لم تقتصر المخاطر التي يواجهها عمال المحافظة داخل محافظة المنيا، على الإصابة بالعاهات والكسور فحسب، بل أن هناك خطرًا أكبر يداهم صحتهم العامة، متمثل في الإصابة بالأمراض الصدرية المختلفة ومنها الربو والحساسية، نتيجة التعرض للأدخنة وسحابة الغبار الناجمة عن تكسير الأحجار، ما دفع مجموعة متطوعة من الشباب، أطلقت على نفسها " شباب بينحت الصخر"، إلى ابتكار كمامات مصنوعة من أدوات بسيطة تم توزيعها على العمال بالمجان، في لافتة إنسانية تشير إلى إحساس هؤلاء المتطوعين بالمعاناة والأضرار الصحية التي تواجه عمال المحاجر. ويلخص مينا رؤوف، أحد أعضاء الفريق، أن الفكرة جاءت بعد بحث دام لأكثر من 6 شهور، وتم تصنيع الكمامة وتوزيعها علي عمال المحاجر، والخطوة القادمة ستكون تعليم بعضهم كيفيه تصنيعها وأعطائهم الخامات مجانًا لمساعدتهم، موضحًا، أن فريقه الطلابي يتبع أكاديمية السادات "فرع المنيا، وهو ضمن 47 فريق بمصر، تابعين لمنظمة Enactus، وهي منظمة غير هادفه للربح، وحلقة الوصل بين طلبة الجامعات والخريجين للإستفادة من قدراتهم واستغلال مواهبهم في تقدم المجتمع وتلبية حاجات الناس وزيادة الدخل دون تحقيق أي ربح. ويستعرض خلف بكري، معاناته من الغبار الناجم عن تكسير الأحجار بشكل يومي قائلًا، بعد دقائق من انتهاء العمل أشعر بضيق شديد في التنفس وحالة من الإحتقان بالصدر، وسبق وتوجهت إلى أحد الأطباء ونصحني بعدم التعرض للغبار والأتربة كثيرًا، لكن كون عملي بالمحاجر هو مصدر دخل لي ولأسرتي، لم استطيع تنفيذ تعليمات الطبيب، ونصحتني زوجتي بترك العمل بالمحاجر والبحث عن عمل آخر، وذات يوم فوجأت بتواجد بعض الشباب بالمحجر الذي اعمل به يوزعون كمامات، فأعتقذ في بداية الأمر أنهم يعملون بشركة متخصصة في صناعة الكمامات، وأنهم يرغبون في توزيعها علينا مقابل مبالغ مادية لكنني اكتشفت انه يتم توزيعها بالمجان.