تتعدد الروايات حول بداية ظهور "القطائف"، فالبعض يشير إلى أنها بدأت في العصر الأموي، وآخرون يؤكدون على ظهورها في العصر العباسي، كما يختلف الكثيرون حول أسباب تسميتها، فهناك من يرى أنها سُميت بذلك "لأن الناس كانت تتقطافها لحلاوة مذاقها"، وآخرون يَرَوْن أن اسمها راجع لملمسها المقارب لأحد أنواع القماش وهو "القطيفة". مؤخرًا، انتشر عبر صفحات السويشال ميديا مسمى جديد للقطائف هو "cute lips"، وهو ما أثار دهشة الكثيرين، ممن رأوْا فيه بعدًا عما اعتدنا عليه طوال السنوات الماضية، وتنصلًا من شعبية الأكلة، ووصمها بمسمى جديد لتليق بطبقة الأثرياء ممن يعيشون غربة في أوطانهم. عدسة "الفجر" اتجهت إلى أحد المحلات القديمة بمنطقة السيدة زينب، والشهيرة بتصنيع "القطائف" على مدار أكثر من خمس عقود. ويقول حمادة عليوة، إنه توارث مهنة تحضير وبيع القطائف أب عن جد، وهو عمل العائلة لمدة تجاوزت الخمسين عام، "جيل بيسلم جيل". يعمل "حمادة" في شهر رمضان من بعد صلاة الفجر وحتى موعد الإفطار، حيث يتبادل ورديته مع عامل آخر، يعمل من بعد الإفطار وحتى الفجر، ويشير "حمادة" إلى أن العمل أثناء الصيام مرهق لكن روحانيات الشهر هى ما يعينه على العمل، خصوصًا وأنه موسم ينتظره الجميع. يقف "حمادة" أمام فرن مكشوف، يضع عليه "القطائف" المكونة من "دقيق، خميرة، ماء"، حتى تنضج، ليجمعها عامل آخر، استعدادًا لبيعها، ويوضح "حمادة" أن طريقة تحضير "القطائف" سهلة وبسيطة وغير مكلفة، ويمكن لأي سيدة إعدادها في المنزل. يعلل "حمادة" اختفاء القطائف باقي شهور السنة، نتيجة لأنها "بلا روح ولا يمكن تخرينها ولابد من تناولها طازجة"، وذلك على عكس الكنافة، مؤكدًا أن طعمها مختلف في رمضان، لافتًا إلى أن الإقبال على شراءها يقل من عام لآخر، ويرجع ذلك لارتفاع الأسعار، حيث وصل سعر الكيلو إلى 15 جنيهَا، والذي يختلف حسب طبيعة المنطقة التي يباع فيها، شعبية كانت أم راقية.