محمد جبران رئيسا للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    د. محمد كمال الجيزاوى يكتب: الطلاب الوافدون وأبناؤنا فى الخارج    د. هشام عبدالحكم يكتب: جامعة وصحة ومحليات    ألاعيب سيارات الاستيراد.. واستفسارات عن التحويل للغاز    «المركزية الأمريكية»: الحوثيون أطلقوا 3 صواريخ باليستية على سفينتين في البحر الأحمر    «حماس» تتلقى ردا رسميا إسرائيليا حول مقترح الحركة لوقف النار بغزة    "اتهاجمت أكثر مما أخفى الكرات ضد الزمالك".. خالد بيبو يرد على الانتقادات    استشهاد شابين فلسطينيين في اشتباكات مع الاحتلال بمحيط حاجز سالم قرب جنين    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    حقيقة انفصال أحمد السقا ومها الصغير.. بوست على الفيسبوك أثار الجدل    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    رسميًا.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 27 إبريل بعد الانخفاض الآخير بالبنوك    2.4 مليار دولار.. صندوق النقد الدولي: شرائح قرض مصر في هذه المواعيد    أستاذ علاقات دولية: الجهد المصري خلق مساحة مشتركة بين حماس وإسرائيل.. فيديو    3 وظائف شاغرة.. القومي للمرأة يعلن عن فرص عمل جديدة    عاد لينتقم، خالد بيبو: أنا جامد يا كابتن سيد واحنا بنكسب في الملعب مش بنخبي كور    وزير الرياضة يُهنئ الأهلي لصعوده لنهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة ال17 في تاريخه    كولر : جماهير الأهلي تفوق الوصف.. محمد الشناوي سينضم للتدريبات الإثنين    "في الدوري".. موعد مباراة الأهلي المقبلة بعد الفوز على مازيمبي    قبل مواجهة دريمز.. إداراة الزمالك تطمئن على اللاعبين في غانا    والد ضحية شبرا يروي تفاصيل مرعبة عن الج ريمة البشعة    رسالة هامة من الداخلية لأصحاب السيارات المتروكة في الشوارع    بعد حادث طفل شبرا الخيمة.. ما الفرق بين الدارك ويب والديب ويب؟    نظر محاكمة 14 متهما في قضية "خلية المرج".. السبت    شعبة البن تفجر مفاجأة مدوية عن أسعاره المثيرة للجدل    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    دينا فؤاد: الفنان نور الشريف تابعني كمذيعة على "الحرة" وقال "وشها حلو"    حضور جماهيري كامل العدد فى أولي أيام مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير .. صور    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    رغم قرارات حكومة الانقلاب.. أسعار السلع تواصل ارتفاعها في الأسواق    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    مقتل 4 عمّال يمنيين بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    حريق يلتهم شقة بالإسكندرية وإصابة سكانها بحالة اختناق (صور)    الأمن العام يضبط المتهم بقتل مزارع في أسيوط    العراق.. تفاصيل مقتل تيك توكر شهيرة بالرصاص أمام منزلها    عاصفة ترابية وأمطار رعدية.. بيان مهم بشأن الطقس اليوم السبت: «توخوا الحذر»    "أسوشيتدبرس": أبرز الجامعات الأمريكية المشاركة في الاحتجاجات ضد حرب غزة    الرجوب يطالب مصر بالدعوة لإجراء حوار فلسطيني بين حماس وفتح    الترجي يحجز المقعد الأخير من أفريقيا.. الفرق المتأهلة إلى كأس العالم للأندية 2025    حمزة عبد الكريم أفضل لاعب في بطولة شمال أفريقيا الودية    في سهرة كاملة العدد.. الأوبرا تحتفل بعيد تحرير سيناء (صور)    علي الطيب: مسلسل مليحة أحدث حالة من القلق في إسرائيل    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن ببداية التعاملات السبت 27 إبريل 2024    طريقة عمل كريب فاهيتا فراخ زي المحلات.. خطوات بسيطة ومذاق شهي    استئصال ورم سرطاني لمصابين من غزة بمستشفى سيدي غازي بكفر الشيخ    حظك اليوم برج العقرب السبت 27-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    قلاش عن ورقة الدكتور غنيم: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد    البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة "باتريوت" متاحة الآن لتسليمها إلى أوكرانيا    تعرف علي موعد صرف راتب حساب المواطن لشهر مايو 1445    أعراض وعلامات ارتجاج المخ، ومتى يجب زيارة الطبيب؟    الصحة تكشف خطة تطوير مستشفيات محافظة البحيرة    "ذكرها صراحة أكثر من 30 مرة".. المفتي يتحدث عن تشريف مصر في القرآن (فيديو)    «أرض الفيروز» تستقبل قافلة دعوية مشتركة من «الأزهر والأوقاف والإفتاء»    تعرف على فضل أدعية السفر في حياة المسلم    تعرف على فوائد أدعية الرزق في حياة المسلم    خير يوم طلعت عليه الشمس.. 5 آداب وأحكام شرعية عن يوم الجمعة يجب أن تعرفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسين قرني.. قصة أخطر "عشماوي" في تاريخ مصر
نشر في الموجز يوم 23 - 12 - 2016

داخل أحد المنازل البسيطة التي نالت منها قسوة الأيام، يقيم "عشماوى" مصر السابق، يقضى ساعاته بين الجيران فى مودة ويجلس معهم على إحدى المقاهى الشهيرة بمنطقة الزاوية الحمراء.
أشهر قابض للأرواح تجمعه علاقات وطيدة بأبناء المنطقة ويحرص على أداء الواجب، وعلى الرغم من أنه بلغ من العمر 70 عاما، إلا أنه ما زل يتمتع بقوة البنيان، ويروى تفاصيل عمله داخل غرفة الإعدام وكأنه مستمر حتى الآن فى عمله، مؤكداً فخره بعمله كجلاد يخّلص الدنيا من شرور المجرمين والقتلة، ويرى أن أمنياته منذ الصغر قد تحققت وآخرها زيارة بيت الله قبل خروجه من العمل.
"عشماوى" الذى أنهى حياة أكثر من 1000 شخص، كان عزرائيل ينتقم منه فى زوجاته فكلما تزوج سيدة رحلت عن الحياة .. وقد ازدادت وتيرة الحديث عنه مؤخراً بعد غياب تنفيذ أحكام الإعدام على الإرهابيين والمتطرفين الذين ارتكبوا مجازر إرهابية فى أعقاب ثورة 25 يناير الأمر مما اضطره إلى اتخاذ قرار بالابتعاد عن غرفة الإعدام التى قضى بها أكثر من 25 سنة، إلا أنه عاد مرة أخرى لدائرة الضوء منذ أن تم تنفيذ حكم الإعدام فى عادل حبارة بعد الحكم عليه فى قضية قتل 25 جندي مصري.
اسمه الحقيقي هو حسين قرني أما لقب "عشماوي" فهو لقب منسوب إلى أول من عمل في هذه الوظيفة وهو أحمد عشماوي الذي نفذ حكم الإعدام فى ريا وسكينة في عشرينيات القرن الماضي.
"الموجز" توجهت لمنزل الحاج حسين قرنى، والذي يعود نسبه إلى عائلة الفقى بمدينة سمنود بالغربية، وكان والده يمتهن التجارة، وحرمته ظروف العائلة المادية من الالتحاق بالتعليم حيث قضى من عمره عامين فقط داخل كُتاب القرية، تعلم خلالها القراءة والكتابة، وأهلته تلك السنوات التى لا تزيد على اثنتين للعمل فى الشرطة بل وفاجئ الجميع بأنه يحرر المحاضر ويقرأ الأوراق المختلفة، وكشف عن أنه كان يتمنى إعدام قتلة الأبرياء، والإرهابيين، ومنهم "حبارة" الذي تم تنفيذ حكم الإعدام فيه، الأسبوع الماضى.
بداية المشوار
بدأ مشوار "عشماوى" بالصدفة عندما التحق بالشرطة، حيث كان يقضى فترة تجنيده داخل قوات أمن الغربية، وجمعته الصدفة بأحد القادة الذى انتبه إلى المجند حسين قرنى، وبادره بمجموعة من الأسئلة، فأعجبته ردوده الثابتة، وعندما أنهى فترة تجنيده فى 1967، طالبه قائده بتسليم نفسه إلى مديرية أمن الغربية ليتم تعيينه بالشرطة، وشاءت له الأقدار أن يلتحق بقطاع مصلحة السجون، وهناك قام بحراسة المساجين الخطرين حيث كان يتمتع ببنيان ضخم، وبعدها انتقل إلى محافظة قنا وعمل بها لمدة 4 سنوات، وشاهد "عشماوى"، الذى يقدر عمله الجميع ويتمتع بقبول واحترام الكبير قبل الصغير داخل السجن، وهنا بدأ الحلم يراوده فى أن يسعى ليكون يوما ما " عشماوى ".
بداية الالتحاق بالعمل بغرفة الإعدام، لم تعرفها الوساطة أو المحسوبية، وبدأت بأمنيات، ورغبة فى التميز الذى كان يبحث عنه "الشاويش حسين" داخل جهاز الشرطة، خاصة أن كل حالة إعدام يصرف عليها 5 جنيهات، إلى أن جاءت الفرصة وتم الإعلان عن حاجة غرفة الإعدام لمساعد ثان ل"عشماوي" بعد خروج أحد مساعديه للمعاش، وتم اختياره مساعداً فى 1980، وكان يسافر معه محافظات كثيرة، وكان يقتصر دوره فقط على إحضار المتهم من غرفته وإحكام السيطرة عليه واقتياده إلى مكتب مأمور السجن والوصول به إلى غرفة الإعدام، كما كان يحمل «عدة الشغل»، المكونة من حبل مصنوع من الكتان، وحديدة، وطاقية سوداء، وكان يقف لمتابعة المشهد باهتمام، متمنياً أن يأتي عليه ذلك اليوم الذي يكون جلاداً، وظل يعمل بوظيفة مساعد الجلاد نحو 18 سنة، إلى أن جاءته الفرصة، وانتقلت به الأقدار من "مساعد عشماوي" إلى "عشماوي".
أول حالة
بدأ عم حسين فى شغل وظيفة"عشماوي"، خلال عام 1999، داخل سجن بنها عندما أصيب عشماوي الأصلى بحالة نزيف دموى شديد، ولم تكن هناك سوى ساعات معدودة على تنفيذ حكم الإعدام وكان المعدوم امرأة قتلت زوجها وشقيقه الذى عاونها فى جريمتها أملاً فى الارتباط بها، ومأمور السجن قال ل "عم حسين"، وقتها : « لا مجال لتأجيل التنفيذ"، وأخبره بأنه سينفذ الحكم، وتملك الخوف قلب عم حسين، وخاصمه النوم، وظل يفكر فى أولى حالات الإعدام التى سيقوم بتنفيذها بيديه، وكانت فرصته التى ظهر خلالها وأعلن عن نفسه كجلاد جديد لمصر، ونفذ حكمه الأول بثبات انتبهت إليه لجنة تنفيذ الحكم، ومنذ تلك اللحظة لم يتراجع عن موقعه حتى 2011، حيث بلغت حصيلة ضحاياه داخل غرفة الإعدام نحو1070 متهماً، وقام عم حسين بتوزيع المشروبات على جيرانه لمشاركته الفرحة بترقيته إلى جلاد مصر، وكان عم حسين يتمتع بالثبات خاصة بعدما خرج عشماوى السابق، من غرفة الإعدام فى حالة يرثى لها، وهرول فى الشارع حتى وصل إلى مستشفى الأمراض العقلية، بعد إصابته بنوبة عصبية.
عزت حنفي
ويفتش "عشماوي"، فى ذكرياته قائلا: بدأت الأمور تسير على وتيرتها حتى قام بإعدام 6 أشخاص فى يوم واحد، من المتهمين فى مذبحة "بيت علام" بسوهاج، وكان هذا اليوم بمثابة العيد له، حيث عاد إلى منزله بالكثير من المال، كما نفذ حكم الإعدام فى إمبراطور السلاح والمخدرات بالصعيد عزت حنفى، والذى لم يخش الموت – مثلما يؤكد عشماوى -، حيث دخل غرفة الإعدام متمالكاً أعصابه رافعاً رأسه وكان طلبه الأخير قبل تنفيذ الحكم، أن يتم رد الحقوق إلى الأشخاص الذين ظلمهم بجزيرة النخيلة، فيما ظهر شقيقه "حمدان" خائفاً قبل إعدامه فى ذات اليوم.
كما نفذ "عشماوي" حكم الإعدام فى قاتل وداد حمدى، و3 من الصم والبكم، ونفذ الإعدام فى مريض الجزام، على مسئوليته متحدياً الأطباء الذين أكدوا أن آخر أنفاس المريض كفيلة لنقل العدوى لأكثر من 15 شخص.
عم حسين، كان يغضب عندما ينفذ الحكم فى شخص واحد بينما كانت تبلغ سعادته ذروتها عندما كانت ينفذ الإعدام فى أكثر من شخص، فكان عمله فى وظيفة عشماوى يتعامل به كعمل إضافي، ويتم صرف مكافأة على الرأس الواحدة التى يزهق روح صاحبها، وكانت الأمور تسير على طبيعتها – مثلما يؤكد عم حسين -، إلى أن جاءت ثورة 25 يناير وتوقفت عمليات تنفيذ أحكام الإعدام بعد تردى الأحوال الأمنية.
ويروى عشماوى، أن يومه كان يبدأ بدعوة يطلبها من زوجته ثم يذهب إلى المصلحة، بأن يرزقه المولى عز وجل بحالة إعدام ليعود إليها بالمكافأة المقررة عن عمله الإضافى، إلى أن حدثت مرة لم تتكرر وقام بإعدام 10 حالات وعاد بمبلغ 1000 جنيه.
من الحكم حتى الإعدام
وفيما يخص عملية تنفيذ حكم الإعدام، يؤكد "عشماوي"، أنها تمر بعدة خطوات تبدأ بتأييد محكمة النقض للحكم، وقيام رئيس الجمهورية بالتصديق عليه، ويتم إخطار القائمين بتنفيذ الإعدام ليتم اختبار أدوات التنفيذ وهي "الحبل المستخدم والطبلية التى يقف عليها المتهم ثم تبتلعه"، والتأكد من أنها بحالة جيدة، وذلك قبل التنفيذ بعدة ساعات، ويتم التنفيذ بعد الفجر مباشرة، حيث تتوجه لجنة مشكلة من 30 مسئولًا من القيادات الأمنية والنيابة العامة ومصلحة السجون، وأحد المشايخ "واعظ السجن"، فيما يتم إحضار المتهم الصادر فى حقه حكم الإعدام شنقا من محبسه، ويتم اصطحابه إلى الاستراحة، فيما يقوم أحد أفراد اللجنة بتلاوة الاتهامات وتفاصيل القضية عليه، وسط اللجنة المشكلة، وبعدها يسأله عضو النيابة العامة بشأن آخر طلب فى حياته الدنيا له قبل تنفيذ الحكم، وبعد تنفيذ الطلب يقوم مساعد عشماوى، باصطحاب المتهم لغرفة الإعدام، ويتم تجهيزه بوضع "طاقية" سوداء فوق رأسه، ويتم شل حركته بواسطة حزامين جلديين، فيما يتم لف الحبل حول رقبته، المصنوع من الحرير وبه 20% كتان ولا يتم استعماله أكثر من 3 مرات، ويتحمل حتى 800 كيلو، ولدى إعطاء إشارة الموافقة بالإعدام يتم تحريك الذراع لتفتح الطبلية من أسفل، ليسقط المعدوم فى البئر مشنوقا، حيث تحدث هذه العملية كسرًا فى فقرات الرقبة وتهتكًا فى النخاع الشوكى، فيموت على إثرها المحكوم عليه خلال دقيقة أو دقيقتين على الأكثر، ويترك بعدها نحو 10دقائق فى فصل الشتاء وربع ساعة صيفا فى الحبل حتى تتجلط الدماء التى تنزف منه عقب عملية الشنق، ويأتى دور مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبى على صاحب الجثة، كما يتم خلع الحبل من الرقبة وإرسالها بمأمورية إلى مشرحة زينهم لتسليمها لأسرته لدفنها.
وعن غرفة الإعدام فهى تختلف –على حد وصف عشماوى-، من حيث مساحتها من سجن لآخر، ويكون متوسطها 4 أمتار بعرض 3 أمتار، تتوسطها طبلية خشبية، أسفلها بئر عميقة لمسافة 4 أمتار، بها سلم حديدى، ويعلو الطبلية "بلانكو" من الحديد على ارتفاع مترين يتم ربط الحبل فيه، والطبلية عبارة عن ضلفتين يقف عليهما المحكوم عليه بالإعدام، وتفتحان بواسطة ذراع حديدية فى الجانب الأيمن تسمى "السكينة".
آخر طلب
وعن أغرب مطالب للمحكوم عليهم بالإعدام أكد "عشماوي"، أن إحدى المتهمات طلبت رؤية عشيقها الذى شاركها فى جريمة قتل، فيما طلب متهمون من اللجنة تدخين السجائر قبل تنفيذ الحكم، وآخرون طلبوا الوضوء والصلاة ركعتين، فيما طلب رابع بيع أعضاء جسده قبل التنفيذ لتستفيد أسرته الفقيرة من النقود.
وأثناء قيامه بتنفيذ الإعدام فى تاجر مخدرات كان يمتلك صالة رياضية، وبعد صعوده على الطبلية ووضع رقبته داخل الحبل، ظهرت قوته فقد كان يشد أعصاب رقبته فتتكون «عضلة الترابيس» بالرقبة لتقف حائلا بين الرقبة والحبل، وظل يقاوم حتى 15 دقيقة، وأسرع عشماوى بالنزول أسفل «الطبلية» والإمساك به من وسطه وجذبه لأسفل حتى إدخال الحبل برقبته وتمت عملية الشنق.
المبروكة والمظلوم
وعن أغرب المرات داخل غرفة الإعدام يؤكد أنه أثناء استعداده لإعدام سيدة، حدث زلزال وسادت حالة من الهرج والمرج بالمكان وأطلقت النساء الزغاريد، بحجة أن المتهمة صاحبة "كرامة" وأنه لن يتم إعدامها، ولكن تم تنفيذ الحكم.
ويروى "عشماوي"، أن أصعب المرات التى قام فيها بتنفيذ الإعدام داخل سجن الإسكندرية، وكان المحكوم عليه مساعد شرطة زميله من أسيوط، وكان مظلوماً ووقف يروى قصة تعرضه للظلم والتى ترتب عليها معاقبته بالإعدام، حيث كان فى حالة دفاع عن النفس، وبعد تنفيذ الحكم كان مبتسماً والنور يملأ وجهه.
كما يتذكر، قيام أحد المحكوم عليهم ب "عض"، يد مساعده حيث كان مجهداً جداً ولا يستطيع الوقوف على قدميه بمجرد رفعه أمام حبل المشنقة وأصيب الجميع بنوبة ضحك هيستيرى، وفى مرة أخرى كان المحكوم عليه بالإعدام لا يعجبه شيئا، حيث كان ينتمى للجماعات التكفيرية، وكان الواعظ المتواجد كفيفاً، وعندما اقترب الشيخ منه قام بقضم أنفه.
إعدام الجواسيس
كان "قرني" شاهداً على عملية إعدام الجاسوسة هبة سليم التى كانت تعمل لدى الموساد الإسرائيلى، حيث كان مساعداً ل"عشماوي"، كما قام بنفسه بإعدام أحد جيرانه الذى انضم لإحدى الجماعات الإرهابية حيث تم ضبطه بعد قيامه بعمليات اغتيال للأجانب، وطلب أن يصلى ركعتين وقال لعشماوى « بالراحة على ياعم حسين » وبعدها بدأ بإلقاء السباب على المتواجدين ووصفهم بالكفار وحمد الله أنه سيتم إعدامه وسيترك أرض الكفار وهرول إلى المشنقة اعتقاداً منه أنه سيدخل الجنة، وأشار إلى أن الأقدار جمعته بعبود الزمر عندما استعد لإعدامه، وظل لأكثر من 5 شهور بغرفة الإعدام إلا أن السادات أنقذه من بين يديه بعد إصدار قرار العفو، وجمعتهما الأقدار مرة أخرى خلال 2006 بموسم الحج.
لقاء العادلى
وعن الموقف الوحيد الذى جمعه بوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، أكد عشماوى، أنه عقب تنفيذ حكم الإعدام في 10 متهمين بتهريب مخدرات، تلقى اتصالاً هاتفياً من مكتب الوزير، يخبره بأن الوزير يرغب فى لقائه، وعلى الرغم من أنه كان خائفاً من اللقاء لكنه فوجئ بالوزير يكلفه بإجراء حوار مع إحدى وسائل الإعلام، وبادر "العادلى" بسؤال "عشماوي" فيه حد مزعلك فى البلد؟، فأجابه هو فيه حد يقدر يزعلنى ومعاليك موجود، كما عرض عليه الوزير تخصيص حراسة شخصية له لتأمينه، فأسرع عشماوى مطالبا بزيارة لبيت الله وداعب الوزير وقتها قائلًا: طلعنى أحج عشان أكفر عن ذنوبى وذنوبك من اللى باعمله فى غرفة الإعدام، فداعبه الوزير قائلا: (يخرب بيتك)»، مشيرا إلى أن حبيب العادلى كان أفضل وزير فى تاريخ مصر.
أمنية لم تتحقق
وعن أمنيته التى لم تتحقق فى إعدام شخصيات عامة، كشف "عشماوي"، عن أمنيته فى أن يقوم بإعدام قيادات جماعة الإخوان، وعلى رأسهم المعزول محمد مرسى، كما تمنى قطع رقبة الجاسوس الإسرائيلى "عزام عزام"، لكن أمنيته لم تتحقق.
أهلاوي صميم
وأما بالنسبة للسينما والموسيقى، فأكد عشماوي، أنه يعشق مشاهدة أفلام السينما الأكشن والأجنبى، ويستمع إلى الأغنيات الرومانسية للعندليب عبدالحليم حافظ، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم، ويكشف، عن أنه كان يحب الجلوس بمفرده أغلب الوقت للاستمتاع بالموسيقى والطرب الأصيل، كما يهتم بتشجيع النادي الأهلي، ويتابع كل مبارياته من داخل الإستاد حتى الآن، ولا يمكن أن تفوته مباراة للنادي الأهلى، ويرى أن جمهور نادي الزمالك يخاف منه بعد التأكيد على أن قابض الأرواح على الأرض أهلاوي.
وفيما يتعلق بالنساء فى حياته، يروى أنه تزوج 6 سيدات وأنجب 7 من الأولاد 4 ذكورا و3 إناث، مشيرا إلى أنه عندما رحلت زوجته الأولى عن الحياة تركت له أطفالاً فاضطر للزواج من أخرى، وكلما تزوج من واحدة ماتت وكأن عزرائيل ينتقم منه، وكانت زوجته الأولى تخاف من عمله إلى أن اعتادت عليه مع مرور الوقت، أما زوجته الحالية فهى تختلف كثيراً عنها حيث لا تخشى مشاهد الدماء أو القتل.
ويؤكد عشماوى، أنه يتابع قنوات «الإخوان»، التي يتم بثها من تركيا وقطر، مؤكداً أن هذا ليس حباً فى الإخوان وإنما ليرى الصورة الكاملة من وجهة نظر الطرفين.
السينما والنجوم
وعن رحلة عشماوى السينمائية، أكد "عشماوي" أن رحلته بدأت مع وحش الشاشة الراحل فريد شوقى، بفيلم "لعنة الزمن"، وكان عشماوى ينفذ حكم الإعدام فى حق الوحش، لكنه تم وقف تنفيذ الحكم بعد تجهيز فريد شوقى، حيث كان قوى البنيان واستجاب له دون أية مقاومة، وهو كان أصعب مشهد إعدام، ويبدو أن "عشماوي" تناسى أنه أمام الكاميرا السينمائية أثناء تمثيل مشهد إعدام الفنانة يسرا، وانسجم فى المشهد وتسبب لها في إصابتها بخدوش على رقبتها، ولم تفلت هيفاء وهبى من مشهد الإعدام بمسلسل مريم، كما تعرضت الفنانة روبي للإغماء عندما تم وضع الحبل على رقبتها والغطاء الأسود، في مسلسل "سجن النساء"، وصنع لها حبلاً "مخصوصاً" لتمثيل المشهد، كما كان للفنان هانى سلامة، حظاً هو الآخر فى لقاء قابض الأرواح بفيلم "السفاح"، عندما اختاره مخرج العمل لتأسيس غرفة إعدام مماثلة للحقيقية، حيث قام هانى سلامة بإعادة المشهد أكثر من 10 مرات خوفًا من حبل المشنقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.