في ظل انشغال المنطقة العربية عامة والخليجية خاصة بالضربات الموجعة، التي خلفتها حربا الخليج الأولى والثانية، كانت قطر تنسج علاقاتها الأمنية والعسكرية المتينة مع إيران، وصلت حاليا إلى أن قبلت الدوحة بالوصاية الإيرانية عليها، رغم علمها بمطامع الأخيرة. ونرصد تسلسل توثيق العلاقات القطريةالإيرانية منذ غزو الكويت: 1991 فور انتهاء حرب الخليج الثانية، التي كانت جرحا غائرا في قلب العرب، سارع أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل الثاني، لدعم مشاركة إيران في الترتيبات الأمنية الجديدة للخليج بعد مرحلة الحرب، إلا أن دول الخليج رفضت ذلك. وجاء هذا في ظل أزمة ترسيم الحدود بين قطر والسعودية، وبعد الاتفاق بين الدوحةوطهران على تقاسم الاستفادة من حقل غاز الشمال الموصوف بأنه أكبر حقل غاز في العالم. 2000 أمير قطر السابق حمد بن خليفة، يزور طهران، كأول حاكم خليجي يتخذ تلك الخطوة منذ ثورة الخميني الإرهابية 1979. 2007 دعا أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، الرئيس الإيراني حينذاك محمود أحمدي نجاد، لحضور مؤتمر قمة مجلس التعاون الخليجي العربي في الدوحة كضيف شرف، لإدخال إيران ضمن المنظومة الخليجية واختراق دول المنطقة أمنيا. 2009 تحدت قطر المشاعر العربية مرة أخرى، ووجهت دعوة إلى "نجاد"، لحضور القمة العربية التي انعقدت بالدوحة، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة، أسفرت عن امتناع الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، عن حضور القمة. وكان الهدف القطري من الدعوة، إشراك إيران بشكل رسمي في الملف الأمني الفلسطيني؛ حيث كانت القمة تُعقد عقب الحرب الإسرائيلية على غزة. 2010 زار أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني إيران، ووقع اتفاقيات أمنية تتعلق بحراسة الحدود ومكافحة تهريب المخدرات ومكافحة الجرائم التي تقع داخل وخارج البلدين. وأعقبتها زيارة وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي إلى قطر، واستقبله رئيس أركان القوات المسلحة القطرية اللواء حمد بن علي العطية، ووقعا وثيقة للتعاون الدفاعي، وصفها العطية بأنها "تعزز" أمن المنطقة. وعلَّق الوزير الإيراني بالقول، إن النموذج الراهن للعلاقات بين إيرانوقطر يجب أن يتحول إلى قدوة لدول المنطقة. 2013 إبرام اتفاقية تعاون لحماية الحدود المشتركة وتدريب خفر السواحل القطرية ومكافحة والتهريب في لقاء قائد حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي، ومدير أمن السواحل والحدود في قطر علي أحمد سيف البديد، على هامش لقاء لقادة حرس الحدود في إيران. وفي ديسمبر من العام نفسه انعقد اجتماع للتعاون بين خفر السواحل الإيرانيةوالقطرية في جزيرة كيش جنوبي إيران، أعلن خلاله المسؤولون إجراء مناورات مشتركة، وتدريب خفر السواحل القطرية. 2015 توقيع اتفاقية أمنية وعسكرية باسم "مكافحة الإرهاب والتصدي للعناصر المخلة بالأمن في المنطقة". كما وقع قائد حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي ومدير أمن السواحل والحدود القطري علي سيف البديد اتفاقية "حماية الحدود المشتركة". وعلى إثرها بدأ الحرس الثوري تدريب القوات البحرية القطرية. 2017 عقب إعلان الرباعي (مصر والإمارات والسعودية والبحرين) قطع العلاقات مع قطر يونيو على خلفية دعمها للإرهاب، بدأت ملامح تطبيق الاتفاقيات السابقة تظهر على الأرض. فبالإضافة إلى الدعم الاقتصادي الكبير من إيران لتعويض الدوحة عن خسائرها الاقتصادية من المقاطعة، تحدثت المعارضة القطرية عن وجود عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني لحراسة الأمير الحالي تميم بن حمد آل ثاني تحت غطاء التدريبات المشتركة. 2018 أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، يدعو إلى اتفاقية أمنية إقليمية، تضم إيران وتركيا، مع الدول العربية، بزعم أن ذلك ضروري للتعايش السلمي، ومنع الشرق الأوسط من الانهيار. ورد عليه الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، بالسخرية، قائلا: "اللعب على التناقضات وإدارتها والذي ميّز سياسة قطر أصبح أكثر صعوبة وتكلفة، فالتوازن بين دعم الإخوان وغيرهم من المتطرفين واستضافة قاعدة العديد والتنازل عن السيادة لإيران وتركيا أصبح أكثر صعوبة". وأمس الثلاثاء، وصلت عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني إلى قطر تحت لافتة المشاركة في معرض الدفاع البحري الدولي. وصرح نائب قائد القوة البحرية لمليشيا الحرس، العميد علي رضا تنكسيري من هناك بأن بلاده تدعم الدوحة حكومة وشعبا. وعدَّد تنكسيري مجالات التعاون في مجال تخصصه بين بلاده وقطر، منها مجال الدفاع الساحلي وخفر السواحل والمشاركة في المناورات العسكرية.