أكد الكاتب البريطانى روبرت فيسك أن إلقاء القبض على العقيد الليبي معمر القذافى ونجله سيف الإسلام سيعجل بلا شك بنهاية مقاومة أنصار الديكتاتور الليبى للثوار، مشيرًا إلى أن القذافى قد يكون مختفيًا فى أحد الأنفاق السفلى تحت فندق ريكسوس أو إحدى فيلات روبرت موجابى. ورأى فيسك أن حرب العصابات التى يقودها الموالون لمعمر القذافى تهدد تآكل القوى الجديدة، وحذر الغرب من تكرار أخطاء العراق. وتابع فى مقال نشرته صحيفة "الإندبندنت": "لابد من سرعة القبض على القذافى كى لا يتكرر السيناريو العراقى حينما استطاع صدام حسين الهروب، حيث عانت القوات الأمريكية من خسائر كبيرة فى الأرواح". وأضاف: "القذافى لا يزال يشكل تهديدًا جديرًا بالاعتبار، فمازالت مدينة سرت تقع تحت سيطرة أعوان القذافى، فيما تشير صواريخ سكود التى أطلقت من هناك إلى احتمالات بأعمال مقاومة يائسة من قبل الموالين للنظام". وأشارت الصحيفة إلى أن قناصة تابعين للنظام قطعوا طريق مطار طرابلس أمس الأربعاء وشنوا هجمات متكررة على مجمع باب العزيزية. وأكدت الصحيفة البريطانية أن القبض على الديكتاتور الليبى بات أمر فى غاية الأهمية للمعارضة الليبية لإنهاء حالة حرب العصابات. وكان فيسك قد أعرب عن اعتقاده بأن كل قائد عربي غير منتخب أو أي زعيم في المنطقة تم انتخابه بالتزوير يجب عليه أن يفكر طويلاً في صوت "محمد القذافي" النجل الأكبر للديكتاتور الليبي في حديثه الهاتفي لقناة "الجزيرة" وصوته المرتعش قائلاً: "إننا نفتقر إلى الحكمة والبصيرة". وقال "فيسك": "الحكمة هي الشيء الذي يفتقده (الشرق الأوسط)، والبصيرة هي المهارة التي يهملها الغرب والعرب على حدٍّ سواء". وأضاف: "لقد بات الشرق والغرب يفتقدان القدرة على التفكير في المستقبل، فأصبح نطاق ما يشغل تفكيرهم هو ال24 ساعة المقبلة. وأردف "فيسك": "يجب على هؤلاء الذين ينشغلون بما يحدث في الساعات القادمة وما سيندلع من مظاهرات أو ما سيقوله "أوباما" أو غيره من قادة العالم أن يدركوا جيدًا أن الثورات العربية لن تنتهي في خريف 2011، فالربيع العربي سيستمر لسنوات، وعلى هؤلاء أن يتأكدوا أنه ليس هناك نهاية للتاريخ". وتابع "روبرت فيسك": "الربيع والصيف والخريف العربي أثبتوا أنه ليس فقط الحدود "الاستعمارية" القديمة التي لا يمكن انتهاك حرمتها، فلكل ثورة خصائصها المميزة لها، وإذا كانت الانتفاضات العربية جميعًا خلفت أعدادًا لا يستهان بها من الشهداء، فإن هناك بعض الثورات التي كانت أكثر عنفًا كثيرًا منها".