حكم سعد بن معاذ في بني قريظة مدة حصار بني قريظة طالت، وجاء رد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالرفض على كل ما عرضته بنو قريظة. هدد المسلمون باقتحام حصون بني قريظة وقتالهم وقتلهم إن لم يستسلموا سمع يهود بني قريظة القرار العسكري، فسارعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلنوا أنهم ينزلون على حكم سعد بن معاذ، زعيم الأس وحليفهم في الجاهلية وحاول الأوس أن يشفعوا ليهود بني قريظة، فقد جاء نفر من الأوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلحون عليه في الرجاء في أن يعفو عنهم وأن يجليهم عن المدينة كما أجلى يهود بني النضير، حلفاء الخزرج، فقالوا : يا رسول الله ، احسن في موالينا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيكم رجل منكم ؟ قالوا : بلى فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ ليحكم في قريظة كان في خيمة رفيدة الأسلمية بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فلما وصل راكباً على حماره إلى مقر قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال رسول الله : قوموا إلى سيدكم ، فقاموا فأنزلوه عن حماره لقد قام هؤلاء الذين رجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعفو عن بني قريظة إلى سعد بن معاذ يرجونه أن يحسن إلى بني قريظة ، و أن يخفف في حكمه عليهم ، فقالوا : يا سعدإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حكمك بني قريظةلتحسن في موالينا كرروا هذا الكلام مرات على مسمعه و هو ساكت لا يتكلم وبعد ان استمع سعد بن معاذ إلى رجاء هؤلاء النفر من الأوس وقف يقول : أيرضي بحكمي هؤلاء-مشيراً إلى المسلمين-و في مقدمتهم قومه الأوس ، فقالوا : نعم يا سعد، فقال سعد و قد غض بصره عن الجهة التي يجلس فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم تأدباً في الحديث معه ومخاطبته: أيرضى بحكمي هؤلاء؟قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نعم يا سعد ، فيهود بني قريظةهم الذين اختاروه ولم يختاروا غيره طمعاً في محاباتهم لأنهم حلفاؤه في الجاهلية ، والمسلمون قبلوا بحكمه فجميع الأطراف قد اختارت سعداً ليكون حكماً بينها لقد أنصت الجميع ليسمعوا حكم سعد ، فقال سعد : آن لسعد ان لا تأخذه في الله لومة لائم ، ثم قال : احكم بقتل الرجال وسبي النساء والذرية وروى الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه بإسناده إلى أبي سعد الخدري رضي الله عنه قال : نزل أهل قريظة على حكم سعد بن معاذ وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد فأتى على حماره ، فلما دنا من المسجد قال الأنصار: قوموا إلى خيركم، فقال : هؤلاء نزلوا على حكمك، فقال: تقتل مقاتلهم وتسبي ذرياتهم ، قال: قضيت بحكم الله