قناة السويس هي ممر مائي "مصطنع" ازدواجي المرور في مصر، يبلغ طولها 193 كم وتصل بين البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، تربط قارات العالم القديم (آسيا- أفريقيا-أوروبا) ببعضها ارتباطًا وثيقًا، وتسمح بعبور السفن في اتجاهين في نفس الوقت بين كل من أوروبا وآسيا، وتعتبر أسرع ممر بحري بين القارتين وتوفر نحو 15 يوماً في المتوسط من وقت الرحلة عبر طريق رأس الرجاء الصالح. تعد قناة السويس إحدى أهم المجاري البحرية في العالم، حيث بلغت إيرادات القناة في العام المالي (2014 - 2015) نحو 39 مليار جنيه مصري، ويمر عبر القناة ما بين 8% إلي 12% من حجم التجارة العالمية. وقناة السويس الجديدة، حلم تحول إلى حقيقة، هي عملية حفر من الكيلو متر 61 إلى الكيلو متر 95 (طبقاً للترقيم الكيلو متري للقناة) بطول 35 كم بالإضافة إلى توسيع وتعميق تفريعات البحيرات المرة والبلاح بطول 37 كم ليصبح الطول الإجمالي للمشروع 72 كم من الكيلو متر 50 إلى الكيلو متر 122، حيث يهدف المشروع إلى تلافي المشكلات القديمة لقناة السويس من توقف قافلة الشمال لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة، ويسمح باستيعاب قناة السويس للسفن العملاقة بغاطس 65 قدم بتكلفة بلغت 4 مليار دولار، مما سيساهم في زيادة دخل القناة مستقبلاً بنسبة 259%. تمت عمليات الحفر من خلال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والتي استعانت ب17 شركة وطنية مدنية تعمل تحت إشرافها. وتتردد بين الحين والأخر "أكذوبة" الطرق المنافسة لقناة السويس، وبدائل سوف تُلقى بها فى مهب الريح مما يمنع القناة من المنافسة كعادتها فى مجال النقل، بالاستغناء عنها والاستعانة بعدة طرق. وترصد الفجر الطرق البديلة لقناة السويس: - طريق رأس الرجاء الصالح وهو الطريق البديل الوحيد لقناة السويس. - طريق قناة بنما وهو طريق منافس للقناة لنقل جزء من حركة التجارة بين شرق أسيا والساحل الشرقي لأمريكا الشمالية. - طريق القطب الشمالي الذي ينقل جزءً متواضعا جداً من حركة التجارة بين شمال غرب أوروبا والشرق الأقصى (بضائع صب سائلة وجافة) وإن كانت الشواهد الحالية تبين أن دوره سيقتصر على نقل المواد الخام المستخرجة من منطقة القطب الشمالي إلى الشرق الأقصى. هذا الطريق له تأثير شديد على البيئة والتوسع فيه سيكون محدوداً للغاية نظراً للتكلفة البهظة للنقل حيث يتطلب وجود كسارات ثلوج خاصة تعمل بالطاقة النووية لمصاحبة السفن العابرة بالإضافة إلى المدة الزمنية المحدودة التي يعمل فيها هذا الطريق. كما أن التأثير البيئي الضار سيجعل العالم يرفض التوسع في استخدامه وهو لا يشكل منافسة معتبرة مع قناة السويس حيث أن إجمالي البضائع المنقولة عليه طوال العام لا تتجاوز ما يعبر خلال القناة في يوم واحد. - خطوط أنابيب البترول وهي منافسة للقناة في نقل البترول الخام من الشرق الأوسط الى أوروبا وأمريكا. - الطرق البرية والسكك الحديدية مثل خط حديد سيبريا وطريق الحرير وهي منافسة للقناة في إمكانية نقل بعض الحاويات من الشرق الأقصى إلى شمال غرب أوروبا إلا أنه من المعروف أن تكلفة النقل بالسكك الحديدية تماثل اربعة أضعاف النقل البحري عبر قناة السويس. وبتفصيل أكثر، فإن محور "إيلات أشدود" التى تزعم إسرائيل إقامته، لن يؤثر سلبًا على عائدات القناة لن تتأثر، لأن هذا الخط لا يمتلك مقومات المنافسة مع قناة السويس فتكلفة النقل عبر السكك الحديدية تزيد بمقدار 3.4 ضعف عن النقل البحرى، مع الأخذ في الاعتبار كون قناة السويس تتعامل مع جميع أنواع السفن (ناقلات نفط، الغاز، وغيرها)، بينما خط سكة حديد (ايلات-اشدود) لا يتعامل سوى مع الحاويات. كذلك مسار القطب الشمالى، لا يمثل هذا المسار أي تهديد لقناة السويس حيث إن الملاحة به موسمية 4 شهور فقط في السنة منها شهران فقط سبتمبر وأكتوبر اللذان يكاد يخلوان من الجليد بطول المسار، و طريق الحرير الجديد لا يمثل تهديدا بل على العكس له أثر تكاملي سوف ينعكس بالإيجاب على زيادة الطلب على عبور قناة السويس حيث ان طريق الحرير البحري يتم ربطه بالطريق البري ومروره عبر قناة السويس. وفى سياق آخر، أكد الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أن القناة استطاعت الحفاظ على تصنيفها كأهم ممر ملاحى عالمى ، بالرغم من التحديات السياسية والاقتصادية التى يواجهها العالم ، والمتمثلة فى التباطؤ فى معدلات نمو التجارة الدولية وانخفاض تكاليف السفن نتيجة للانخفاض الكبير فى اسعار الوقود. وأضاف، فى تصريحات صحفية مسبقًا، أن القناة الجديدة ساهمت فى جذب جميع سفن الحاويات العملاقة والتى تزيد حمولاتها على 13 ألف حاوية ، والتى كان يبلغ عددها حوالي 66 سفينة فى بداية عام 2014 ، وارتفعت اعداد هذه الشريحة من السفن إلى 173 سفينة فى بداية عام 2017 ، ولولا القناة الجديدة التى قللت زمن العبور وتغلبت على محدودية مناطق الانتظار لهذه السفن العملاقة، لتحول جزء كبير من هذه السفن لطريق رأس الرجاء الصالح ، خاصة فى ظل انخفاض تكاليف تشغيل هذه السفن وتباطؤ معدلات نمو التجارة فى هذه الفترة. وقال القبطان فريد رشدي، كبير المرشدين بهيئة قناة السويس، إن قناة السويس الجديدة أوقفت كل محاولات إنشاء قنوات منافسة بديلة، كقناة بحر الشمال، مشددًا ضرورة الاستمرار في تطوير قناة السويس مهما كلفنا الأمر، لتواكب صناعة السفن والتحديات المحيطة بنا، وأن نكون في مستوى الريادة.