حالة من البطء والاسترخاء التام تسيطر عليك، عند دخولك "المدبح" المكان الذي اشتهر بالحركة والازدحام، خاصة تلك الفترة حيث لا يفصلنا عن عيد الأضحي سوى أيام قليلة، ولكن الآن الأمر اختلف كتيراً مع تضخم غول الأسعار، أصبح ليس باليسر على المواطن أن يأتي السوق ويشتري الأضحية، مما جعل حركة البيع والشراء شبه متوقفة تمامًا. "الفجر" رصدت حركة البيع والشراء في المدبح بالسيدة زينب، و قال يحيى سعيد "إنه في تجارة المواشي منذ 50 عامًا، ولم تصادفه تلك الحالة التي يعيشها الآن، حركة البيع والشراء متوقفة حتى أنه اضطر لتخفيض نسبة شراء الكمية، التي كان يشتريها من قبل. وأضاف سعيد، حالة الغلاء تسببت في قلة شراء الناس للأضحية، أو اشتراكهم في أضحية واحدة وتتكون من 4 إلى 5 أشخاص، والأسعار تتراوح بين 60جنيها للكيلو الضاني ومثله للبقري". واستكمل "ابو إسلام" تاجر آخر في المنطقة "أن توقف حركة البيع يرجع لغلاء الأعلاف، فالماشية الواحدة يتراوح سعر اكلها مابين 80 إلي 100جنيهاً، في اليوم الواحد ليزيد 1كيلوجرام، مما جاء سلباً على محلات الجزارة، بعد أن كان الجزار يبع من 3 : 4 "عجول" وصل به إلى بيع ربع واحد فقط، وقفل كثيراً منهم محلاتهم وتغير معظمهم للمهنة، أو الجلوس في بيوتهم. أضاف أيضاً "أن الجميع في تلك الحالة يخسر، فالمواطن خسرفرحته بشراء الأضحية الخاصة به،وبأرتفاع وجبة وصل سعرها إلى 150جنيهاً حتي الأعياد التي كان ينتظر فيها اكلها حرم منها، والتاجرخسرتجارته إلتى آلى بها الغلاء إلى وقف الحال، والجزارين أغلقو محلاتهم بسبب وقف الحركة، فالجميع في خسارة حتما. وذكر أحمد إبراهيم أنه اضطر إلى شراء كمية قليلة من الخرفان، نظرًا لعدم سحب وإقبال في عملية الشراء، وخوفًا من تأثير الجو عليهم تلك الأيام مما يتسبب في موت بعضهم، غير أن مصاريفهم كثيرة من أعلاف وتحصين وخدمة. وتابع أن حالة الأقبال قليلة جداً مقارنة بأي وقت مضى، حتى بدخول وقت العيد، فالغلاء أثر سلباً على كل شئ، حتى بشراء المواطن للأضحية وتجارتنا وتربيتنا للخرفان.