قد يرتكب الإنسان عشرات الجرائم، ويقدم على القتل بنفس راضية وقوة لا تضاهيها قوة، لكنه بمجرد أن يعرف موعد نهايته تخور قواه ويحصى أنفاسه، ويتوسل القدر أن يمهله لحظات أكثر لأن الحياة غالية. "عشماوي".. حسين قرنى القاتل الشرعى الذى نفذ حوالى 1070 حكم إعدام شنقاً لمحكوم عليهم فى قضايا إعدام وهو من نفذ حكم الإعدام فى عزت حنفى إمبراطور المخدرات وأهم المتهمين فى قضية أولاد علام الشهيرة التى راح ضحيتها 22 قتيلاً بمركز جرجا فى سوهاج، وآخرين. يروى عشماوى ل"المصريون"، عن أغرب حكايات مرت عليه أثناء عمله بغرفة الإعدام، قائلاً كانت أغرب ما طلب منى خلال فترة خدمتي، هو طلب تلقيته من إحدى المحكوم عليهم بالإعدام وهو رؤية عشيقها، الذى سبقها إلى حبل المشنقة. ويضيف كانت هناك سيدة جميلة قتلت زوجها ونفذ فيها حكم الإعدام، قائلًا "كانت جميلة جدًا.. بس كان لازم أنفذ فيها.. ورئيس اللجنة كان بيهزر معايا ويقولي: مش حرام دى فى الإعدام؟!.. فرديت عليه وقلتله هات اللى فى البيت وبدل.. فضكحت السيدة رغم أنها كانت طالعة على الطبلية ومازالت أتذكر ابتسامتها حتى الآن". وأكد عشماوى، "موقف غريب من نوعه عن إحدى حالات الإعدام كان فيه واحد بيقطع أدوات الشنق وتكتيف الأيدى, من قوته قطع الكتافات وده خلانا نجبله أدوات حديد وسلاسل وربطناه بها لأنه قعد ربع الساعة يقاوم الحبل اللى ربطناه بيه ببعض عضلات رقبته". ويحكى عشماوى، عن موقف آخر تسبب فى نوبة ضحك هستيرية له وكل المتواجدين بالغرفة: "كان فى واحد جاى يتعدم، وكان تعبان جدًا ومش قادر يقف على رجليه.. وأول ما رفعناه على حبل المشنقة.. عض يد المساعد بتاعى وأكل حتة منها.. ساعتها مقدرتش امسك نفسى من الضحك.. حتى الراجل اللى اتصاب فى أيده فضل يضحك واللجنة كلها". أما اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية السابق، يروى حكاية وصفها أغرب طلب شاهده، أثناء تنفيذ حكم الإعدام على شاب وعشيقته، طيلة فترة خدمته التى عمل فيها بمصلحة السجون. يقول لاشين، فى عام 1986 كنت مأمور سجن الاستئناف، بوسط القاهرة، وأشرفت على تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق 18 مُداناً فى ذلك الوقت، وذات يوم ورد إلينا قرار من النائب العام لتنفيذ حكم إعدام صدر بحق شاب يُدعى أحمد فرغلى 21 سنة، سائق يقيم بمنطقة الجيزة، وعشيقته ربة منزل، بتهمة قتل زوجها عقب عودته من الخارج بالاشتراك مع ابنتها القاصر". وكشفت أوراق القضية، إدانة ثلاثة متهمين، هم الشاب سائق تاكسى وعشيقته وابنتها التى ارتبطت أيضاً بعلاقة غير شرعية مع الشاب، واتفق الثلاثة على قتل الزوج وابنه عقب عودته من الخارج، واكتشافه سر العلاقة الآثمة بين الشاب وزوجته وابنته. وتابع لاشين: "كما أثبتت أوراق التحقيق أن الأم رتبت مع ابنتها وعشيقها لقتل زوجها بعدما وضعوا له مخدراً فى العصير، وذبحوه كما تخلصوا من نجله بسبب رؤيته تفاصيل الجريمة التى وقعت بمنطقة الجيزة". وبحسب أوراق القضية "قام المتهمون الثلاثة بإلقاء جثتى المجنى عليهما داخل زراعات منطقة المنصورية، واكتشف رجال المباحث الجريمة، عقب عثور أحد الأهالى على الجثث، واقتادوا المتهمون إلى قسم الشرطة، وقضت محكمة جنايات الجيزة بحبس المتهم الرئيسى وعشيقته بالإعدام، والسجن المشدد للفتاة 15 عاماً". وقال لاشين، إنه أثناء تنفيذ حكم الإعدام بحق المحكوم عليهما طلبت المتهمة الوضوء لتأدية الصلاة وتم السماح لها، فيما طلب المتهم من مأمور السجن التدخين فأعطاه سيجارة أشعلها وتم تنفيذ الحكم عليه بعد ذلك. وأوضح لاشين، أنه حضر تنفيذ حكم الإعدام بحق 18 متهماً، مشيراً إلى عدم تلبية جميع طلبات المُدانين ويشترط أن يكون الطلب الأخير للمحكوم عليه بالإعدام غير مخالف للقانون أو للنظام العام، ولا يتم السماح له بالخلوة الشرعية.