شكلها يضعها في ورطة مع المجتمع.. "هاجر" ابنة أسوان تُناشد "السيسي": عاوزة اشتغل

"نفسي يبقى ليا قيمة وأشتغل".. كلمات تتمتم بها وتكررها بين نفسها ومع كل أصدقائها، تراه حلم بعيد المنال، في مجتمع حكم عليها بالإعدام لمجرد تغير ملامح وجهها عن المعتاد بين الفتايات.
هاجر محمد خالد حساني، ابنة محافظة أسوان، شاء القدر أن يشكلها الرحمن لديها معاناة تسمى "تباعد العينين"، مع انثناء في أحد أطراف يديها اليمنى، لا يعيقها شكلها عن التفوق والإصرار ولكن يمنعها المجتمع الذي صنفها بأنها من ذوي الاحتياجات الخاصة من العيش كغيرها والعمل فيما بينهم.
"هاجر" من مواليد 1992، تخرجت من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأقصر دفعة 2016، وانتقلت مع والدتها وشقيقتيها البنات إلى القاهرة لتبدأ رحلتها في البحث عن العمل.
اصطدمت "هاجر" بأول اختبار حطم نفسيتها في البحث عن العمل، عندما قدمت لتتجاز دبلومة في كلية التربية بجامعة عين شمس، وبعد اجتيازها 80 سؤال، كانت الفتاة الوحيدة التي ترفض من قبل الجامعة، وجاء الرد صادم لها "مفيهاش مواصفات المدرسة.. والطلبه هيتريقوا عليها"، وهو ما تسبب في انهيارها ولكنها لم تقف كثيراً أمام اليأس بل حاولت تثبت للجميع ولنفسها أنها تقدر اجتياز أى أزمة بمفردها.
"أنا بتكرم كل يوم.. بس يعمل ايه التقدير المعنوي وأنا مش لاقيه قيمتي".. بهذه الكلمات توصف "هاجر" الحالة النفسية التي تمر بها، فهي تريد انتزاع جزء من الحمل عن والدتها التي عكف على تربية ثلاث فتايات بعدما توفى زوجها قبل ثلاثة عشر عاماً، وكانت "هاجر" حينها في الصف الأول الإعدادي.
ترى "هاجر" في والدتها وشقيقتيها النفس الذي تعيش من خلاله، فهن يمثلان لها العطاء والثقة، والحب النابع من القلب دون انتظار أى مقابل، والتشجيع غير المتناهي على النجاح.
لم ترد "هاجر" التي رضخت لنظرة المجتمع وأخرجت شهادة ذوى الاحتياجات الخاصة والتي تثبت أن لها الحق في التعيين أى من المال فلا ينقصها شيء، فتقول: "أنا مش عاوزة فلوس.. ولو اشتغلت هعطى الفلوس لولدتي.. بس عيب تبقى علمتني في كل السنين دي واستنى مصروف منها".
ترى "هاجر" في السوشيال ميديا متنفسها الوحيد، والباب الذي تخرج منه قصتها وأشعارها، ولكنها تعود لتفكر في حرمانها من العمل.
تقابلت "هاجر" بالرئيس عبد الفتاح السيسي قبل عامين أثناء تكريم والدتها بعد حصولها على لقب الأم المثالية بأسوان، وحينها لم يدور الحديث بين "هاجر" والرئيس إلا بكلمات قليلة جداً، والآن تريد "هاجر" مقابلة الرئيس السيسي لإيصال رسالة واحدة فقط ألا وهي "أنا عاوزة اشتغل".
"راضية بقضاء ربنا".. كلمات تنثرها "هاجر" أمام كل من يسألها عن ما اذا كان هناك علميات تجميلية لحالتها، لتشير أنها راضية عن نفسها التي شكلها الرحمن بهذا الشكل.