تحدث الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية في حلقة اليوم من برنامجه "رؤى" المذاع على فضائية" دي ام سي" عن إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي. وقال الأزهري، إنها تجربة حياة فريدة سجل لها المصريين كل إعزاز وتقدير واحترام، متناولًا عددا من المواقف النادرة في حياة إمام الدعاة.
وتحدث مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، عن علاقة مصطفى النحاس باشا الزعيم الوفدي والشيخ محمد متولي الشعراوي أثناء دراسته امتحان السنة النهائية بجامعة الأزهر.
وقال "الأزهري"، إن النحاس باشا طلب من الشيخ الشعراوي أثناء دراسته أن يعتذر عن امتحانات السنة النهائية في الجامعة من أجل مهمة وطنية.
وأضاف أن الشيخ الشعراوي قال إن والده حزن من تأجيل الامتحانات رغم أنه من المتوفقين خلال السنوات الماضية وأنه سيدخل امتحانات الدور الثاني.
وأشار إلى أن الشيخ الشعراوي سأل معلمه الشيخ إبراهيم حمروش حول هذا الأمر، الذي قال له إن نداء الوطن لا يرد وأن يدخل امتحانات الدور الثاني ويثبت كفاءته.
وكشف الدكتور أسامة الأزهرى عن سبب ترك الشيخ الشعراوى، الزى الأزهرى، موضحاً أنه بعد تولى الشيخ الشعراوى وزارة الأوقاف قرر أن يترك الزى الأزهرى حتى لا يُظن أنه يسعى إلى مشيخة الأزهر الشريف.
وأشار إلى أن الشيخ الشعراوى سعى أن يكون له ملبس خاص به، وذهب إلى أحد الخّياطين الذين كانوا يخيطون لكبار العلماء، ووصف له "طاقية" بمواصفات معينة ولكنها لم تكن كما يريد، وذهب لأخر حتى 13 خيّاطاً، حتى أصبحت أشهر "طاقية" خاصة بها.
وأوضح "الأزهرى"، أن الشيخ الشعراوى، كان يستعمل "العكاز"، عندما كان طالباً، وتسابق الملوك الرؤساء والأعيان على إهدائه أفخم أنواع العكاكيز، وفوجئ أن لديه عدد كبير منها، وأهدى منها كمّا كبيراً، واحتفظ لنفسه بأجود 100 عصا لنفسه.
وأكمل الأزهري": من اللفتات النادرة من الشيخ الشعراوي كان مرة جالساً في ضيافة بعض الأعيان عام 1995- كما حدثني أصحاب الجلسة الذين كانوا يستضيفونه– يافضيلة الإمام لو الإخوان تولوا الحكم مش أفضل برده ، فتجاهل السؤال، وانشغل في الكلام مع بقية الحضور، ورجع السائل يلّح ويسأل فتجاهله الشيخ الشعراوي مرة أخرى، ولما أعاد السؤال انفعل الشعراوي وألقى بالشال من كتفه وقال له "لو تولوا الحكم لأفسدوا الدين والدنيا ".
وأشار إلى إن الشيخ محمد متولي الشعراوي خرج مرة لإلقاء محاضرة في جامعة القاهرة، وأثناء انصرافه تجمهر حول سيارته آلاف الطلاب وحملوه بسيارته من الأرض.
وأضاف أن الشيخ الشعراوي رجع إلى البيت وفي مساء اليوم اختفى، حتى أن ابنه عبد الرحيم بحث عنه في كل مكان وتذكر أن والده يذهب إلى مسجد الإمام الحسين كثيرًا، وبالفعل وجده في المراحيض ينظفها بنفسه".
وتابع: "فزع عبدالرحيم حينها وقال له يا شيخنا قل لي أنظفها بدلا عنك، لكن الشيخ الشعراوي قال له إن معنى من العُجب بالنفس ظهر في داخله بعد حمل الشباب له في الجامعة، فأراد أن يكسره بأن يقدم على تنظيف هذه الأماكن حتى يجدها فقراء الناس نظيفة".