بالرغم من أن طهران حاولت اسقاط دول الخليج عقب الثورة الإيرانية، إلا أن العلاقات بينها وبين الدوحة ظلت تتوسع، حتى باتت إيران تقف مع قطر في خلافاتها الحدودية، إلى أن سلم "تميم" مفاتيح الجيش القطري إلى الحرس الثوري الإيراني، عن طريق التدريبات العسكرية في قطر. وكانت العلاقات الإيرانيةالقطرية ولا تزال مميزة وودية للغاية رغم خلافاتهما الظاهرية في سوريا، وجاءت تصريحات أمير_قطر الشيخ تميم بن حمد لتؤكد تقارير عدة سبق أن تحدثت عن تفاصيل أمنية دافئة تربط البلدين خلافا للتوتر الذي ظل في حالة جزر ومد بين الدوحة وأغلبية عواصم الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
البداية أثناء زيارة قطر إلى طهران المداميك الأولى لها وضعت في 23 ديسمبر 2010، أثناء زيارة أمير قطر السابق إلى طهران والتقائه المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، ليشمل الاتفاق التعاون الأمني بين الحرس الثوري والجيش القطري أيضا، وحينها زار وفد عسكري تابع للقوة البحرية للحرس الثوري بقيادة الأميرال محمد شياري وبرئاسة علي رضا ناصري قائد المنطقة الرابعة للقوات البحرية للحرس الثوري، الدوحة، ومثل القطريين في المفاوضات بين الجانبين عبدالرحمن السليطي، نائب القائد العام للقوة البحرية القطرية.
زيارة الحرس الجمهوري لقطر في نفس العام زار وفد عسكري تابع للقوة البحرية للحرس الثوري الدوحة للمرة الأولى، بقيادة الأميرال محمد شياري وبرئاسة علي رضا ناصري، قائد المنطقة الرابعة للقوات البحرية للحرس الثوري. وجاءت هذه الزيارة بعد يوم واحد من زيارة لأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني إلى طهران في العام نفسه والتقائه بالمرشد علي خامنئي، والرئيس المتشدد آنذاك أحمدي نجاد، حيث كانت قطر أولى الدول العربية والخليجية التي استقبلت أسطول السفن الحربية للحرس الثورة الإيراني، وشمل الأسطول 3 بوارج حربية كانت سفينة سهرابى، سفينة دارا وسفينة مهدوى وسفينتان للإسناد هما ناصر 111 وناصر 112
تدريبات عسكرية مشتركة ووقعا في مطلع أكتوبر2015، اتفاقا أمنيا عسكريا تحت مسمى "مكافحة الإرهاب والتصدي للعناصر المخلة بالأمن في المنطقة"، حيث التقى في أكتوبر 2015 قاسم رضائي قائد حرس الحدود الإيراني مع علي أحمد سيف البديد بمدير أمن السواحل والحدود في قطر، أضفى اللقاء بينهما إلى توقيع اتفاقية تعاون ل"حماية الحدود المشتركة" بين البلدين، بعد عقد 12 اجتماعا سبق آخر اجتماع لمسؤولين أمنيين للبلدين في 2015، وشمل الاتفاق الأمني العسكري "اجراء تدريبات عسكرية مشتركة" أيضاً، ما جعل المراقبين يصفون تلك الاتفاقية بأنها خطوة على طريق انسحاب الدوحة من مجلس التعاون الخليجي، بعد أن رحبت عضوية الدوحة في مجلس التعاون باقتراح إيراني لإنشاء "منظمة دفاعية أمنية إقليمية"، وذلك خلال حكم محمود أحمدي نجاد وحضوره في اجتماع قمة مجلس التعاون.
غرض قطر الخبيث ويرى المراقبون في الشأن القطري، أن قطر تحاول دائما الاستفادة من الخلافات بين طهران وأغلبية الدول الأعضاء في مجلس التعاون خدمة لمصالحها الضيقة، نظرا للشكوك التي تساورها، خاصة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وهذا يفسر إصرار الدوحة على "اعتبار إيران جزءاً من الحل الأمني في المنطقة" ورفضها اعتبار طهران جزءاً من المشكلة.