تحل اليوم الثلاثاء الذكرى السادسة والثمانين على ميلاد الفنان العالمي الراحل عمر الشريف، والذي امتدت شهرته خارج حدود العالم العربي بعد مشاركته في العديد من الأفلام الهامة في هوليوود كان أبرزها "لورانس العرب" و"دكتور زيفاجو". بداياته ينحدر عمر الشريف من أسرة ثرية في الإسكندرية، فوالده لبناني ويُدعى جوزيف، وعمل تاجرًا للأخشاب، أما والداته فكانت تٌدعى كلير سعادة، وهي من أصل سوري لبناني. حمل عمر الشريف منذ ميلاده اسم "ميشيل ديمتري شلهوب"، وتربى على الديانة المسيحية وفقًا للمذهب الروماني الكاثوليكي، ودرس في "كلية فيكتوريا" الإنجليزية بالإسكندرية، ثم درس الرياضيات والفيزياء في جامعة القاهرة. وبعد تخرجه من الكلية عمل لمدة 5 سنوات بتجارة الأخشاب مع والده قبل أن يقرر دراسة التمثيل في "الأكاديمية الملكية للفنون الدرامية" بلندن. انطلاقته الفنية جاءت انطلاقة الشريف الفنية، بعدما اكتشفه المخرج يوسف الشريف، وعرض عليه بطولة فيلم "صراع في الوادي" عام 1954، واختار له اسمه الحالي "عمر الشريف". وبعد نجاح الفيلم جماهيريًّا ونقديًا، شارك عمر فيما يقرب من 20 فيلمًا خلال ثماني سنوات في الفترة من 1954 وحتى 1962، ومن أشهر هذة الأفلام "صراع في الميناء"، "لا أنام"، "سيدة القصر". اعتناقه الإسلام من أجل الحب ارتبط عمر الشريف مع سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بقصة حب، توّجت بالزواج في عام 1955، بعدما اعتنق الشريف الإسلام حتى يتمكن من الاقتران بها، واستمر زوجهما قرابة العشرين عام، وقدما معًا سبعة أفلام كان آخرها "نهر الحب" عام 1962. الطريق نحو العالمية انطلقت مسيرة الشريف العالمية مع اختيار المخرج الانجليزي "ديفيد لين" له للمشاركة في فيلم "لورانس العرب" والذي ترشح من خلاله للفوز بجائزة الأوسكار فئة أفضل ممثل مساعد، وتمكن من الفوز بجائزة الجولدن جلوب عن نفس الدور، وبعد ثلاث سنوات، قدم دوره الأشهر في فيلم "الدكتور زيفاجو" مع المخرج "ديفيد لين"، وفاز من خلاله للمرة الثانية بجائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثل في دور رئيسي. الاستقرار بالخارج والطلاق قرر عمر الشريف في منتصف الستينات الاستقرار في أوروبا وذلك في عام 1965 بشكل نهائي، وهو الأمر الذي أثر سلبًا على زواجه من فاتن حمامة وأدى إلى انفصالهماعام 1966 ثم طلاقهما بشكل نهائي عام 1974، بعدما أسفر زواجهما عن ابن واحد يٌدعى "طارق". خلال العقود الثلاث من الستينات وحتى بداية التسعينات، رسخ عمر الشريف لنفسه مكانة بارزة وسط النجوم العالمين بعدما قدم العديد من الأدوار الناجحة في هوليوود والسينما الأوروبية. ومع مطلع التسعينات، قرر الاستقرار في مصر، والمشاركة في أفلام ومسلسلات مصرية كان أنجحها: "المواطن مصري" و"حسن ومرقص" و"المسافر"، كما قدم لأول مرة في حياته مسلسل تلفزيوني "حنان وحنين" في رمضان 2007، وكان بين الحين والآخر يشارك في أعمال عالمية حيث لعب دور الرواي في فيلم "10000 ق.م" عام 2008، و "مسيو إبراهيم" 2003. مرضه ووفاته أصيب عمر الشريف في نهاية حياته بمرض الزهايمر، وكشف نجله طارق في مايو 2015، إصابته بالمرض وعدم قدرته على تذكر أفلامه أو التعرف على أصدقائه. وفي العاشر من يوليو من نفس العام، أصيب بأزمة قلبية، رحل على أثرها عن عالمنا، وذلك عن عمر ناهز الثالثة والثمانين. وبعد وفاته، طرحت الكاتبة ناهد صلاح كتاب "بطل أيامنا الحلوة عمر الشريف" وهو عبارة عن ثلاث لقاءات أجرتها مع عمر الشريف أولها عام 2008 وهو حوار طويل وقت تصوير فيلم حسن ومرقص.