى العديد من المراقبين أن التحالف العربي وقيادة الشرعية اليمنية باتا على قناعة تامة بمخاطر حالة الاختراق القطري –الإخواني التي أصبحت تقف حائلا أمام استكمال تحرير المناطق التي لا تزال في قبضة الميليشيات الحوثية. كما أن حالة الازدواج التي يعبر عنها بعض الموالين للشرعية قد تتسبب في خسارة الكثير من المكاسب التي تحققت على الأرض، وهو الأمر الذي أفضى – بحسب مصادر مطلعة – إلى التوافق بين الشرعية والتحالف على عدد من القرارات المهمة. واعتبرت مصادر سياسية خليجية أن التحرك القطري التركي لجمع الحوثيين بالإخوان، يستهدف أي مفاوضات لها معنى ما بين الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين تحت إطار الأممالمتحدة.