مدارس النيل: زودنا مدارسنا بإشراف وكاميرات مراقبة متطورة    إعلام أمريكي: غلق جميع الطرق المؤدية للبيت الأبيض    انقطاع واسع للكهرباء في كردستان بعد هجوم بطائرة مسيرة على حقل كورمور الغازي    من القمة إلى الانهيار.. ليفربول يسقط للمرة التاسعة في 12 مباراة!    الأضخم منذ 3 عقود، مصرع 40 شخصا في حريق الأبراج الشاهقة بهونج كونج (فيديو)    دفاع البلوجر أم مكة: تم الإفراج عنها وهي في طريقها لبيتها وأسرتها    بحضور نجوم الفن، محمد صبحي يتسلم وسام التفرد في الإبداع الثقافي من اتحاد المبدعين العرب (صور)    هل هناك جزء ثانٍ من مسلسل «كارثة طبيعية»؟ مخرج العمل يجيب    موعد أذان وصلاة الفجر اليوم الخميس 27نوفمبر2025.. ودعاء يستحب ترديده بعد ختم الصلاه.    ارتفاع البتلو والكندوز، أسعار اللحوم اليوم الخميس في الأسواق    فيتينيا يقود باريس سان جيرمان لمهرجان أهداف أمام توتنهام    إجراء مرتقب من رابطة التعليم المفتوح بعد حكم عودته بالشهادة الأكاديمية    الرئيس السيسي: يجب إتمام انتخابات مجلس النواب بما يتماشى مع رغبة الشعب    احترس: هيئة الأرصاد الجوية تحذر المسافرين على الطرق من كثافة الشبورة    مدير الFBI: حادث استهداف الحرس الوطني تهديد للأمن القومي وترامب على اطلاع كامل بالتفاصيل    الندية والمقاومة .. ما سر سعادة السوشيال ب"الهاكرز" المصري ؟    عادل حقي: "بابا" أغنية عالمية تحولت إلى فولكلور.. والهضبة طلب مني المزمار والربابة    وفاء حامد: ديسمبر حافل بالنجاحات لمواليد السرطان رغم الضغوط والمسؤوليات    «امرأة بلا أقنعة».. كتاب جديد يكشف أسرار رحلة إلهام شاهين الفنية    أنا ميتفرضش عليا شروط.. محمد صبحي يعلق على إمكانية تعاونه مع الدولة في مسرحيات الفترة المقبلة    هاني رمزي يقدم «ماستر كلاس» في مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي.. اليوم    مقتل عنصرين من الحرس الوطني بإطلاق نار قرب البيت الأبيض.. وترامب يتوعد    ماذا قدمت منظومة التأمين الصحي الشامل خلال 6 سنوات؟    وكيل زراعة الغربية يتابع منظومة صرف الأسمدة ويؤكد: دعم المزارعين أولوية    ضبط صاحب معرض سيارات لاتهامه بالاعتداء على فتاة من ذوي الهمم بطوخ    جيش الاحتلال يتجه لفرض قيود صارمة على استخدام الهواتف المحمولة لكبار الضباط    جمعيات الرفق بالحيوان: يوجد حملة ممنهجة ضد ملف حيوانات الشارع وضد العلاج الآمن    ضبط متهم بإصابة رئيس مدينة سابق بطلق ناري في قنا    مكتب التحقيقات الفيدرالي: الهجوم قرب البيت الأبيض مسألة أمن قومي    أتلتيكو مدريد يقتنص فوزا قاتلا أمام إنتر ميلان في دوري الأبطال    بسبب المصري.. بيراميدز يُعدّل موعد مرانه الأساسي استعدادًا لمواجهة باور ديناموز    ريال مدريد يكتسح أولمبياكوس برباعية في دوري أبطال أوروبا    آرسنال يحسم قمة دوري الأبطال بثلاثية أمام بايرن ميونخ    عبد الله جمال: أحمد عادل عبد المنعم بيشجعنى وبينصحنى.. والشناوى الأفضل    أتالانتا يفوز على فرانكفورت بثلاثية في دوري الأبطال    محمد الجوهري: التعاون المصري الجزائري ضمن التكامل الاقتصادي العربي والأفريقي    نشر 500 جندي إضافي في واشنطن بعد استهداف عنصرين من الحرس الوطني قرب البيت الأبيض    الكرملين: الدعوات لإقالة ويتكوف تهدف إلى عرقلة المسار السلمي في أوكرانيا    رسالة طمأنة من مستشار الرئيس للصحة بشأن حقيقة انتشار فيروسات خطيرة في مصر    إنفوجراف| تعرف على أنشطة مديريات الزراعة والطب البيطري خلال أسبوع    مياه الفيوم تطلق برنامجًا تدريبيًا مكثفًا لإعداد كوادر فنية شابة.. صور    مصر للطيران تطلق أولى رحلاتها المباشرة بين الإسكندرية وبني غازي    رسائل الرئيس الأبرز، تفاصيل حضور السيسي اختبارات كشف الهيئة للمُتقدمين للالتحاق بالأكاديمية العسكرية    المؤتمر الدولي لكلية التمريض بجامعة المنصورة الأهلية يواصل فعالياته    انقطاع المياه عن بعض قرى مركز ومدينة المنزلة بالدقهلية.. السبت المقبل    الإدارية العليا تقضي بعدم قبول 14 طعنًا على نتيجة انتخابات النواب بالمرحلة الأولى    كلية الحقوق بجامعة أسيوط تنظم ورشة تدريبية بعنوان "مكافحة العنف ضد المرأة"    حسام حسني: المستشفيات الجامعية تلعب دورًا محوريا في مواجهة الفيروسات الجديدة    وفد الصحة العالمية يشيد بريادة سوهاج في تنفيذ مبادرة المدارس المعززة للصحة    وزير الصحة يلتقي كبير الأطباء بمستشفى أنقرة بيلكنت سيتي    خالد الجندي: ثلاثة أرباع من في القبور بسبب الحسد    السكة الحديد: إنشاء خطوط جديدة كممرات لوجيستية تربط مناطق الإنتاج بالاستهلاك    جامعة المنيا تخصص 10 ملايين جنيه لدعم الطلاب عبر صندوق التكافل المركزي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : استرح فى واحة الانس !?    وكيل تعليم القاهرة تتابع سير الاستعدادات لامتحانات شهر نوفمبر    رئيس الوزراء ونظيره الجزائرى يشهدان توقيع عدد من وثائق التعاون بين البلدين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 26-10-2025 في محافظة الأقصر    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسين قرني.. قصة أخطر "عشماوي" في تاريخ مصر
نشر في الموجز يوم 23 - 12 - 2016

داخل أحد المنازل البسيطة التي نالت منها قسوة الأيام، يقيم "عشماوى" مصر السابق، يقضى ساعاته بين الجيران فى مودة ويجلس معهم على إحدى المقاهى الشهيرة بمنطقة الزاوية الحمراء.
أشهر قابض للأرواح تجمعه علاقات وطيدة بأبناء المنطقة ويحرص على أداء الواجب، وعلى الرغم من أنه بلغ من العمر 70 عاما، إلا أنه ما زل يتمتع بقوة البنيان، ويروى تفاصيل عمله داخل غرفة الإعدام وكأنه مستمر حتى الآن فى عمله، مؤكداً فخره بعمله كجلاد يخّلص الدنيا من شرور المجرمين والقتلة، ويرى أن أمنياته منذ الصغر قد تحققت وآخرها زيارة بيت الله قبل خروجه من العمل.
"عشماوى" الذى أنهى حياة أكثر من 1000 شخص، كان عزرائيل ينتقم منه فى زوجاته فكلما تزوج سيدة رحلت عن الحياة .. وقد ازدادت وتيرة الحديث عنه مؤخراً بعد غياب تنفيذ أحكام الإعدام على الإرهابيين والمتطرفين الذين ارتكبوا مجازر إرهابية فى أعقاب ثورة 25 يناير الأمر مما اضطره إلى اتخاذ قرار بالابتعاد عن غرفة الإعدام التى قضى بها أكثر من 25 سنة، إلا أنه عاد مرة أخرى لدائرة الضوء منذ أن تم تنفيذ حكم الإعدام فى عادل حبارة بعد الحكم عليه فى قضية قتل 25 جندي مصري.
اسمه الحقيقي هو حسين قرني أما لقب "عشماوي" فهو لقب منسوب إلى أول من عمل في هذه الوظيفة وهو أحمد عشماوي الذي نفذ حكم الإعدام فى ريا وسكينة في عشرينيات القرن الماضي.
"الموجز" توجهت لمنزل الحاج حسين قرنى، والذي يعود نسبه إلى عائلة الفقى بمدينة سمنود بالغربية، وكان والده يمتهن التجارة، وحرمته ظروف العائلة المادية من الالتحاق بالتعليم حيث قضى من عمره عامين فقط داخل كُتاب القرية، تعلم خلالها القراءة والكتابة، وأهلته تلك السنوات التى لا تزيد على اثنتين للعمل فى الشرطة بل وفاجئ الجميع بأنه يحرر المحاضر ويقرأ الأوراق المختلفة، وكشف عن أنه كان يتمنى إعدام قتلة الأبرياء، والإرهابيين، ومنهم "حبارة" الذي تم تنفيذ حكم الإعدام فيه، الأسبوع الماضى.
بداية المشوار
بدأ مشوار "عشماوى" بالصدفة عندما التحق بالشرطة، حيث كان يقضى فترة تجنيده داخل قوات أمن الغربية، وجمعته الصدفة بأحد القادة الذى انتبه إلى المجند حسين قرنى، وبادره بمجموعة من الأسئلة، فأعجبته ردوده الثابتة، وعندما أنهى فترة تجنيده فى 1967، طالبه قائده بتسليم نفسه إلى مديرية أمن الغربية ليتم تعيينه بالشرطة، وشاءت له الأقدار أن يلتحق بقطاع مصلحة السجون، وهناك قام بحراسة المساجين الخطرين حيث كان يتمتع ببنيان ضخم، وبعدها انتقل إلى محافظة قنا وعمل بها لمدة 4 سنوات، وشاهد "عشماوى"، الذى يقدر عمله الجميع ويتمتع بقبول واحترام الكبير قبل الصغير داخل السجن، وهنا بدأ الحلم يراوده فى أن يسعى ليكون يوما ما " عشماوى ".
بداية الالتحاق بالعمل بغرفة الإعدام، لم تعرفها الوساطة أو المحسوبية، وبدأت بأمنيات، ورغبة فى التميز الذى كان يبحث عنه "الشاويش حسين" داخل جهاز الشرطة، خاصة أن كل حالة إعدام يصرف عليها 5 جنيهات، إلى أن جاءت الفرصة وتم الإعلان عن حاجة غرفة الإعدام لمساعد ثان ل"عشماوي" بعد خروج أحد مساعديه للمعاش، وتم اختياره مساعداً فى 1980، وكان يسافر معه محافظات كثيرة، وكان يقتصر دوره فقط على إحضار المتهم من غرفته وإحكام السيطرة عليه واقتياده إلى مكتب مأمور السجن والوصول به إلى غرفة الإعدام، كما كان يحمل «عدة الشغل»، المكونة من حبل مصنوع من الكتان، وحديدة، وطاقية سوداء، وكان يقف لمتابعة المشهد باهتمام، متمنياً أن يأتي عليه ذلك اليوم الذي يكون جلاداً، وظل يعمل بوظيفة مساعد الجلاد نحو 18 سنة، إلى أن جاءته الفرصة، وانتقلت به الأقدار من "مساعد عشماوي" إلى "عشماوي".
أول حالة
بدأ عم حسين فى شغل وظيفة"عشماوي"، خلال عام 1999، داخل سجن بنها عندما أصيب عشماوي الأصلى بحالة نزيف دموى شديد، ولم تكن هناك سوى ساعات معدودة على تنفيذ حكم الإعدام وكان المعدوم امرأة قتلت زوجها وشقيقه الذى عاونها فى جريمتها أملاً فى الارتباط بها، ومأمور السجن قال ل "عم حسين"، وقتها : « لا مجال لتأجيل التنفيذ"، وأخبره بأنه سينفذ الحكم، وتملك الخوف قلب عم حسين، وخاصمه النوم، وظل يفكر فى أولى حالات الإعدام التى سيقوم بتنفيذها بيديه، وكانت فرصته التى ظهر خلالها وأعلن عن نفسه كجلاد جديد لمصر، ونفذ حكمه الأول بثبات انتبهت إليه لجنة تنفيذ الحكم، ومنذ تلك اللحظة لم يتراجع عن موقعه حتى 2011، حيث بلغت حصيلة ضحاياه داخل غرفة الإعدام نحو1070 متهماً، وقام عم حسين بتوزيع المشروبات على جيرانه لمشاركته الفرحة بترقيته إلى جلاد مصر، وكان عم حسين يتمتع بالثبات خاصة بعدما خرج عشماوى السابق، من غرفة الإعدام فى حالة يرثى لها، وهرول فى الشارع حتى وصل إلى مستشفى الأمراض العقلية، بعد إصابته بنوبة عصبية.
عزت حنفي
ويفتش "عشماوي"، فى ذكرياته قائلا: بدأت الأمور تسير على وتيرتها حتى قام بإعدام 6 أشخاص فى يوم واحد، من المتهمين فى مذبحة "بيت علام" بسوهاج، وكان هذا اليوم بمثابة العيد له، حيث عاد إلى منزله بالكثير من المال، كما نفذ حكم الإعدام فى إمبراطور السلاح والمخدرات بالصعيد عزت حنفى، والذى لم يخش الموت – مثلما يؤكد عشماوى -، حيث دخل غرفة الإعدام متمالكاً أعصابه رافعاً رأسه وكان طلبه الأخير قبل تنفيذ الحكم، أن يتم رد الحقوق إلى الأشخاص الذين ظلمهم بجزيرة النخيلة، فيما ظهر شقيقه "حمدان" خائفاً قبل إعدامه فى ذات اليوم.
كما نفذ "عشماوي" حكم الإعدام فى قاتل وداد حمدى، و3 من الصم والبكم، ونفذ الإعدام فى مريض الجزام، على مسئوليته متحدياً الأطباء الذين أكدوا أن آخر أنفاس المريض كفيلة لنقل العدوى لأكثر من 15 شخص.
عم حسين، كان يغضب عندما ينفذ الحكم فى شخص واحد بينما كانت تبلغ سعادته ذروتها عندما كانت ينفذ الإعدام فى أكثر من شخص، فكان عمله فى وظيفة عشماوى يتعامل به كعمل إضافي، ويتم صرف مكافأة على الرأس الواحدة التى يزهق روح صاحبها، وكانت الأمور تسير على طبيعتها – مثلما يؤكد عم حسين -، إلى أن جاءت ثورة 25 يناير وتوقفت عمليات تنفيذ أحكام الإعدام بعد تردى الأحوال الأمنية.
ويروى عشماوى، أن يومه كان يبدأ بدعوة يطلبها من زوجته ثم يذهب إلى المصلحة، بأن يرزقه المولى عز وجل بحالة إعدام ليعود إليها بالمكافأة المقررة عن عمله الإضافى، إلى أن حدثت مرة لم تتكرر وقام بإعدام 10 حالات وعاد بمبلغ 1000 جنيه.
من الحكم حتى الإعدام
وفيما يخص عملية تنفيذ حكم الإعدام، يؤكد "عشماوي"، أنها تمر بعدة خطوات تبدأ بتأييد محكمة النقض للحكم، وقيام رئيس الجمهورية بالتصديق عليه، ويتم إخطار القائمين بتنفيذ الإعدام ليتم اختبار أدوات التنفيذ وهي "الحبل المستخدم والطبلية التى يقف عليها المتهم ثم تبتلعه"، والتأكد من أنها بحالة جيدة، وذلك قبل التنفيذ بعدة ساعات، ويتم التنفيذ بعد الفجر مباشرة، حيث تتوجه لجنة مشكلة من 30 مسئولًا من القيادات الأمنية والنيابة العامة ومصلحة السجون، وأحد المشايخ "واعظ السجن"، فيما يتم إحضار المتهم الصادر فى حقه حكم الإعدام شنقا من محبسه، ويتم اصطحابه إلى الاستراحة، فيما يقوم أحد أفراد اللجنة بتلاوة الاتهامات وتفاصيل القضية عليه، وسط اللجنة المشكلة، وبعدها يسأله عضو النيابة العامة بشأن آخر طلب فى حياته الدنيا له قبل تنفيذ الحكم، وبعد تنفيذ الطلب يقوم مساعد عشماوى، باصطحاب المتهم لغرفة الإعدام، ويتم تجهيزه بوضع "طاقية" سوداء فوق رأسه، ويتم شل حركته بواسطة حزامين جلديين، فيما يتم لف الحبل حول رقبته، المصنوع من الحرير وبه 20% كتان ولا يتم استعماله أكثر من 3 مرات، ويتحمل حتى 800 كيلو، ولدى إعطاء إشارة الموافقة بالإعدام يتم تحريك الذراع لتفتح الطبلية من أسفل، ليسقط المعدوم فى البئر مشنوقا، حيث تحدث هذه العملية كسرًا فى فقرات الرقبة وتهتكًا فى النخاع الشوكى، فيموت على إثرها المحكوم عليه خلال دقيقة أو دقيقتين على الأكثر، ويترك بعدها نحو 10دقائق فى فصل الشتاء وربع ساعة صيفا فى الحبل حتى تتجلط الدماء التى تنزف منه عقب عملية الشنق، ويأتى دور مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبى على صاحب الجثة، كما يتم خلع الحبل من الرقبة وإرسالها بمأمورية إلى مشرحة زينهم لتسليمها لأسرته لدفنها.
وعن غرفة الإعدام فهى تختلف –على حد وصف عشماوى-، من حيث مساحتها من سجن لآخر، ويكون متوسطها 4 أمتار بعرض 3 أمتار، تتوسطها طبلية خشبية، أسفلها بئر عميقة لمسافة 4 أمتار، بها سلم حديدى، ويعلو الطبلية "بلانكو" من الحديد على ارتفاع مترين يتم ربط الحبل فيه، والطبلية عبارة عن ضلفتين يقف عليهما المحكوم عليه بالإعدام، وتفتحان بواسطة ذراع حديدية فى الجانب الأيمن تسمى "السكينة".
آخر طلب
وعن أغرب مطالب للمحكوم عليهم بالإعدام أكد "عشماوي"، أن إحدى المتهمات طلبت رؤية عشيقها الذى شاركها فى جريمة قتل، فيما طلب متهمون من اللجنة تدخين السجائر قبل تنفيذ الحكم، وآخرون طلبوا الوضوء والصلاة ركعتين، فيما طلب رابع بيع أعضاء جسده قبل التنفيذ لتستفيد أسرته الفقيرة من النقود.
وأثناء قيامه بتنفيذ الإعدام فى تاجر مخدرات كان يمتلك صالة رياضية، وبعد صعوده على الطبلية ووضع رقبته داخل الحبل، ظهرت قوته فقد كان يشد أعصاب رقبته فتتكون «عضلة الترابيس» بالرقبة لتقف حائلا بين الرقبة والحبل، وظل يقاوم حتى 15 دقيقة، وأسرع عشماوى بالنزول أسفل «الطبلية» والإمساك به من وسطه وجذبه لأسفل حتى إدخال الحبل برقبته وتمت عملية الشنق.
المبروكة والمظلوم
وعن أغرب المرات داخل غرفة الإعدام يؤكد أنه أثناء استعداده لإعدام سيدة، حدث زلزال وسادت حالة من الهرج والمرج بالمكان وأطلقت النساء الزغاريد، بحجة أن المتهمة صاحبة "كرامة" وأنه لن يتم إعدامها، ولكن تم تنفيذ الحكم.
ويروى "عشماوي"، أن أصعب المرات التى قام فيها بتنفيذ الإعدام داخل سجن الإسكندرية، وكان المحكوم عليه مساعد شرطة زميله من أسيوط، وكان مظلوماً ووقف يروى قصة تعرضه للظلم والتى ترتب عليها معاقبته بالإعدام، حيث كان فى حالة دفاع عن النفس، وبعد تنفيذ الحكم كان مبتسماً والنور يملأ وجهه.
كما يتذكر، قيام أحد المحكوم عليهم ب "عض"، يد مساعده حيث كان مجهداً جداً ولا يستطيع الوقوف على قدميه بمجرد رفعه أمام حبل المشنقة وأصيب الجميع بنوبة ضحك هيستيرى، وفى مرة أخرى كان المحكوم عليه بالإعدام لا يعجبه شيئا، حيث كان ينتمى للجماعات التكفيرية، وكان الواعظ المتواجد كفيفاً، وعندما اقترب الشيخ منه قام بقضم أنفه.
إعدام الجواسيس
كان "قرني" شاهداً على عملية إعدام الجاسوسة هبة سليم التى كانت تعمل لدى الموساد الإسرائيلى، حيث كان مساعداً ل"عشماوي"، كما قام بنفسه بإعدام أحد جيرانه الذى انضم لإحدى الجماعات الإرهابية حيث تم ضبطه بعد قيامه بعمليات اغتيال للأجانب، وطلب أن يصلى ركعتين وقال لعشماوى « بالراحة على ياعم حسين » وبعدها بدأ بإلقاء السباب على المتواجدين ووصفهم بالكفار وحمد الله أنه سيتم إعدامه وسيترك أرض الكفار وهرول إلى المشنقة اعتقاداً منه أنه سيدخل الجنة، وأشار إلى أن الأقدار جمعته بعبود الزمر عندما استعد لإعدامه، وظل لأكثر من 5 شهور بغرفة الإعدام إلا أن السادات أنقذه من بين يديه بعد إصدار قرار العفو، وجمعتهما الأقدار مرة أخرى خلال 2006 بموسم الحج.
لقاء العادلى
وعن الموقف الوحيد الذى جمعه بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، أكد عشماوى، أنه عقب تنفيذ حكم الإعدام في 10 متهمين بتهريب مخدرات، تلقى اتصالاً هاتفياً من مكتب الوزير، يخبره بأن الوزير يرغب فى لقائه، وعلى الرغم من أنه كان خائفاً من اللقاء لكنه فوجئ بالوزير يكلفه بإجراء حوار مع إحدى وسائل الإعلام، وبادر "العادلى" بسؤال "عشماوي" فيه حد مزعلك فى البلد؟، فأجابه هو فيه حد يقدر يزعلنى ومعاليك موجود، كما عرض عليه الوزير تخصيص حراسة شخصية له لتأمينه، فأسرع عشماوى مطالبا بزيارة لبيت الله وداعب الوزير وقتها قائلًا: طلعنى أحج عشان أكفر عن ذنوبى وذنوبك من اللى باعمله فى غرفة الإعدام، فداعبه الوزير قائلا: (يخرب بيتك)»، مشيرا إلى أن حبيب العادلى كان أفضل وزير فى تاريخ مصر.
أمنية لم تتحقق
وعن أمنيته التى لم تتحقق فى إعدام شخصيات عامة، كشف "عشماوي"، عن أمنيته فى أن يقوم بإعدام قيادات جماعة الإخوان، وعلى رأسهم المعزول محمد مرسى، كما تمنى قطع رقبة الجاسوس الإسرائيلى "عزام عزام"، لكن أمنيته لم تتحقق.
أهلاوي صميم
وأما بالنسبة للسينما والموسيقى، فأكد عشماوي، أنه يعشق مشاهدة أفلام السينما الأكشن والأجنبى، ويستمع إلى الأغنيات الرومانسية للعندليب عبدالحليم حافظ، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم، ويكشف، عن أنه كان يحب الجلوس بمفرده أغلب الوقت للاستمتاع بالموسيقى والطرب الأصيل، كما يهتم بتشجيع النادي الأهلي، ويتابع كل مبارياته من داخل الإستاد حتى الآن، ولا يمكن أن تفوته مباراة للنادي الأهلى، ويرى أن جمهور نادي الزمالك يخاف منه بعد التأكيد على أن قابض الأرواح على الأرض أهلاوي.
وفيما يتعلق بالنساء فى حياته، يروى أنه تزوج 6 سيدات وأنجب 7 من الأولاد 4 ذكورا و3 إناث، مشيرا إلى أنه عندما رحلت زوجته الأولى عن الحياة تركت له أطفالاً فاضطر للزواج من أخرى، وكلما تزوج من واحدة ماتت وكأن عزرائيل ينتقم منه، وكانت زوجته الأولى تخاف من عمله إلى أن اعتادت عليه مع مرور الوقت، أما زوجته الحالية فهى تختلف كثيراً عنها حيث لا تخشى مشاهد الدماء أو القتل.
ويؤكد عشماوى، أنه يتابع قنوات «الإخوان»، التي يتم بثها من تركيا وقطر، مؤكداً أن هذا ليس حباً فى الإخوان وإنما ليرى الصورة الكاملة من وجهة نظر الطرفين.
السينما والنجوم
وعن رحلة عشماوى السينمائية، أكد "عشماوي" أن رحلته بدأت مع وحش الشاشة الراحل فريد شوقى، بفيلم "لعنة الزمن"، وكان عشماوى ينفذ حكم الإعدام فى حق الوحش، لكنه تم وقف تنفيذ الحكم بعد تجهيز فريد شوقى، حيث كان قوى البنيان واستجاب له دون أية مقاومة، وهو كان أصعب مشهد إعدام، ويبدو أن "عشماوي" تناسى أنه أمام الكاميرا السينمائية أثناء تمثيل مشهد إعدام الفنانة يسرا، وانسجم فى المشهد وتسبب لها في إصابتها بخدوش على رقبتها، ولم تفلت هيفاء وهبى من مشهد الإعدام بمسلسل مريم، كما تعرضت الفنانة روبي للإغماء عندما تم وضع الحبل على رقبتها والغطاء الأسود، في مسلسل "سجن النساء"، وصنع لها حبلاً "مخصوصاً" لتمثيل المشهد، كما كان للفنان هانى سلامة، حظاً هو الآخر فى لقاء قابض الأرواح بفيلم "السفاح"، عندما اختاره مخرج العمل لتأسيس غرفة إعدام مماثلة للحقيقية، حيث قام هانى سلامة بإعادة المشهد أكثر من 10 مرات خوفًا من حبل المشنقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.