بالصور.. "عشماوى" جمهورية مصر العربية فى أول حوار صحفى مع "اليوم السابع": أنا كنت "نقاش" والشنق عندى هواية من الصغر.. وأول حكم إعدام نفذته فى منزلى

فى أول لقاء له فى الصحافة والإعلام بعد صدور قرار بتعيينه "عشماوى" جمهورية مصر العربية، التقت "اليوم السابع" بالحاج عبد النبى عشماوى فى منزله بمنطقة شبرا الخيمة فى ليفتح لنا خزائنه ويكشف لنا عن أسرار الطفولة والشباب وأحلامه، وكيف أصبح من فنى نقاش إلى أشهر رجل فى مصر.
"عشماوى" روى لنا عن أول حالة إعدام نفذها فى منزلة وسط أسرته، وابنته الصغرى كشفت عن رشاوى المدرسين لها مقابل عدم حضور والدها للمدرسة، وفسخ خطوبة ابنه بسبب طبيعة عمله، وحرص جيرانه على دعوته فى المناسبات السعيد وفى حل المشاكل.. وإلى نص الحوار.
فى البداية نريدك أن تعرفنا بنفسك؟
اسمى عبد النبى، "عشماوى" جمهورية مصر العربية، لتنفيذ أحكام الإعدام.. أعمل مساعد أول شرطة بمصلحة السجون، لدى من العمر 55 عاما، منهم 25 عاما خدمة.
نود التعرف على عشماوى صاحب القلب الغليظ أمام من حكم عليهم بالإعدام.. هل هو نفس القلب مع أبنائه وأحفاده؟
أنا قوى فى العمل والتنفيذ لأن القاتل ارتكب جرائم بشعة وده ملهوش إن أكون حنين معه.. لو أنا حنيت مع المتهم يبقى أنا مش هعرف أعدمه، أما فى البيت، فأنا حنين وهادى مع ولادى وأعصابى هادئة وتمام وأنا دخلت فى حوالى 800 رأس، سواء شديد، سواء جامد، سواء صغير، سواء كل الجرائم البشعة من جرائم القتل، وخيانة سواء للوطن أو للزوجية.. كل جرائم القتل أنا قائم بتنفيذها، وأنا بحب عملى ومقدرش أكسر أوامر رؤسائى فى العمل وده عملى وأكل عيشى.
هل أنت تتسم بالعدوانية منذ الصغر؟
عمرى ما كنت عدوانى بس أنا كنت شيطانى شوية وأمتلك موهبة فى الشنق.
ويا ترى كام طفل قمت بشنقهم وأنت صغير؟
عشماوى ضاحكا: عندما كنت أضع يدى حول رقبة طفل كان قلبى يحن وإحساسى يرفض فكرة الشنق وعقلى يذكرنى بأن هذا طفل وليس قطة أو كلب.
أنا كنت نقاش وتقدمت بالشهادة الإعدادية للتطوع فى الداخلية، وبعد قبولى مكثت 7 سنوات سائق ترحيلات لسجن القناطر.
ما هو سبب حبك فى وظيفة "عشماوى"؟
المرحوم حلمى سلطان "عشماوى" مصر الأسبق هو الذى حببنى فى هذه الوظيفة.. لما كنت أروح سجن الاستئناف وأشوفه حلمت وتمنيت أن أكون زيه.
هل تذكرت هوياتك فى الطفولة بشنق الحيوانات عندما شهدت شنق إنسان محكوم عليه بالإعدام؟
نعم تذكرت ممارستى لهذا العمل فى طفولتى، وقررت أن أمارسها وأنا كبير من خلال عملى مع عشماوى، فتقدمت بطلب إلى الريس حلمى سلطان عشماوى مصر أنا ذاك، ثم توفى سلطان وجاء من بعده جمال عبد السميع، فكررت الطلب مرة أخرى، فوافق عبد السميع على طلبى بعد مقابلتى معه فرشحنى للعمل مساعدا له.
بعد أن اجتزت كافة الاختبارات الطبية والنفسية والأعصاب طلبوا منى أن أربى شنبى وهذا كان بمثابة قرار بتعيينى مساعدا لعشماوى السابق.
هل هناك شروط ومواصفات خاصة فى اختيار مساعدين عشماوى؟
نعم.. أهم الشروط حسن السمعة والسلوك، أما المواصفات أن يكون قوى البنية ضخم ذات قلب قوى وأعصاب حديد.
كم عدد أبنائك؟
ربنا رزقنى 4 أولاد.. 2 بنات و2 ذكور، وهم محمد فنى ديكور، وعمرو محاسب، والبنات دعاء محاسبة، وندى طالبة جامعية، ولدى 4 أحفاد 2 توائم أبناء عمرو و2 من بنتى دعاء.
ماذا فعلت عندما صدر لك قرار بتولى منصب عشماوى جمهورية مصر العربية؟
أول شىء فكرت فى شراء هدية لأطفالى ولزوجتى، فقمت برسم ماكيت لشكل طبلية الإعدام، وذهبت إلى نجار لتنفيذ الماكيت واشتريت حبل مماثل لحبل المشنقة الحقيقى، واشتريت قطعة من القماش الأحمر وفصلتها بدلة، وعملت دومية من قش الأرز كأنه إنسان، واشتريت طاقية سوداء ووضعتهم داخل صندوق كرتون كبير، وعندما وصلت إلى البيت التف حولى أبنائى وسألتنى زوجتى ما بداخل الكرتونة، قلت لها هدية الأولاد، فرحوا وقامت زوجتى بفتح الكرتونة وفوجئت بقطعة من الخشب مسطح ويد خشبى وحبل معقود، فصرخت فى وجهى وقالت بصوت يملئه الخوف والرعب: أنت جايب لأولادك المشنقة فى البيت، فأخبرتها بقرار تعيينى "عشماوى" مصر بعد خروج الريس حسين عشماوى السابق إلى المعاش.
ثم جلست مع وزوجتى وأولادى وشرحت لهم أن عملى هو تنفيذ شرع الله فى الأرض وأن الإنسان اللى يقوم بشنقه مجرم فى حق نفسه وحق المجتمع ومحكوم عليه من المحكمة بالإعدام شنقا.
*وماذا فعلوا أولادك بهديتك؟
فى الأول فرحوا بيها ظنا منهم أنها لعبة دون أن يعرفوا حقيقتها.
*هل أولادك عرفوا يلعبوا لعبه الإعدام؟
لا.. أنا وضعت الطبلية على الأرض وركبت اليد الخشبى وركبت الحبل على حامل مثبت فى منتصف الطبلية، وأمسكت بالدومية، وجعلت ابنتى دعاء الكبرى تلبس الدومية البدلة الحمراء، بينما قامت ندى بوضع الطاقية على وجهة الدومية، وقام ابنى محمد بوضع الحبل على رقبة الدومية وقام عمرو بشد زراع الطبلية ففتحت الطبلية وسقطت الدومية وبذلك كانت أول حالة تنفيذ إعدام فى منزلى.
.........
من جانبها روت الحاجة هدى زوجة "عشماوى" جمهورية مصر العربية ل"اليوم السابع" كيف تعرفت على عبد النبى؟
أنا تعرفت على عبد النبى عشماوى منذ 35 عاما وكان يعمل نقاشا.
وكيف التحق بالعمل بالشرطة؟ الزوجة: عبد النبى عرف أن هناك تقديما للتطوع بالشرطة، فتقدم بالأوراق اللازمة، وربنا كرمه وقُبل فى الشرطة.
ما شعورك عندما ألتحق زوجك بالعمل بمصلحة السجون سائقا لنقل المساجين؟
خفت عليه وطلبت منه، أن يكون حنين مع المساجين عشان ياما فى السجن مظاليم.
هل طرأ على زوجك أى تغير بعد عمله كمساعد لعشماوى؟ نعم كان عصبى شوية وتملكنى حالة من الخوف والرعب وطلبت منه الانفصال وألا ينام بجوارى.
ماذا فعل زوجك أمام طلباتك؟جلس يهدئنى وقال لى: أخيرا تحقق حلم حياتى، وأخبرنى بأنه ينفذ شرع الله فى الأرض وأن تنفيذ حكم الإعدام يأتى بعد محاكمات كثيرة وعرفت أن المحكوم عليه بالإعدام يكون قد ارتكب جرائم بشعة.
هل استسلمتى للأمر؟ لأ.. بس أنا شلت فكرة الانفصال، ولكنى اتمسكت بألا ينام بجوارى.
ماذا كان موقف أبنائك بعد علمهم أن والدهم أصبح "عشماوى"؟
أولادى الصبيان كانوا كبار شوية وكان الخبر عادى بالنسبة لهم، أما البنات فكانت الكبيرة خايفة جدا والصغيرة مكنتش تعرف يعنى إيه عشماوى.
هل اسم عشماوى أثر فى علاقاتك بين جيرانك وأقاربك؟ فى الأول كانوا بيخافوا أن يتعاملوا معنا، لكن بعد فترة أصبحت الحياة تسير بطبيعتها.. وأنا علاقتى بجيرانى وأقاربى علاقة تتسم بالحب والود
* متى قلتى أنا زوجة عشماوى فى تعاملك مع الآخرين؟ كل الناس فى المنطقة من جيران وأصحاب محلات والبائعين فى السوق عارفين إنى زوجة عشماوى
هل هناك طقوس معينة لزوجك عشماوى قبل وبعد تنفيذ حكم إعدام؟
فى البداية كان عندما كان ينفذ حكم الإعدام قبلها يكون مضطربا ويتملكه القلق وكان يفضل أن يجلس وحيدا ويغلق باب الحجرة عليه حتى يأتى الصباح وهو يوم تنفيذ الحكم.
وماذا كان يفعل بعد تنفيذ الحكم؟ أول ما بيدخل من الباب بكون محضرة كوب ليمون يشربه ويدخل ينام فى حجرة لوحده، ونكون حريصين بعدم إصدار أى صوت يزعجه، ثم نفتح الشنطة الخاصة به ونأخذ بدلته التى نفذ بها الإعدام وأحيانا بيكون بها اثار من الدم، نقوم بوضعها فى ماء ومسحوق حتى نزيل بقعة الدم.
من المعروف أن عشماوى يمتلك قلب الغليظ فى العمل هل هو أيضا غليظ معكم فى البيت؟
بالعكس.. عبد النبى يمتلك قلبا أبيض وطيبا وحنونا جدا على الجميع، ويتمتع بحب جميع أقاربنا وجيرانا.
متى قال لكى عشماوى "نفسك فى حاجة"؟ الزوجة ضاحكة: يعنى إيه هو هيشنقنى.. أنا زوجى موفر لنا حياة طيبة وأنا نفسى بجد أن أزور بيت الله.