وضعت الأسعار المرتفعة للدواجن المحلية وزارة التموين والتجارة الداخلية فى موقف محرج، ما اضطرها إلى اللجوء للاستيراد من السوق الخارجية، بهدف توفير ما ينقص السوق من الدواجن، خلال الفترة القادمة، للمرة الثانية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك. واستوردت الشركة القابضة للصناعات الغذائية، كميات كبيرة من الدواجن البرازيلية والأوكرانية، لسد حاجة المواطنين، بعد ارتفاع أسعار المحلية وتخطيها ال30 جنيها للكيلو الواحد، عقب انتهاء شحنة دواجن البرازيل المجمدة، التى طرحتها وزارة التموين حتى مارس الماضى، بسعر 17 جنيها للكيلو. وأعلنت الغرفة التجارية واتحاد الثروة الداجنة، استحالة خفض أسعار الدواجن المحلية، نظرًا لارتفاع أسعار الأعلاف، ووصول سعر الطن الواحد منها إلى 7 آلاف جنيه، فضلا عن الأدوية والأيدى العاملة، ما تسبب فى ارتفاع أسعار الدواجن المحلية إلى 21 جنيها للكيلو، قبل وصولها إلى 33 جنيها للكيلو. وقال الدكتور نبيل درويش، رئيس اتحاد منتجى الدواجن، خلال اجتماع عقده قبل أيام، بمشاركة قيادات الغرفة التجارية، إن الأزمات التى تواجه صناعة الدواجن كبيرة، بسبب عدم دعم الصناعة المحلية، رغم ضخ الدولة مليارات لشراء دواجن مجمدة، فى الوقت الذى تنتج فيه الصناعة المحلية 2 مليون و200 ألف طائر يوميًا، وهو ما يعتبر ثروة داجنة، لا تقبل أن يتكالب عليها المستثمرون بالاستيراد لإضاعة الإنتاج المحلى. واتفق الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس الثروة الداجنة بالاتحاد العام للغرف التجارية، مع ما قاله سابقه، مؤكدًا أن الأزمة كبرى، خاصة أنه ما زال لدينا فائض كبير من الإنتاج المحلى، إذ ننتج من خلال منتجى ومربى صناعة الدواجن 78 ألف طن شهريا، ونستهلك كل شهر 60 ألف طن، وهو ما يؤكد أن لدينا فائضا شهريا كبيرا، لا يستدعى استيراد دواجن مجمدة. وتابع: لكن رغبة وزارة التموين لم تكن جادة فى التعاون لتسويق الدواجن المحلية، وما زال هناك استيراد كميات كبيرة بملايين الجنيهات، تكفى لأن تدعم من خلالها الإنتاج المحلى وتوفره للمواطنين بسعر أفضل، لكن ليس هناك جدية فى دعم صناعة الدواجن، وتواصل مع الدكتور على مصيلحى، وزير التموين، وتم الاتفاق على توريد 20 ألف طن للشركة القابضة للصناعات الغذائية، ولكن لم تستلم من الثروة الداجنة سوى 750 طنا، ثم أوقفت التوريد، قبل توزيعها للدواجن المجمدة بسعر 19 جنيها للكيلو حاليا، رغم استيرادها ب26 جنيها للكيلو. وفى سياق متصل، أوضح محمد سويد، مستشار وزير التموين، أن الوزارة لديها ما يكفيها من الدواجن، ولا داعى للقلق خلال شهر رمضان، كما وفرت 20 ألف طن لحوم سودانية ودواجن عبر المجمعات الاستهلاكية، بصلاحية تنتهى فى شهر أغسطس القادم، ولا نستطيع طرح دواجن محلية حية عبر منافذنا، لأن هناك قرارا صدر من رئيس الوزراء، خلال انتشار مرض انفلونزا الطيور، بحظر بيع الدواجن الحية. مستشار وزير التموين أضاف فى تصريح خاص ل«الفجر»، أن الدكتور على مصيلحى، وزير التموين، ليس لديه مانع من توفير كميات من الدواجن المحلية للمجمعات، ولكن على أن تقدم بشروط ميسرة ومناسبة، علاوة على أن تكون مجمدة، وسوف نطرحها حال توافر ذلك فى المجمعات الاستهلاكية، بدلا من الدواجن المجمدة. وأشار «سويد» إلى، أن المجمعات الاستهلاكية والأسواق الخاصة بالتموين تطرح كميات كبيرة، تمثل فائضا، إلى جانب طرح الشركات الخاصة والمستوردة للدواجن من البرازيل، لسيارات تجوب المحافظات، توفر الدواجن واللحوم بأسعار مناسبة.