حطم التحالف العربي، أحلام إيران في عزل اليمن عن محيطه العربي وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية، لينجح في بتر ذراعها الحوثية، التي لم تعد لها أمل في البقاء والسيطرة بعد أن فقدت معظم قوتها ومقاتليها وأهم المناطق والموانئ الاستراتيجية. ويحسب للتحالف العربي أنه أسقط - وبالضربة القاضية - المشروع الإيراني في السيطرة على باب المندب، وبالتالي تهديد حركة الملاحة، حيث لم تدم طويلا التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها علي شامخاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في عام 2015، وتأكيده أن بلاده باتت على ضفاف البحر المتوسط وباب المندب. وعلى الرغم من استمرار محاولات إيران لدعم المليشيا الإرهابية عبر تهريب الأسلحة، فإن التحالف نجح في السيطرة على غالبية الموانئ اليمنية، التي شكّلت لفترة طويلة طرق إمداد لإيصال أسلحتها وصواريخها إلى وكيلها في المنطقة. وتؤكد الوقائع على الأرض، أن عمليات التحالف العربي، أجهضت حلم إيران في تحويل المليشيا الحوثية إلى ذراع مستقل على غرار حزب الله اللبناني واستخدامه كرأس حربة في مشاريعها التوسعية وتهديد أمن دول المنطقة خاصة المملكة العربية السعودية. وركز التحالف العربي، في بداية انطلاقته، على تحييد قدرات الحوثيين الجوية وتدمير ترسانة صواريخهم الباليستية وأسلحتهم الثقيلة، ما أسهم في إنهاء التهديد الكبير الذي شكله امتلاك جماعة متطرفة خارجة عن السيطرة والقانون لكل هذا الكم من العتاد العسكري. وشرع التحالف بعد ذلك في تحرير المناطق والمحافظات اليمنية واحدة تلو الأخرى بعد أن سطرت قواته مع الجيش والمقاومة الشعبية اليمنية ملاحم بطولية أثمرت عن تحرير أكثر من 85% من الأراضي اليمنية، فيما تقف اليوم على بعد بضعة كيلومترات من محافظتي صعدة والعاصمة صنعاء، بل واستطاعت أن تحرر العديد من المرتفعات والجبال المحيطة بها. وأسهمت الجهود المختلفة في إعادة الشرعية وتمكين الحكومة اليمنية من أداء مهامها والسيطرة على مؤسسات الدولة، وأسهم بشكل واضح في بناء قدراتها عبر دعم سخي كفل للحكومة الشرعية استعادة أدوراها في إدارة الدولة اليمنية.