اعتقلت الشرطة البريطانية رجل أعمال فرنسي في إطار تحقيق طويل بالتمويل الليبي المشتبه فيه للحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في 2007، وفقاً لما ذكره مسؤولون يوم الاثنين. وألقي القبض على ألكسندر الجوهري، المطلوب بموجب مذكرة اعتقال أوروبية، في مطار هيثرو الأحد، وأعيد احتجازه بعد جلسة استماع في محكمة ويستمنستر الجزائية الإثنين.
وأكد متحدث باسم شرطة العاصمة لندن اعتقاله "بموجب مذكرة توقيف أوروبية".
وقال المتحدث إن "الأمر صدر من السلطات الفرنسية لارتكابه جرائم احتيال، وغسيل أموال".
وقال مسؤول في محكمة ويستمنستر، إن الجوهري سيبقى قيد الاعتقال حتى عرضه مرة أخرى على المحكمة الأربعاء، للإفراج عنه بكفالة، أو الإبقاء عليه في السجن حتى عقد جلسة استماع رسمية.
وكان الجوهري، السويسري الجنسية، محور تحقيق فُتح 2013، للتأكد من ادعاءات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وابنه سيف الإسلام القذافي، حول تقديمهم أموالاً لتمويل الحملة الانتخابية الرئاسية للمرشح لنيكولا ساركوزي.
ورفض الجوهري، المعروف بين المؤسسة السياسية اليمينية في فرنسا والمقرب من ساركوزي، الرد على استدعاءات استجوابه في باريس.
وفي 2016، خضعت صلات الرئيس الفرنسي السابق بالقذافي، إلى تدقيق مكثف بعد أن اعتراف رجل الأعمال الفرنسي اللبناني الأصل زياد تقي الدين تسليم 5 ملايين يورو من القذافي إلى ساركوزي دعماً لحملته الانتخابية الأولى.
وقال تقي الدين إنه تنقل بثلاث مرات بين طرابلس إلى باريس عامي 2006 و2007، ليعود إلى فرنسا محملاً كل مرة بحقيبة تحتوي على ما يتراوح بين 1.5 و 2.0 مليون يورو.
ورفض ساركوزي الادعاءات، التي اعترف بها القذافي علناً في 2012، بعد غضبه من مشاركة فرنسا في التحالف الغربي لإنهاء حكمه.
ووسعت النيابة العامة المالية الفرنسية تحقيقاتها في سبتمبر 2016، لتشمل التحقق من شبهات بشأن اختلاس أموال بعد بيع فيلا في 2009 في بلدة موغان الفرنسية بسعر 10 ملايين يورو لصندوق ليبي، كان يديره البشير صالح أحد كبار المسؤولين في نظام القذافي.
ويشتبه القضاء في أن ألكسندر الجوهري لمالك والبائع الحقيقي للفيلا، وأنه تفاهم مع البشير صالح على أن يكون السعر "مرتفعاً جداً".
ويشكك المحققون أيضاً، في مساعدة الجوهري لصالح على الخروج من فرنسا في أوائل 2012، في طائرة خاصة توجهت إلى النيجر، هرباً من مذكرة اعتقال ليبية بعد أشهر من الإطاحة بالقذافي.
ونجح صالح، رئيس مكتب القذافي السابق ومدير صندوق الثروة السيادية الليبي الذي تبلغ قيمة أصوله مليارات الدولارات، في الهروب إلى جنوب أفريقيا.