ربما لم يتصور جمهور فضل شاكر، أن يترك الفنان المايك، الذي طالما كان يستخدمه في فرض صوته الهادئ الرومانسي، والذي يحمل الأحاسيس والمشاعر، وأن تتطور أفكاره ويتجه إلى الجماعات الدينية المتشددة في لبنان، وينسب إليه قتل اثنين من جنود الجيش اللبناني، لكن فضل، عاد مرة أخرى إلى عهده القديم بعد أكثر من عامين من التشدد، ولكن هذه العودة أثارت تساؤلات عدة، بعد تصريحاته التى أدلى بها، خلال حواره مع قناة الجديد الفضائية. إعتزال الصوت الهادئ للفن منذ حوالى 5 سنوات، وتحديدا ًعام 2012، اعتزل الفنان فضل شاكر، الغناء وقرر الابتعاد عن الساحة الفنية، والدخول في عالم الجهاد والانضمام إلى جماعات دينية، ووصل الأمر إلى حد تورطه في أحداث عديدة منها أحداث صيدا، والتي راح ضحيتها أفراد من الجيش اللبناني. وظهر شاكر، لأول مرة على قناه الرحمة، من مدينة صيدا في لبنان، ليعلن اعتزاله للغناء، بسبب عدد من الأمور منها ما هو ديني ومنها ما هو سياسي، وهو يرجع للأحداث في سوريا، ومنها ما يكمن في اعتبارات الفن العصرية، حيث صرح أن الفن، يتدنى في المستوى في ظل غياب النقابات والمؤسسات الفنية، وأضاف شاكر، عبر قناة الرحمة الدينية، أن أسباب الاعتزال، حرصه في الآونة الأخيرة على التردد على مسجد بلال بن رباح، والإنصات الجيد لأئمة المساجد، الذي وجد فيهم حلاوة اللسان، ما جذبه إلى مواضيع دينية وإنسانية، وأنه اقتنع بحرمة الغناء دينيًا. وأبدى سعادة شديدة، لكونه ترك هذا المجال، وعندما سئل عن كيفية نمو فكرة الاعتزال لديه، قال، إن الفكره راودته منذ سنوات، ومن حينها كان يعيش في صراع مع نفسه، توصل من خلاله إلى قرار الاعتزال. من الرومانسية إلى التطرف والإرهاب شارك فضل شاكر، في مظاهرة ضخمة مناهضة للنظام السوري، في قلب العاصمة اللبنانيةبيروت، للإعراب عن استيائه الشديد من فظاعة الأحداث وجسامتها، التي ترتكبها قوات الجيش النظامي فى سوريا، وظهر في فيديو في يونيو 2013، يعترف بقتل شخصين تابعين لحزب الله اللبناني، خلال الاشتباكات، التي دارت في صيدا. وأعلن المطرب اللبناني فضل شاكر، فى إبريل2013، عن تشكيل كتائب مقاومة حرة، ودعا إلى نصرة الشعب السوري، وذلك استجابة لفتوى أطلقها الشيخ اللبناني السلفي، أحمد الأسير. وتم تداول تسجيل لشاكر، حينها، يهاجم النظام السوري وزعيم حزب الله اللبناني، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "رداً على مجازر الكتائب الحقيرة الحاقدة، وعلى أيادي الحزب الطائفي المجرم، حزب حسن نصر الشيطان، الذين يقتلون أهلنا في سوريا والقصير خاصة، نعلن عن تشكيل كتائب مقاومة حرة؛ لنصرة أهلنا في سوريا"، وظهر شاكر، ملتحياً وظهرت وراءه بندقية آلية، معلناً تشكيل كتائب مقاومة حرة، وتجهيز الشباب المسلم، الذي يريد الدفاع عن أعراض المسلمات الطاهرات العفيفات. تناقضات الفنان المجاهد وخلافاته مع أحمد الأسير طل الفنان السابق فضل شاكر، فى فبراير 2017، على معجبيه بعد غياب طويل، مهاجما الشيخ اللبناني، أحمد الأسير والذي على حد وصفه "باعه". وأكد فضل شاكر، في مقابلة مع صحيفة الحياة السعودية، أنه لم يشارك في أحداث عبرا، عام 2013 التي شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش اللبناني، وجماعة الشيخ المتشدد، أحمد الأسير الذي كان فضل معه، وزعم شاكر، من مخبئه في مخيم عين الحلوة، للاجئين في لبنان، أنه لم يحمل البندقية بل اقتصرت مشاركته بالمظاهرات ضد ما أسماه توسع نفوذ حزب الله، وضد النظام السوري. وأبدى شاكر، تذمره من الشيخ الأسير، الذي قال أنه "باعه"، وكان بينهما خلافات قبل أيام من أحداث عبرا، وأصدرت المحكمة العسكرية في لبنان، حكما غيابيا بحق شاكر، بتهمة تعكيره صلات لبنان، مع دولة عربية، وإثارة النعرات الطائفية والمس بسمعة الجيش اللبناني، وقضى الحكم، أيضا ً ، بسجنه مدة خمس سنوات، مع الأشغال الشاقة، وتجريده من حقوقه المدينة ووضع مذكرة التوقيف الصادرة بحقه موضع التنفيذ مع إلزامه بدفع غرامة مالية. من أمير الرومانسية إلى مطلوب للإعدام وفى سبتمبر 2017، أصدرت محكمة عسكرية في لبنان، حكماً بإعدام أحمد الأسير، والسجن 15 سنة للفنان فضل شاكر، وتجريده من حقوقه المدنية. واعتقلت السلطات اللبنانية، الأسير في مطار العاصمة بيروت في عام 2015 بعد محاولته مغاردة الأراضي اللبنانية بواسطة جواز سفر مزور، وتضمنت الاتهامات الموجهة ضده، تشكيل منظمة إرهابية والتحريض على العنف ضد الجيش اللبناني. فضل شاكر يطالب بضمان محاكمة عادلة وطالب الفنان المجاهد، فضل شاكر، بتعهد من رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، بضمان محاكمة عادلة له كشرط؛ لتسليم نفسه للسلطات على خلفية الحكم الصادر ضده. وخلال حواره مع قناة الجديد الفضائية، أكد أنه لا يثق في تسليم نفسه، دون هذا الشرط، مجددًا مناشدته للحريري، بالاهتمام بقضيته وحلها. ونقلت قناة الجديد، مناشدة شاكر، لرئيس الوزراء، خلال القاء، وأكد الحريري، أن من حق كل إنسان ومتهم، أن يتلقى محاكمة عادلة، مجددًا ثقته في القضاء اللبناني ونزاهته. ويعيش شاكر في أحد أحياء، مخيم عين الحلوة، منذ العام 2013 بعد الليلة الدموية، التي شهدتها منطقة عبرا في جنوبلبنان، ولكن يثار تساؤل بعد هذا الحوار، لماذا لم تقبض السلطات اللبنانية على الفنان المجاهد، بعد أن حددت مكانه بمخيم عين الحلوة؟، لتنفيذ الحكم الصادر بسجنه 15 سنة، أم أن هناك ثمة مفاوضات سرية؛ لتسوية الموقف، وماذا كان سيحدث إذا لم تستطيع السلطات اللبنانية، السيطرة على تشكيلات كتائب مقاومة حرة، والقبض على رفيق الفنان المجاهد؟، هل كان شاكر، سيصر على اعتزاله أم تغير المواقف والاتجاهات كانت ستفرض نفسها، بعد الأحداث الأخيرة؟.