إذا احتفظ عداء الحواجز الروسي سيرجي شوبنكوف بلقبه في بطولة العالم لألعاب القوى في لندن الأسبوع المقبل، فإنه لن يسمع نشيد بلاده الوطني، وهو يقف على منصة التتويج. وسينافس شوبنكوف، و18 من مواطنيه كرياضيين مستقلين في بطولة العالم وهي أكبر لقاء دولي يضم متسابقين من روسيا منذ إيقاف الاتحاد الروسي لألعاب القوى قبل حوالي عامين بعدما كشف تقرير للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عن استخدام واسع النطاق للمواد المحفزة للأداء برعاية الدولة. وقال شوبنكوف مشيرًا للميدالية الذهبية التي فاز بها في سباق 110 أمتار حواجز في بطولة العالم الأخيرة في بكين "أريد أن يكون كل شيء مثل 2015". ومع استمرار إيقاف الاتحاد الروسي حصل عشرات المتسابقين الروس على الضوء الأخضر للمشاركة في المسابقات الدولية بعدما أثبتوا للاتحاد الدولي لألعاب القوى، أن البيئة التي يتدربون فيها تفي بالمعايير المطلوبة لمكافحة المنشطات. ورغم وجود مظاهر لعودة تشكيلة روسية إلى المنافسات الدولية بعد الغياب عن أولمبياد ريو دي جانيرو العام الماضي، فإن المتسابقين الروس في لندن لن يُسمح لهم بارتداء أي شيء يحمل ألوان بلدهم، أو يشير إليه. ووافقت السلطات الروسية، التي نفت بشدة وجود استخدام للمنشطات برعاية الدولة، بشكل عام على جهود الرياضيين للمنافسة كمستقلين. وقال بافل كولوبكوف وزير الرياضة الروسي للصحفيين على هامش البطولة الروسية الوطنية لألعاب القوى الأسبوع الماضي "الكل يعرف الدولة التي يمثلها هؤلاء الرياضيون". وأضاف "سيكون من الصعب على الرياضيين التنافس لأنهم وطنيون". ويقول العديد من الروس المنتظر مشاركتهم في لندن، إن غياب علم بلادهم لا يقلل من حبهم لها، أو يؤثر على تركيزهم. وقال شوبنكوف "أحاول ألا أفكر في الأمر.. وألا أعطيه أي أهمية". وقالت ماريا لاسيتسكيني بطلة العالم في القفز العالي، التي يقل رقمها الشخصي وهو 2.06 متر وتحقق الشهر الماضي عن الرقم العالمي بثلاثة سنتيمترات، إن امكانية الاحتفاظ بلقبها أكثر أهمية من الألوان التي ترتديها. وأضافت "أشارك كمستقلة لكن الأهم بالنسبة لي هي النتائج.. والدفاع عن لقبي". ويقول الرياضيون الروس الذين تمت تبرئتهم من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى، إن الابتعاد الطويل عن المسابقات الدولية تسبب في ضرر لتطورهم وبالقدر نفسه لدخلهم. وقالت العداءة كسينيا أكسيونوفا التي حصلت على الضوء الأخضر من الاتحاد الدولي لكنها لبت معايير المشاركة في لندن بعد الموعد النهائي: "من الصعب أن تحفز نفسك عندما تنافس ضد هؤلاء الذين تتدرب معهم كل يوم". وتسبب قرار الاتحاد الروسي بإقامة البطولة الوطنية بعد الموعد النهائي للمشاركة في بطولة العالم في حرمان 3 متسابقين، وبينهم أكسيونوفا، من الذهاب إلى لندن. وقالت أكسيونوفا "أعرف أن فرص التأهل تبددت. أزاح هذا ضغطا من على كاهلي". وتبقى العودة للمنافسات الدولية مستبعدة قبل 2018 بعدما قال رونه أندرسن، رئيس مجموعة العمل التي شكلها الاتحاد الدولي، يوم الإثنين إن روسيا لم تلب بعد العديد من المعايير المطلوبة لرجوعها. وأبلغ أندرسن الصحفيين في لندن بعد اجتماع مع مجلس الاتحاد الدولي أن اختبارات المنشطات ما زالت غير كافية وأن مدربين موقوفين لا زالوا يعملون بحرية. وقال "ما زالت هناك أمور يجب حلها".