تعد صناعة الغزل والنسيج من أهم الصناعات في مصر، حيث لعبت دورًا كبيرًا في النهوض بالاقتصاد المصري، بالإضافة إلى أن توافر مقومات الصناعة في مصر أدى إلى ازدهارها.. ولكن الوضع لم يستمر بنفس الصورة. حيث تشهد تلك الصناعة عدد من المعوقات ، ابزرها ضعف التمويل، ووتدهور حالة المصانع، وقلة الأيدي لعاملة المدربة، وهو ما دفع الدولة إلى تركيز الضوء على هذا القطاع لعودته إلى مكانته من خلال الاهتمام بإنشاء التجمعات الصناعية النسجية المتخصصة في عدد من المناطق. زراعة القطن أمل مصر اعتبر أكرم وفا، رئيس رابطة أصحاب مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، أن الاهتمام بزراعة القطن متوسط وقصير التيلة أول خطوة للنهوض بالصناعات النسجية، واصفًا الإهتمام بزراعة القطن ب أنه أمل مصر للعودة للصدارة من جديد. وشدد "وفا"، على ضرورة الإهتمام بالبنية الأساسية لصناعة النسيج وذلك من خلال الإهتمام بتجديد مصانع الغزل والنسيج، مع العمل على تخفيض تكاليف الصناعة كتكلفة الكهرباء. وطالب بإنشاء مدرسة صناعية خاصة بالنسيج في المحلة الكبرى، بحيث تكون منوطة بتدريب االعمالة، ومنها نصدر العمالة المصرية للخارج، مضيفًا: "معندناش عمالة ماهرة في النسيج". شركات الغزل والنسيج "آيلة للسقوط" وأكد المهندس عبدالمجيد محمد، الرئيس السابق لشركة المحمودية للغزل، أن صناعة الغزل والنسيج كانت "شايلة البلد" في وقت الحروب، ولكن أغلبها الآن آيلة للسقوط، و تحتاج إلى نظرة شاملة وتطوير سعيًا لتحقيق طفرة في مجال المنسوجات من جديد. وأوضح "محمد"، أن معظم ماكينات شركات الغزل والنسيج قديمة، وتحتاج إلى تجديد، مع ضرورة زيادة الدعم المالي المقدم للصناعة، مضيفًا: "بقالنا 10 سنوات بنسمع أنهم هيطوروا ولكن "لا حياة لمن تنادي". وعن التجمعات الصناعية النسجية المتخصصة، أشار إلى أنها ستكون خطوة جيدة وستصب في صالح صناعة المنسوجات في مصر، باالإضافة إلى أن إنتاجها سيكون متميز، وبجودة عالية، موؤكدًا أنه في حال إعطاء صناعة المنسوجات التمويل الكافي لها، ستقف على قدميها خلال 5 سنوات. لم نواكب التطوير في صناعة المنسوجات ومن ناحيته قال يحيى زنانيري، رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة باتحاد الغرف التجارية، إن تأميم شركات الغزل والنسيج كان بداية إنهيار الصناعات النسجية، وحتى الآن لم تقم لها قائمة، مشيرًا إلى أن شركات الغزل الكبرى كالمحلة الكبرى وكفر الدوار فشلت حتى الآن في النهوض، والقطاع الخاص لم يستطع أن يحل محلها. وأشار "زنانيري"، إلى أننا مازالنا نفكر بطريقة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ولم نواكب التطوير الذي شهده العالم، مضيفًا أن الدولة تدعم صناعة المنسوجات بالقوانين وليس ماديًا. وأضاف أن المدن الصناعية النسجية المتخصصة مازالت كلام على ورق، والمل الوحيد لكي نستطيع التغلب على أزمتنا الاقتصادية هو زياد التصدير ، ولن يكون إلا بزيادة الإنتاج. وأوضح أن قيمة تصدير مصر للغزل والنسيج يصل إلى 2 مليار دولار سنويًا، بينما لا يمكن تحديد حجم الاستيراد، نظرًا لأن أغلبه مهرب. السيسي وعد بحل مشاكلنا بينما أكد المهندس محمد المرشدي، رئيس غرفة الصناعات النسجية بإتحاد الصناعات، أن الحكومة تعمل الآن بكل قوتها على حل كل مشكلات قطاع الصناعات النسجية في مصر، وذلك بناءًا على توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأشار "االمرشدي"، إلى أن التجمعات الصناعية النسجية المتخصصة التي تنشئها الدولة في بني سويف، وبدر، وبرج العرب خطوة جيدة، وستنهض بالصناعة، بالإضافة إلى أنها ستوفر فرص عمل. وشدد على أن قطاع االصناعات النسجية من القطاعات الواعدة، والقادرة على زيادة الإنتاج ومن ثم التصدير للخارج، مضيفًا أنه كلما زاد الإنتاج زاد التصدير.