قتل خمسة مدنيين على الأقل بينهم أربعة أطفال الأحد، إثر هجوم شنته الفصائل المقاتلة على بلدة في شمال غرب سوريا، بحسب ما أفادت وكالة الانباء الرسمية (سانا) فيما تدور معارك شرسة بين القوات النظامية وتلك الفصائل. وافادت وكالة سانا عن "اعتداء المجموعات الإرهابية بالصواريخ على مدينة السقيلبية" الخاضعة لسيطرة النظام في ريف حماة، مشيرة إلى "استشهاد أربعة أطفال وامرأة". ويتعرض ريف إدلب الجنوبي مع مناطق محاذية له في محافظات أخرى، لقصف كثيف منذ نهاية أبريل الماضي، تشنّه قوات النظام مع حليفتها موسكو مع أن المنطقة مشمولة باتفاق روسي تركي تم التوصل إليه العام الماضي. وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) مع فصائل جهادية على القسم الاكبر من محافظة إدلب التي تعد إلى جانب أرياف حلب الغربي وحماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي آخر معاقل الجهاديين في سوريا. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، من جهته، إن حصيلة الاعتداء "بلغت ستة مدنيين، بينهم خمسة أطفال قضوا إثر إطلاق صواريخ" من المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام الجهادية. وشهدت المنطقة هدوءاً نسبياً منذ توصل موسكو حليفة دمشق وأنقرة الداعمة للمعارضة إلى اتفاق في سبتمبر، نصّ على إقامة منطقة "منزوعة السلاح" تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. إلا أن قوات النظام صعّدت منذ فبراير وتيرة قصفها قبل أن تنضم الطائرات الروسية لها لاحقاً. ومنذ نهاية أبريل، بلغت وتيرة القصف حداً غير مسبوق منذ توقيع الاتفاق، لترتفع بذلك حصيلة القتلى إلى 118 مدنياً بينهم 21 طفلاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأسفرت المعارك السبت بين هيئة تحرير الشام وقوات النظام المدعومة بالطيران الروسي عن مقتل 14 مقاتلاً موالياً للنظام، وتسعة من مقاتلي الفصائل الاسلامية وهيئة تحرير الشام. ويأتي ذلك غداة مقتل عشرة مدنيين، بينهم طفلان جراء قصف جوي للمناطق الواقعة تحت سيطرة الجهاديين. وأحصى مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الفترة الممتدة بين 29 أبريل و9 مايو نزوح أكثر من 180 ألف شخص جراء القصف، مشيراً إلى أن التصعيد طاول 15 منشأة صحية و16 مدرسة وثلاث مخيمات للنازحين. وعلّقت منظمات إغاثية عدة، بينها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطتها في مناطق التصعيد، وفق ما أفادت الأممالمتحدة. وأفاد برنامج الأغذية العالمي عن "تعليق توزيع المساعدات لنحو 47 ألف شخص في قرى وبلدات في جنوب وغرب إدلب نتيجة تعرضها للقصف"، مشيراً إلى أن بعض المتعاونين مع البرنامج اضطروا أنفسهم إلى النزوح فيما اصيب آخرون بجروح. ودعا البرنامج جميع أطراف النزاع إلى توفير إمكان وصول آمن لشركائه الإنسانيين لبلوغ عائلات لا تزال عالقة بين النيران. ويتزامن القصف مع استمرار العمليات الميدانية لقوات النظام في ريف حماة الشمالي بعدما تمكنت قبل أيام من السيطرة على قرى وبلدات عدة. ولم يعلن الجيش السوري بدء هجوم على محافظة ادلب ومحيطها والتي تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة. إلا أن الاعلام الرسمي ينشر يومياً تقارير عن استهداف مواقع "الإرهابيين" في المنطقة. ويتحدث محللون عن عملية محدودة.