لا ينسى كلمات زوجة قتلت زوجها بمشاركة عشيقها يمر حكم الإعدام بعدة مراحل قبل التنفيذ، بداية يصدر الحكم، ثم يعرض على مفتى الجمهورية لإبداء الرأى الشرعى، غير الملزم لهيئة المحكمة، ثم يعتبر نافذا بعد تصديق رئيس الجمهورية، فى نهاية المطاف، بعد انتهاء درجات التقاضى المختلفة. ويمر المحكوم عليه بالإعدام بالعديد من اللحظات يحكى عنها الشيخ محمود جمعة، واعظ سجن المنيا العمومى، شديد الحراسة. 1- أيام الموت البطىء يقول الشيخ محمود، إنه يلتقى المحكوم عليهم بالإعدام بحكم عمله واعظاً للمساجين، ويكون لهم مكان بعيد عن باقى المساجين، وملابس مختلفة، مميزة، ويعيشون حياتهم كما قال فى قلق دائم، لأنهم لا يعلمون موعد التنفيذ، لذلك عندما تفتح الزنزانة على أحدهم لتقديم الطعام، يظن أنه فى طريقة للمشنقة. 2- الاتصال السرى فى تمام الواحدة صباحاً أو الثانية، فى الغالب، يتلقى الشيخ محمود اتصالا سرياً من قيادات السجن لحضور جلسة تنفيذ حكم إعدام، ويكون مجمل الحديث الهاتفى: جهز نفسك يا شيخ، عندنا شغل النهارده الساعة 5 صباحاً. ولا يعلم الشيخ أى شىء عن القضية أو المتهم إلا عند تواجده أمام المتهم قبل بدء التنفيذ ب 10 دقائق. 3- تلقين الشهادة يقول الشيخ محمود: أبدأ بتلقين المحكوم عليه الشهادة، ثم أقول له: لا تقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى، استغفره طالما الروح مازالت فى جسدك، استغفر الله دائما، نعم يتبقى لك فى الدنيا دقائق ولحظات، لكن من كان آخر كلامه لا إله إلا الله، دخل الجنة. 4- الإعدام حياة لآخرين كثيرا يكون تنفيذ حكم الإعدام حياة لآخرين، ففى قضية الطفلة «هدى»، على سبيل المثال، التى اعتدى عليها جنسيا بمغاغة، المتهم الشاب المعروف «رجب»، ثم قتلها وأخفى معالم وجهها، جاء حكم إعدامه بردا وسلاما على أهل الطفلة، فمن قتل يقتل. 5- قبل لحظات الشنق لا يختلف الموت، لكن وجوهًا مستقبلية تتغير من محكوم عليه بالإعدام لآخر، ويقول الشيخ محمود، إن للموت رهبة، تظهر بمجرد وصول المحكوم لغرفة الإعدام، يرافقه الحرس ومأمور السجن، وبعض المحكومين يظهر وجههم بشوشاً، لكنهم قلة، هؤلاء استغفروا الله كثيرا، ووصلوا لقناعة أنه غفور رحيم، وهذا يظهر من مجرد رؤيتهم والكلمات القليلة التى أتبادلها معهم، حيث يقول عز وجل: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ»، وعلى العكس قد ينقبض قلبك بمجرد رؤية محكوم عليه بالإعدام، وحتى «الشهادة» تكون ثقيلة على لسانه، ولديه إصرار كامل على إنه لم يفعل ما يستوجب الإعدام. 6- إعدام ضابط شرطة حضر الشيخ محمود، تنفيذ حكم إعدام على ضابط شرطة يدعى «محمود»، كان متهما فى قضية قتل وسرقة بالإكراه خلال خدمته بإحدى محافظات الوجه القبلى. كانت هيئته تشير إلى أنه «ابن ناس»، وعندما لمح مأمور السجن استغرابى قال لى: الهيروين يا شيخنا يعمل أكتر من كده.. ضيع كل فلوسه، وبعد ما خلصت اتجه للسرقة، إلى أن وصل للقتل لتوفير الجرعة. 7- رحمة الإعدام عند تنفيذ حكم الإعدام على أصحاب الوزن الثقيل يتخذ المحكوم عليه وضع القائم من السجود، ثم يضع «عشماوى» حبلاً إضافياً حول ظهره بحيث لا تنفصل رأسه عند فتح «الطبلية»، ما يعد عذابا يتجاوز فلسفة القصاص، كما يتم دهان الحبل الذى يلتف حول الرقبة بمادة تشبه الفازلين، حتى لا يكون قاسيا على الرقبة، أو يجرح المحكوم. 8- إعدام خائنة يتذكر الشيخ محمود، تنفيذ الإعدام فى زوجة اشتركت مع عشيقها فى قتل زوجه، يقول: قبل دخولها غرفة الإعدام ظلت تردد: يا رب يا رب يا رب، سامحنى، سامحنى، أنا عملت كده أه.. بس سامحنى يارب»، واستمرت فى ذلك حتى اعتلت «طبلية الإعدام «، وكانت تردد الشهادة وهى مستمرة فى قول يا رب.. ويضيف: حزنت جدا على مصير تلك الزوجة التى لم تتحمل عيشة زوجها ودفعتها اللذة الوقتية التى تشعر بها مع عشيقها، إلى تدمير حياتها وأبنائها، فى حين كان يمكنها طلب الطلاق والإصرار عليه.