السمسمية هى آلة موسيقية تشتهر بها مدن القناة، لكنها تحظى فى محافظة السويس بطابع خاص، والتى كانت شاهد حقيقى على المقاومة الشعبية بالسويس، وكانت السمسمية تستخدم فى أغانى المقاومة على أوتار السمسمية فى الجبهة، وأثناء حصار السويس من العدو الإسرائيلي. كما شاركت السمسمية السوايسة في أفراحهم وسهراتهم وأمسياتهم، التي افتقدتها السويس ومدن القناة في السنوات الأخيرة، بعد ظهور موجة الاغانى الشعبية والدي جي، التي أثرت بشكل كبير على فن وغناء السمسية. ورغم ذلك، فهناك فنان سويسى لم يستسلم لتلك الموجة وقرر تطوير صناعة السمسمية بشكل حديث وأضاف لها أوتار جديدة الكترونية ومجهزة لأي استوديو ليمكن تسجيل ألحان السمسمية من خلالها. محمد الكفراوي، عازف سمسمية وصانع آلة السمسمية، من مواليد محافظة السويس، قرر صناعة آلة جديدة ذات طابع الكتروني سنتعرف عليها من خلال حديثه ل"الفجر". وقال "الكفراوي" إن آلة السمسمية تعود إلى أيام الفراعنة، وأثناء حفر القناة فى السويس، اصطحب أهل النوبة وصعيد مصر هذه الآلة الفرعونية معهم، ومع الوقت سميت السمسمية، مشيرا إلى أن أول سمسمية صنعت من خمسة أوتار من أحشاء الحيوانات، وتم تطويرها عقب ذلكإالى ستة أوتار مكونة من جلد حيوانات وهيكل خشبى وقائم ومفاتيح أوتار، ثم وصلت أوتارها إلى 20 وتر، ليكتمل السلم الموسيقى ليعزف عليها جميع المقامات الموسيقية. وأضاف "الكفراوى": "قررت صناعة سمسمية الكترونية مثل القانون والعود وغيرها من الآلات الوترية، لاستخدامها فى تسجيل الأغانى مباشرة للاستوديو، لنقاء صوت السمسمية، وقمت بتصميمها والانتهاء منها وتم تجربتها وكل يوم يكون فيه تطوير لها، حتى تصل للشكل النهائئ لتكون أول سمسمية الكترونية فى تاريخ السمسمية صناعة سويسية". وأوضح محمد الكفراوى، أن السبب الرئيسى فى تراجع آلة السمسمية فى محافظة السويس هو عدم اهتمام مسئولي الثقافة فى السويس بها، لدرجة أنه في يوم احتفالات 24 أكتوبر، يتم الاستعانة بفرق من بورسعيد والشرقية، وهذا تعنت من مسؤلى المحافظة والثقافة فى عدم الاهتمام بعازفى السمسمية بالمحافظة، لافتا إلى أن السويس تشتهر بلقب بلد ال 100 عازف، فأكثر عازفى السمسمية من السويس، ومع ذلك لا يوجد مهرجان للسمسمية. واقترح "الكفراوي" أن يتم تنظيم مهرجانا ذا طابع دولي، ليساهم فى تنشيط السياحة الخارجية والداخلية، والدليل بأن جميع العازفين بالسويس يشاركون فى حفلات عالمية وأوربية، مضيفا أن عدم الاهتمام بالسمسمية والتسويق لها، كان له أثر كبير عليها بالسلب، فبدأت فى الانقراض فى أفراح السوايسة. وختم "الكفراوي" حديث ل"الفجر" قائلا: "قررنا إنشاء فرق مستقلة للسمسمية تحتفل مع شعب السويس فى احتفالاتها وأفراحهم، ولكن سنظل فخورين بصناعة السمسمية فى السويس، لأننا تعلمنا من صغرنا من آبائنا وأجدادنا فنون وحب السمسمية وسنقوم بتطويرها للأجيال القادمة".