استطاع الفنان الكبير عبدالله محمود، أن يحجز لنفسه مكانة كبيرة جدًا في قلوب محبي ومتابعي الوسط الفني المصري بسبب الادوار المتميزة التي قدمها خلال عملة الفني، وذلك بالرغم من أنه توفي وهو في ريعان شبابه، ولم يستمر لفترة طويلة في العمل الفني المصري، ولكن الموهبة المتميزة التي كان يمتلكها جعلت له مكانة كبيرة جداً، وقد عاني الفنان المصري الكبير عبدالله محمود بشدة في ايامه الأخيرة، بسبب إصابتة بمرض سرطان المخ، وفي هذا التقرير نستعرض أخر مشهد مآساوي في حياته. عاني الفنان الكبير عبدالله محمود كما ذكرنا سابقا من مرض سرطان المخ، وتعرف علي حقيقة المرض عام 2003 بعدما عاد من العمرة، وعاني في البداية من صداع صعب للغاية، وعندما اجري التحليلات والأشعة المطلوبة تبين انه يعاني من مرض السرطان كما ذكرنا، وبدأ في رحلة طويلة من المعاناة مع العلاج الكيماوي، وبالرغم من ذلك لم يتوقف عن أداء الأدوار الفنية ولم يبتعد عن الوسط الفني بشكل نهائي في بداية المرض. ومن المشاهد الصعبة للغاية في نهاية حياة الفنان الكبير كانت بالغيبوبة، والتي عاش فيها فترة ليست بالقصيرة وذلك بعدما تمكن المرض اللعين منه، وكانت تلك من أصعب الفترات التي مر بها في خلال المرض اللعين، وذلك لأن كان من الواضح للجميع أن جميع محاولات العلاج التي مر بها قد بائت بالفشل الذريع، ولا يوجد أي امل في الشفاء. وكان الفنان الكبير قد عاش فترة ليست بالقصيرة في تلك الغيبوبة، وكان كل فترة يستيقظ من الغيبوبة ويقوم بقراءة القران لفترة، ومن ثم يدخل في الغيبوبة مرة أخري، وكان يحب ان يقرأ سورة الفاتحة عندما يستيقظ من تلك الغيبوبة، وهو ما انهي به حياته مع هذا المرض اللعين، وإستمر علي تلك العادة حتي فارق الحياة. كان أخر ما قام به الفنان الكبير قبل الدخول في الغيبوبة والحجز في المستشفي هو تقديم فيلم واحد كابتشينو، والذي كان يقدم فيه دور البطولة بجانب أنه هو من قام بإنتاج الفيلم بشكل شخصي، ودفع في هذا العمل الفني كل ما يملكه من أموال، وكان أخر أمنية له قبل الوفاة ان يتم عرض هذا الفيلم في الموسم الصيفي، وذلك ليحصل علي بعض المال ليصرف علي تكاليف العلاج.
وبالفعل تم عرض الفيلم في الحفل الختامي لجمعية الفيلم، وقد حقق هذا العمل الفني نجاح كبير جداً في هذا التوقيت، وأعجب عدد كبير من المتابعين بهذا العمل الفني الرائع، وكان أخر ما قدمه عبدالله محمود إلي الوسط الفني المصري قبل الوفاة.