كشف محمد عبد العزيز مدير عام القاهرة التاريخية في تصريحات خاصة لبوابة الفجر الإخبارية تفاصيل مشروع فك وتركيب مئذنة مسجد فاطمة شقراء (مسجد المرأة)، والذي تفتتحه وزارة الأثار بعد ساعات، ويرجع تاريخ الإنشاء إلي 873ﮬ - 1469م. والمسجد يقع خارج باب زويلة "بوابة المتولي" بجانب شارع تحت الربع، واختلفت آراء المؤرخين والباحثين حول صاحبة المسجد، فذكر البعض أنها ابنة الأمير خاير بك أمير طبلخاناة الأشرفي، بينما يذكر السخاوي أنها ابنة الأميرة شقراء بنت الملك الناصر فرج بن برقوق، إلا أنه عُرف في العصر العثماني باسم مسجد المرأة نسبة إلى منشئته. وذكر المقريزي المسجد في خططه باسم مسجد رشيد الدين البهائي دون أن يذكر تاريخ إنشائه، فمن المرجح أنه المسجد المملوكي وقامت بتجديده فاطمة شقراء، خلال القرن التاسع الهجري - الخامس عشر الميلادي، بينما يذكر على باشا مبارك في خططه التوفيقية أن الجامع عُرف بين العامة باسم"جامع المقشات". وتابع عبد العزيز أن الواجهة الرئيسية للمسجد هى الواجهة الغربية وبها المدخل الرئيسي وهو تذكارى من الحجر الغائر, يتوجه عقد ثلاثى الفصوص(مدائنى), على جانبيه مكسلتين , أختفى جزء كبير منها نتيجة لإرتفاع منسوب أرضية الشارع و الرصيف. ويُدخل إلى المسجد من خلال دهليز مستطيل, و تخطيط المسجد يشتمل على خمسة بلاطات, محمولة على أكتاف حجرية تحل عقود و أكتاف يغطيها سقف خشبى حديث, يتوسط جدار القبلة المحراب و هو حجرى, و يجاوره المنبر الأثرى, وفى الجدار الشمالى الشرقى يوجد حجاب خشبى خلفه مدفن يُرجح أنه لفاطمة شقراء, و فى الجدار الجنوبى الغربى توجد دورة المياة وهى حديثة. أما مئذنة المسجد قائمة على يسار كتلة واجهة المسجد, و تتكون معمارياً من قاعدة مربعة بكل ركن عمود مدمج من الحجر, ينتهى بأربعة حنايا مثلثة الشكل، ويليه الجزء الأول من المئذنة و هو الموجود أسفل الشرفة و يتكون من ستة عشر ضلعاً, زُينت هذه الأضلاع بأشرطة رأسية (خيزرانات) رفيعة بارزة تنتهى من أعلى و من أسفل بشكل عقد ثلاثى. وينتهى هذا الجزء بخمسة صفوف من المقرنصات ذات الدلايات, تحمل الشرفة الحجرية و الشرفة عبارة عن درابزين من الحجر المكون من اثنتى عشر مستطيل (بانوه),نفذت زخارفها الهندسية بطريقة التفريغ بشكل زخرفى بديع و دقيق. أما الجزء الثانى أعلى الشرفة وهو مضلع أيضاً, لكنه أقصر من الأول و ينتهى بقمة مخروطية الشكل بهيئة القلم الرصاص, و هو من الخشب المُغطى بألواح من الرصاص, , يتوجه قلة من النحاس دون الهلال. وعن حالة المئذنة قبل أعمال الفك و الترميم،قال أنه تم فك الصلبة الخشبية المُقامة حول المئذنة منذ ثلاثة و عشرون عاماً،وعمل رصد لحركة و ميل المئذنة،حيث اتضح تحلل المونة الرابطة للأحجار،وتهالك أخشاب المخروط الخشبى, فضلاً عن فقد ألواح الرصاص وشروخ داخل بدن و بعض درج السلم للمئذنة،وتآكل و تلف بعض الدبل و العوارض الخشبية. وقال أنه تم عمل دراسات عن حالة التربة أسفل المئذنة, و التى أوضحت أنها بحالة جيدة, و أن السبب فى ميل المئذنة هو تذبذب منسوب المياة, مما استلزم إصلاح شبكات الصرف و المياة ضماناً لثبات الوضع الإنشائى للمئذنة فى المستقبل. وتم عمل حقن لقاعدة المئذنة حيث أن المواد الرابطة للحشوة قد تحللت جزئياً بسبب مرور الزمن, و ظهر تكريش بسفل حوائط كرسى المئذنة, و عليه تم الحقن لملئ الفراغات الداخلية و تقوية الحشوة, كما تم ضبط مناسيب بادئ المئذنة أفقياً بإستخدام أحدث الأجهزة لضمان رأسية المئذنة بعد البناء. وعن أعمال فك المئذنة،قال أنه تمت أعمال الترقيم ثم الفك و التشوين للمئذنة بحرص, و لذلك جاء ناتج الفك بدون فقد أو هالك, صاحب هذه الأعمال توثيق دقيق لجميع مراحل العمل, مما نتج عنه إستعادة بناء المئذنة بكافة تفاصيلها المعمارية و الزخرفية دون أى فقد أو هالك, ليستعيد المسجد عنصراً معمارياً أصيلاً من مكوناته المعمارية, و التى ظلت مصلوبة بالأخشاب طيلة الثلاثة و العشرون عاماً.