كانت اسرائيل تتوقع ان تجتاحها امواج دبلوماسية عاتية في سبتمبر/ ايلول المقبل لكن المشكلات جاءتها اقرب من المتوقع تاركة اياها اكثر عزلة في الشرق الاوسط اكثر من اي وقت مضى. فقرار مصر السبت بسحب سفيرها من اسرائيل سيسحب آخر سفير عربي من تل ابيب مما يزيد من إضعاف العلاقات التي بدأت تتأثر في اعقاب الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك في فبراير/ شباط. واندلع التوتر بعد هجوم عبر الحدود الاسبوع الماضي واتهام القاهرة القوات الاسرائيلية بقتل خمسة من حراس الامن المصريين رميا بالرصاص خلال اشتباكات مع نشطاء فلسطينيين سبق ان قتلوا ثمانية اسرائيليين في كمين. ثار الخلاف بعد ايام من تجدد المشادات الكلامية بين اسرائيل وحليفتها السابقة تركيا التي لا تزال غاضبة من مقتل تسعة اتراك العام الماضي عندما اعتدت قوات اسرائيلية خاصة على سفينة كانت تحاول كسر حصار غزة. وتطالب تركيا باعتذار عن الواقعة وهو ما ترفضه اسرائيل. والان مصر تريد "الاعتذار" ايضا لكن كل ما حصلت عليه حتى الان كان عروضا "بالاسف". وقال عوزي رابي مدير مركز موشي ديان لدراسات الشرق الاوسط في تل ابيب "مصر تحاول تهذيب اسرائيل من جديد وتتبع نفس نهج تركيا في السياسة الخارجية". وستتعرض مكانة اسرائيل الدولية لهجوم جديد الشهر المقبل مع سعي القادة الفلسطينيين في الضفة الغربية الى الحصول على عضوية كاملة بالاممالمتحدة في تصويت بالجمعية العامة سيكشف عقودا من الحقد. وقال رابي لتلفزيون رويترز "على اسرائيل ان تعلم انها تواجه شرق اوسط مختلفا". ومعاهدة السلام التي ابرمتها اسرائيل مع مصر عام 1979 هي حجر الزاوية لسياستها الخاصة بالشرق الاوسط إذ توفر استقرارا تحتاجه بشدة لحدودها الجنوبية وتمكن القادة المتعاقبين من الحفاظ على الوضع الراهن في الصراع الفلسطيني الذي لم يعرف بعد طريقه للحل. ومن غير المرجح الى حد بعيد ان يلغي المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر حاليا معاهدة كامب ديفيد. لكن بعد انتفاضة شعبية اظهرت تأييدا كبيرا للفلسطينيين يظهر الجيش انه اكثر انفتاحا على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة واكثر حزما عندما يتعلق الامر بالتعامل مع اسرائيل. وقال عمرو موسى وزير الخارجية المصري الاسبق والرئيس السابق لجامعة الدول العربية والمرشح المحتمل للرئاسة على حسابه على موقع تويتر "يجب ان تعي اسرائيل وغيرها ان اليوم الذي يقتل فيه ابناؤنا بلا رد مناسب وقوي قد ولى الى غير رجعة". وفي الايام التي اعقبت معاهدة السلام المصرية التي فتحت الطريق امام معاهدات مع دول عربية اخرى مثل الاردن كان كثير من الاسرائيليين يأملون ان يجدوا شركاء لتشكيل شرق اوسط آمن تعاد صياغته من جديد. لكن هذه الاحلام اختفت منذ فترة طويلة ويعتقد بعض المحللين ان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية قررا ببساطة تجاوز المنطقة وبناء تحالفات في اماكن اخرى. وقال عالون ليل المدير العام السابق لوزارة الخارجية الاسرائيلية "هم لا يتوقعون السلام مع الفلسطينيين. لقد تخلوا عن الشرق الاوسط ويركزون على شرق اوروبا". واضاف لرويترز "اذا فكرتم على هذا النحو فحينئذ لا يمكنكم توقع علاقات جيدة مع جيرانكم". ومع توتر العلاقات مع القوى الاقليمية فإن الروابط مع بعض اوثق حلفاء اسرائيل بما في ذلك الولاياتالمتحدة ليست وردية مثلما كانت من قبل. وينحي الدبلوماسيون بالكثير من اللائمة على اسرائيل في تعثر محادثات السلام مع الفلسطينيين وادانت واشنطن والعواصم الغربية صراحة موجة الموافقات الاخيرة على البناء في المستوطنات الاسرائيلية في القدسالشرقية والضفة الغربية. وفي حين تقول الولاياتالمتحدة انها ستقف الى جانب اسرائيل في مواجهة وشيكة في الاممالمتحدة من المرجح ان تدعم اغلبية كبرى من اعضاء الاممالمتحدة الفلسطينيين. وقال ليل انه يرى ان التهديد الرئيسي لاسرائيل يتمثل في الدبلوماسية لا العنف في الشوارع مضيفا ان "الدعوة لليقظة الحقيقية ستأتي في سبتمبر (ايلول). الفلسطينيون متجهون الى انتفاضة دبلوماسية لا انتفاضة عسكرية