مدد يا حسين.. مدد يا أم العواجز «نحن فى ساحة الحسين نزلنا فى حمى الله من أتى لحسينا»، ينشد هذه الجملة المنغمة عشرات من مريدى الحسين فى مسجده بالقاهرة القديمة، ويرددونها فى تناغم وخشوع أمام ضريح حفيد النبى. يجمع حب الحسين أفراداً من جميع الفئات والمحافظات ويمكن تمييزهم بسهولة سواء من اللهجة أو نوع الملابس التى يرتدونها، ولكن الملمح الأهم أن غالبيتهم من خارج القاهرة وجاءوا لزيارة ضريحه لنيل بركة شهيد آل البيت، يعتبرونها طقساً لا يمكن نسيانه ويفترشون فى أرض ساحة مسجده أياماً متوالية، وفى رمضان يعدون طعام الإفطار ويهدونه لزوار المسجد ومحبى الحسين قبل أن يعودوا للإنشاد وأداء صلاة التراويح داخل أروقة الجامع العتيق. ويحرص متولى عبد الصمد، 63 عاماً، من محافظة قنا، على زيارة مسجد الحسين سنوياً فى رمضان، «عشان آخد بركته، وبقعد أسبوع وأرجع تانى، ومقطعتش عادة رغم إنى عيان وماشى بالعلاج.. زيارة آل البيت راحة وتقرب من الله، من سنة بس كانت مراتى بتيجى معايا قبل ما يتوفاها الله». يعتقد عبد الصمد بالفعل فى ثواب زيارة الحسين وبركتها: «آل البيت لهم بركات كتيرة فى حياتنا مفيش مرة جيت إلا ورجعت مجبور الخاطر، كراماتهم واسعة وبيسمعوا التعبان وبيرتاح، الأسبوع اللى بقضيه فى حضن سيدنا الحسين بالسنة كلها، طبعاً حزين إن مراتى مش معايا بس هى أكيد حاسة بدعائى ليها، ولما فارقتنى.. سيدنا الحسين كان يطبطب عليا طول الوقت». الأمر لا يختلف كثيراً مع أشرف غالى، 43 عاماً، والذى قرر ترك منزله فى محافظة البحيرة واصطحاب أسرته بالكامل لزيارة الحسين، «عادة توارثتها من أبويا الله يرحمه، كنا متعودين كل سنة فى رمضان نيجى نزور آل البيت وناخد نفحة تكمل معانا لآخر رمضان..الزيارة بتريح وبتبقى جاى محمل بهموم السنة كلها وبمجرد لما أكون هنا ببقى حاسس براحة كبير، مفيش مرة دعيت للحسين إلا تم الاستجابة ليا، إحنا بنتشعبط فى آل البيت.. وأنا دعيت إن لو ربنا كرمنى وجبت ولد لأدبح عجل وأوزعه رمضان الجاى على الناس هنا، أنا عارف إن الحسين مش هيردنى مسكور الخاطر». على مسافة قصيرة للغاية يوجد مسجد السيدة زينب، حفيدة النبى حيث لا يختلف المشهد كثيراً عن الحسين، حيث يفترش العشرات من مريدى «أم العواجز» الأزقة المجاورة للمسجد، لا فرق هنا بين غنى وفقير.. الجميع يسارعون بملامسة ضريح السيدة لنيل البركة. «مدد يا طاهرة.. مدد يا أم هاشم مدد.. مدد يا شريفة «، بهذه الكلمات تدخل ابتسام مصطفى، 45 عاماً، إلى ضريح السيدة إذ إنها قادمة من محافظة مرسى مطروح تقول ابتسام باكية عن حفيدة النبى:» هى قبة العارفين ورجاء المدد.. راحة لكل مريدينها، بمجرد الدخول فى حضرتها يرتجف الجسد فى خشوع، وعطر مقامها الطاهر كفيل بأن أشعر بالرضا والاطمئنان.. اعتدت المجئ إلى المسجد هنا كلما شعرت بضيق فى قلبى، وأدعى ربنا يفك الكرب،..نفسى أزور النبى ولو مرة قبل ما أموت وأحكى له عن مشاكلى بس الإيد قصيرة ومش هعرف أسافر له.. وبأزور السيدة كل ما يبقى معايا فلوس».