تمكنت مصر خلال عامين، من إقامة المركز الإقليمى لمكافحة الإرهاب لتجمع الساحل والصحراء، على مساحة 14300 متر مربع بمدينة القاهرة، وزودته بجميع التجهيزات السمعية والبصرية، وأحدث الحواسب الآلية، بما يحقق التعاون بين الدول الأعضاء فى القضايا محل الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها التصدى للإرهاب، وتعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية والسياسية. تأسس التجمع فى فبراير 1998، لبناء آلية للتعاون الإقليمى بين دول شمال إفريقيا وجنوب الصحراء، وشاركت مصر فى قمة تأسيس التجمع بصفة مراقب، وحصلت على العضوية الكاملة عام 2001، وتم الاعتراف بالآلية كتجمع اقتصادى إقليمى فى يوليو 2000 بتوجو. تأثرت فاعليات التجمع بالأحداث التى شهدتها دول شمال إفريقيا «ثورات الربيع العربى 2011»، وعقدت قمة استثنائية بالعاصمة التشادية فى فبراير 2013. وأعادت مصر تفعيل آلية الاجتماع الدورى من خلال اجتماع وزراء دفاع دول التجمع عام 2016 بشرم الشيخ. ويعد تجمع الساحل والصحراء، ثانى أكبر التجمعات شبه الإقليمية فى قارة إفريقيا، بعد الاتحاد الإفريقى، ويضم فى عضويته 27 دولة من البحر الأحمر شرقاً، إلى المحيط الأطلنطى غربا، وشاركت الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والصين والمملكة المتحدة وروسيا والمملكة العربية السعودية، كمراقبين فى اجتماع وزراء دفاع دول الساحل والصحراء بأبوجا، و7 منظمات دولية وإقليمية من بينها الأممالمتحدة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبى، والاتحاد الإفريقى. يقول اللواء أركان حرب، محمد الشهاوى، المستشار بكلية الدفاع الوطنى، إن التجمع بحث سبل وآليات تعزيز التعاون بين مختلف دوله، فى مجال محاربة الإرهاب عبر تقديم الدعم، وتبادل الخبرات فى مجالات الأمن والدفاع، وإطلاق جهود التنمية، واستهدف توطيد المكتسبات المسجلة فى مجال محاربة الإرهاب، عبر التضامن المشترك بين دول التجمع. وأضاف أن هذا التجمع دليل على دعم مصر لأعضائه، بهدف دحر الإرهاب، ودعم جهود الأمن والاستقرار بالمنطقة، مشيراً إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمر بتفعيل وتقديم 1000 منحة دراسية للعسكريين من دول التجمع، فى مجال الأمن والدفاع، وتقديم 1000 منحة جديدة للدراسة بمصر دعما لدول التجمع، والتنسيق على إجراء تدريبات مشتركة دورية فى مجال مكافحة الإرهاب. وقال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن المركز الإقليمى لمكافحة الإرهاب، هو أولى ثمار تحالف الساحل والصحراء، وأن مصر تخطو خطوات جادة وسريعة مع أشقائها العرب، وأصدقائها فى إفريقيا لمحاربة الإرهاب، وتبنى استراتيجية للتنمية والأمن، تستهدف تعزيز الأمن الجماعى، ومعالجة النزاعات، وتعزيز ثقافة السلم ومواجهة التهديدات.