قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن الملك "جدف رع"، يعتبر ثالث ملك في الأسرة الرابعة، وقد تولي العرش بعد موت أبيه الملك "خوفو" دون حق شرعي. وأوضح عامر، أن جدف كان ابن من زوجة ثانوية للملك خوفو، وتنتمي إلي الجنس الليبي، لذا فوصوله للحكم كان غير شرعي؛ لأن المعتاد عند قدماء المصريين أن الوريث للعرش يكن ابن الملكة وهي الزوجة الرئيسية للملك. واستمر "جدف رع" في الحكم ما يقرب من ثماني سنوات أمضاها في الدفاع عن نفسه ضد المنافسين له على العرش. ويكمل عامر قائلًا: مات "جدف رع" قبل الانتهاء من تشييد هرمه في منطقة أبورواش، والتي تقع علي مسافة سبع كيلو مترات شمال الجيزة. وقد أثبتت الكشوف الأثرية بمركب خوفو، أن الملك "جدف رع"، هو الذي تولي وضع المركب في حفرتها، وهو من قام بوضع التماثيل الضخمة التي تغطي الحفرة في مكانها، إذ أن معظمها قد حمل تسجيلاً باسم الملك. وتابع عامر، أن هرم الملك "جدف رع" ذو قاعدة مربعة، طول ضلعه 100 متر، وارتفاعه 12 متر، والهرم كان مبني بالحجر الجيرى، وكان الكساء وكما هو واضح بالصور به الكثير من أحجار الجرانيت. ويضيف محمد عامر الباحث الأثري، أنه للأسف استعمل المصريون المنطقة كمحجر، ويعتقد بعض العلماء أن في عصر محمد علي باشا تم استعمال المنطقة كمحجر لاستجلاب الصخور، وكان هرم جدف رع، من المصادر الرئيسية مما تسبب في تدمير جزء كبير منه. وتابع، يوجد في مدخل الهرم من جانبه الشمالي، ممر هابط بطول 48 متر، ينتهي بحجرة الدفن، وهي أكبر من حجرة دفن هرم الملك خوفو. يبلغ طولها 21 متر وعرضها تسعة أمتار وارتفاعها كان تسعة أمتار أيضًا، وبقايا المجموعة الهرمية تشمل المعبد الجنائزي والطريق الصاعد والهرم الشعائري أو الهرم الجانبي وحفرة المركب، أما معبد الوادي فلم يتم الكشف عنه بعد.