ترعرع في رحاب البادية، وتعلم فصاحة البدو وشجاعتهم وتدرب على حياة الصحراء والتقشف وقسوة المعيشة، وتعلم أيضا الفروسية والقتال بالسيف والبندقية، إنه الملك فيصل الأول بن حسين بن علي الهاشمي، أول ملوك المملكة العراقية. ملكاً على سورية عينه والده قائداً للسرايا العربية التي تقمع القبائل المتمردة على السلطة العثمانية، وحين دخلت قوات الجنرال اللنبي مدينة دمشق بصحبة الأمير فيصل بن الحسين الذي تولى قيادة الجيش الشمالى في مطلع أكتوبر 1918، انسحب الجيش التركي من المدن السورية، وتم احتلال سوريا في نوفمبر 1918، وقوبل دخول فيصل إلى دمشق بحماس وحفاوة.
لكن الإنجليز قسموا سوريا لثلاث مناطق غربية تحت الإدارة الفرنسية، وشرقية وجنوبية تشمل فلسطين تحت الانتداب البريطانى، وأعلن فيصل تأسيس حكومة عربية في دمشق.
وفى 8 مارس 1920 أعلن المؤتمر السوري العام استقلال سورية العربية وتتويج الأمير فيصل بن الحسين ملكاً عليها، وبموجب اتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا زحفت الجيوش الفرنسية باتجاه دمشق وهزم السوريون في معركة ميسلون، ودخل الفرنسيون دمشق في 24 يوليو 1920، وغادر فيصل إلى لندن في أكتوبر 1920، وبدأ الانتداب الفرنسى على سوريا.
فيصل ملكاً على العراق وعلى إثر ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني عقد مؤتمر القاهرة عام 1920 بحضور ونستون تشرشل، وزير المستعمرات البريطاني، وأعلنت بريطانيا عن رغبتها في إقامة ملكية عراقية، وتوج فيصل ملكاً على العراق باسم الملك فيصل الأول في، بعد تصويت حصل فيه على نسبه 96% من أصوات المجلس، وتم تتويجه في 23 أغسطس من عام 1921، في ساحة ساعة القشلة ببغداد.
معاهدة 1930 بعد مبايعته ملكا على العراق وفي عام 1930 عقد معاهدة مع بريطانيا، سميت بمعاهدة 1930 أقرت بموجبها بريطانيا استقلال العراق عن التاج البريطاني وإنهاء حالة الانتداب، وضمنت الاتفاقية أيضا بعض التسهيلات لبريطانيا في مجال تسهيل مرور القوات البريطانية في أوقات العمليات الحربية، والتعاون في المجالات الاقتصادية.
شكوك حول وفاته وسافر الملك فيصل الأول إلى بيرن في سويسرا في 1 سبتمبر 1933، لرحلة علاج وإجراء فحوص دورية ولكن بعد سبعه أيام أُعلن عن وفاته في 8 سبتمبر 1933، أثر أزمة قلبية ألمت به. وقيل وقتها بأن للممرضة التي كانت تشرف على علاجه لها علاقة بموته حيث شيع بأنها قد سمته بدس السم في الإبرة التي أوصى الطبيب بها.
وقد نشرت صحف المعارضة العراقية أن الوفاة لم تكن طبيعية، وشككت في دور بريطانيا في القضاء عليه، ودس السم في شرابه أو في الحقن الطبية التي كانت يحقن بها.
وكانت تقارير الأطباء السويسريين قبل وفاته بيومين تؤكد أنه بصحة جيدة ولا يعاني من أمراض خطيرة، ولكن تقرير الوفاة ذكر أن سبب الوفاة هو تصلب الشرايين، وأرجعت الممرضة البريطانية التي كانت ترافقه سبب الوفاة إلى التسمم بالزرنيخ الذي أذيب في الشاي الذي شربه قبل وفاته بست ساعات، خاصة أن الأعراض التي ظهرت عليه في الاحتضار كانت أعراض التسمم بالزرنيخ. ويذكر طبيبه الإنجليزي هاري سندرسن، بأن آخر اقوال فيصل كانت" لقد قمت بواجبي، فلتعش الامة من بعدي بسعادة، وقوة، و اتحاد".